أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اعتقال الأمير نايف بن أحمد بن عبد العزيز، وهو نجل الأمير أحمد شقيق الملك سلمان الذي أعلنت عدة صحف عالمية، أمس، اعتقاله هو الآخر رفقة عدد من الأمراء، على رأسهم ولي العهد السابق، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
وكان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني أكد اليوم أن اللواء نايف بن أحمد عبد العزيز هو أحد المعتقلين في الحملة التي أعلن عنها أمس، وأنه بذلك يكون صاحب أكبر منصب عسكري بين المعتقلين؛ لأنه اعتقل وهو لا يزال على رأس عمله رئيسا لهيئة استخبارات وأمن القوات البرية.
وقالت الصحيفة، في تقرير جديد عن حملة الاعتقالات، إن أربعة من الأمراء على الأقل اعتقلوا بأوامر من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بينهم نايف بن أحمد بن عبد العزيز، مشيرة إلى أن الحملة لا تزال أسبابها غير واضحة حتى الآن.
وبحسب الصحيفة، فإن حملة الاعتقالات طرحت تساؤلا لدى المحللين المتابعين للعائلة السعودية المالكة، عن إمكانية أن تكون الاعتقالات مرتبطة باستعداد محمد بن سلمان للسيطرة على السلطة من والده الذي يبلغ من العمر 84 عاما، بينما يرى محللون آخرون أن ولي العهد الذي كرس نفسه حاكما فعليا باسم والده شعر بالقلق من حصول استياء داخل العائلة المالكة؛ بسبب تراجع أسعار النفط الذي أربك ميزانية المملكة واقتصادها، ما دفعه لإصدار أمر الاعتقال؛ خوفا من أي تحد لسلطته.
وقالت الصحيفة إن اعتقال محمد بن سلمان لعمه أحمد بن عبد العزيز أدهش المراقبين، بالرغم من سجل الأول الحافل بالتحركات "الجريئة والقاسية"، مثل حرب اليمن المأساوية، واعتقالات فندق "ريتز كاريلتون"، وقتل الكاتب السعودي في صحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي في قنصلية الرياض في إسطنبول.
ونقلت نيويورك تايمز عن الباحث في معهد دول الخليج في واشنطن، قوله "إن من المفاجئ أن يتجه لاعتقال عمه مع أن سلطة والده لا تزال قائمة".
وسببت الموجة الجديدة من الاعتقالات حالة من الفزع داخل العائلة، وطرحت تساؤلات حول وضع الملك، بحسب ثلاثة مصادر قريبة من العائلة.
وكان الملك قد ظهر مؤخرا في صور أثناء اجتماع مع وزير الخارجية البريطاني الذي زار الرياض.
وقال طبيب على علاقة بالمستشفى الذي يعالج أفراد العائلة المالكة إن المستشفى لم يتلق أي كلمة توحي بأن الملك مريض.
وتولى نايف بن أحمد بن عد العزيز مناصب رفيعة في وزارة الداخلية والجيش، وترأس الاستخبارات العسكرية. واعتقل نايف مع والده أحمد الذي يعدّ آخر شقيق على قيد الحياة للملك سلمان.
اقرأ أيضا: حملة اعتقالات تطال ضباطا في الحرس الملكي السعودي
وبدا الأمير أحمد لفترة قصيرة في خريف عام 2018 كمنافس محتمل لولي العهد، لكن الأمير أحمد نفى هذه الفكرة سريعا، وبدا حتى الآن أن كونه شقيقا للملك سلمان قد يعطيه درجة من الحصانة من غضب ابن أخيه ولي العهد محمد بن سلمان.
ومع ذلك، فقد اعتقل يوم الجمعة، بعد أيام من عودته من رحلة لصيد الصقور خارج البلاد، وكان ابنه نايف معه أثناء الاعتقال، بحسب قول مقرب للعائلة. كما اعتقل وزير الداخلية السابق وولي العهد السابق محمد بن نايف في الوقت ذاته، وهو الوزير الذي كان على علاقة جيدة مع المخابرات الأمريكية، ويخضع للإقامة الجبرية في منزله منذ إزاحته عن منصبه من قبل ولي العهد عام 2017.
واعتقل أيضا شقيقه نواف بن نايف من قبل قوات الأمن، وبذلك يكون المعتقلون هم أربعة أمراء على الأقل: محمد بن نايف، وأحمد بن عبد العزيز، ونواف بن نايف، ونايف بن أحمد بن عبد العزيز، بحسب ثلاثة مصادر على اطلاع على القضية.
وقال الباحث في معهد الخدمات الملكية المتحدة، مايكل ستيفين، لنيويورك تايمز: "يبدو أن محمد بن سلمان أقصى كل منافسيه"، مضيفا: "إما أن يكون الملك على فراش الموت، أو أن ابن سلمان فقط اعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لدفن الأخبار السيئة".
وتابع ستيفين للصحيفة: "لكن المشكلة أن الثقة بالمملكة أصبحت ضعيفة بعد مقتل خاشقجي، وأن لا أحد يمكنه أن يصدق روايتها الرسمية".
هكذا تفاعل "تويتر" مع اعتقال الضباط والأمراء بالسعودية
حملة اعتقالات تطال ضباطا في الحرس الملكي السعودي
منظمة: السعودية تتجه لإعدام 5 شبان.. اعتقلتهم أطفالا