قال مراقبون أتراك، إن موسكو وأنقرة فضلتا اتفاق لوقف إطلاق النار بإدلب السورية للحفاظ على المصالح المشتركة بينهما، مشككين في الوقت ذاته في استمراريته لاعتبارات عدة.
وقالت الكاتبة التركية، فيردا أوزر، إن موسكو وأنقرة تمكنتا من حماية العلاقة بينهما، بعد توتر استمر لأسابيع بسبب الاشتباكات في إدلب السورية، ومقتل 34 جنديا تركيا.
الحفاظ على العلاقات
وأشارت في مقال لها على صحيفة "ملييت"، إلى أن الاتفاق كشف أن البلدين لا يريدان التضحية بعلاقاتهما من أجل إدلب، وتم التأكيد على أن المشاريع الطويلة الأجل والاستراتيجية بما فيها منظومة "أس400، ومجالات التعاون بالطاقة النووية، ستتواصل.
وأضافت أنه من الواضح أن الجانبين مستعدان للتنازل، وإيجاد حل وسط كلما تشققت هذه الأرضية الهشة (إدلب).
أنقرة سلمت "M5"
وفي تقييمها للاتفاق، قالت الكاتبة التركية، إنه على ما يبدو أن أنقرة وافقت على تسليم المناطق التي سيطر عليها نظام الأسد مؤخرا بما فيها الطريق الدولي "M5"، مستدركة بأنه لا يوجد وسائل أخرى غير ذلك لتجنب المزيد من قتل الجنود، والتوافق على حل وسط مع موسكو.
اقرأ أيضا: هكذا قرأ مراقبون أتراك اتفاق أردوغان وبوتين حول إدلب
وأشارت إلى أن رئيس النظام السوري، وافق على الاتفاق، ونقلت من مصادر في أنقرة، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، غادر قاعة الاجتماعات وأجرى محادثات هاتفية مع بشار الأسد.
الجماعات المتطرفة
وأضافت، أنه على الرغم من ذلك، فإن الحذر واجب، خاصة أن إدلب يقطنها العديد من الجماعات المسلحة المتطرفة، ومن غير المتوقع أن تتقيد بوقف إطلاق النار، كما أنه من السذاجة الاعتقاد بأن الولايات المتحدة راضية عن الاتفاق.
ولم تستبعد الكاتبة التركية، أن تقوم الجماعات المسلحة المرتبطة بالولايات المتحدة بإحياء التوتر من جديد.
هل يستمر؟
وأكدت أن الأهم من ذلك كله، أنه على الرغم من أن الأسد وروسيا قد وافقتا على الاتفاق، فإلى متى سيسمحون بتواجد القوات التركية والمعارضة السورية المدعومة منها في إدلب، التي تعد الحلقة الأخيرة من الحرب السورية التي استمرت منذ عام 2011.
وأوضحت أن إدلب هي نقطة التحول الأخيرة لتوازن القوى، وتعد حاسمة بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة، اللتين تشنان حربا بالوكالة في سوريا، بالإضافة إلى أنها تعد المعقل الأخير للمعارضة السورية التي تلجأ إليه، لذلك فإن الأمر لن يترك بهذه السهولة.
الأهمية الاستراتيجية لإدلب
وأكدت أن الأهمية الاستراتيجية لإدلب تؤجج الصراع، حيث إنها تقع بالقرب من الطريق الدولي "M5"، الذي يمتد من شمال سوريا إلى دمشق ثم الأردن، كما أنها تربط الطريق السريع حلب (المركز التجاري للبلاد) باللاذقية حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وبمعنى آخر فإن "إدلب" مفتوحة لمياه البحر الأبيض المتوسط.
اقرأ أيضا: هذه احتمالات ثبات الاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار في إدلب
وشددت على أن المسارات باختصار لن تتوقف هنا، ولا يجب التوقع أن الأسد أو بوتين استسلما إلى هذا الحد، لذلك فإن الهدنة التي تم التوصل إليها، ليست سوى "استراحة تنفس"، في رحلة طويلة وشاقة.
بدوره ذكر وكيل وزارة الخارجية التركي السابق، أونر أويمن، أنه بعد اتفاق سوتشي، قال النظام السوري إن الاتفاق يعد ضمن "الترتيبات المؤقتة"، وأكد مرارا أنه يعمل على "استعادة إدلب".
وأشار في حوار مع صحيفة "سوزجو"، إلى أن النظام السوري اتخذ خطوات في إعادة السيطرة على قرى وبلدان، وحاصر معظم نقاط المراقبة التركية.
مصير نقاط المراقبة
وأضاف أنه لا يوجد في بيان الاتفاق نص يفيد بأن قوات النظام السوري ستنسحب وفقا لاتفاق سوتشي، وفي حال لم يتحقق ذلك فكيف سيتم منع بقاء نقاط المراقبة التركية كجزيرة وسط الأراضي الواقعة تحت سيطرة النظام السوري؟
وأكد على أن هذه الأسئلة وأخرى، تبين عدم تبدد القلق من المستقبل، خاصة أن العديد من القضايا لم يتم التوصل إلى حل حولها، كما أنه لم يتم التطرق هذه المرة كما دائما إلى اتفاق أضنة.
تركيا تدفع بتعزيزات لـ"مركز إدلب" لإنشاء منطقة آمنة.. تفاصيل
صحف: مباحثات أردوغان وبوتين الأخيرة حول إدلب "غير إيجابية"
محللون: المواجهة بين تركيا وروسيا في سوريا باتت علنية