انعكست حالة الخوف
بفعل تزايد الإصابات بفيروس
كورونا في
الجزائر على سوق
الكمامات الطبية، الذي دخل
مرحلة الندرة؛ جراء الارتفاع الهائل في الطلب.
وسجلت وزارة
الصحة
الجزائرية 17 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، فيما يوجد العشرات رهن الحجر الصحي؛ للاشتباه بحملهم للفيروس.
ورصدت "عربي
21" خلال جولة في بعض الصيدليات وجود نقص كبير في الكمامات الطبية، إذ إن هناك من
أعلن نفاد مخزونه تماما، وهناك من يحتفظ ببعض الكميات، لكن بأسعار مبالغ فيها.
ويمكن التمييز بين
3 أنواع من الكمامات تختلف في الجودة والاستعمال، فهناك بـسعر 40 دينارا (0.3
دولار)، وثمة بسعر 80 دينارا (0.6 دولار)، وهناك الأغلى بـ120 دينارا (حوالي 1
دولار).
واللافت أن
الأسعار قفزت بنسبة 300 بالمئة تقريبا في ظرف أسبوعين، وذلك بعد الإعلان عن دخول
فيروس كورونا عبر رعية إيطالي قدم إلى الجزائر منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي.
"مضاربة
واحتكار"
وعزا مسؤول
المبيعات في شركة لاستيراد الأدوية، رفض ذكر اسمه، هذا النقص الكبير في الكمامات
الطبية إلى وجود مضاربة قوية في السوق وحالات احتكار.
وذكر هذا المسؤول، في حديث لـ"عربي21"، أن ثمة شركات أدوية وصيادلة خزنوا كميات كبيرة من
الكمامات الطبية لغاية الاستفادة من ارتفاع سعرها في السوق بعد الإعلان عن وجود
الفيروس في الجزائر.
وأضاف: "هناك
حالات لصيادلة قدموا طلبيات بـ20 ألف كمامة دفعة واحدة، خاصة منها الكمامات الطبية
من نوع "أف أف بي 2"، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعرها في سوق الجملة من 15
إلى 60 دينارا (نصف دولار)".
وعلمت "عربي
21" أن فرقا مختصة تتكون من مراقبين من وزارتي التجارة والصحة، بدأت الخميس
حملات تفتيشية لمخازن الأدوية الخاصة بشركات بيع الأدوية بالجملة، خاصة في المناطق
التي تعرف انتشارا للمرض.
وفي تصريحه،
الخميس، قال وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد إن هناك كميات كافية من الكمامات الطبية في المستشفيات،
مشيرا إلى أن مصالحه قامت بحجز كل الكمامات المصنعة، ومنع بيعها خارج الوطن.
"دعوة لتعزيز
المراقبة"
من جانبه، قال
مصطفى زبدي، رئيس حماية المستهلك، إن الملاحظ في الأسبوع الأخير تسجيل زيادة كبيرة
في الأسعار للكمامات، وانتقال البيع للسوق السوداء في مخالفة للقوانين الجزائرية.
وأبرز زبدي في
تصريحه لـ"عربي21" أن المضاربة والاحتكار في منتوج طبي يمكن أن تشكل
خطرا على صحة المواطن.
ودعا زبدي السلطات
المسؤولة عن المراقبة إلى تكثيف نشاطها، واستعمال سلاح الردع في حال وجود مخالفات؛ لأن الأمر يتعلق بالصحة العمومية.
"الوضع تحت
السيطرة"
لكن الإشكال، وفق
الأطباء، أن هناك سوء فهم لاستعمال الكمامات، إذ يجب على كل المواطنين عدم استعمالها
دفعة واحدة، لأن ذلك لا ينفع في الوقاية، ويؤدي إلى ندرة المنتوج لمن يستحقه فعلا.
وقال الدكتور محمد
يوسفي، رئيس قسم الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك في الجنوب الغربي للعاصمة
الجزائرية، إن حالة الهلع الموجودة ولّدت نوعا من التبذير في استعمال الكمامات
الطبية.
وأبرز الدكتور، الذي يشرف شخصيا على مرضى الفيروس الذي
انتشر بالبليدة، أن الكمامات تفيد فقط الأشخاص الذين لديهم أعراض، حتى لا ينقلوا
المرض لغيرهم عبر اللعاب أو قطرات الأنف.
وحول تطور المرض في الجزائر، ذكر الدكتور يوسفي في تصريح
خص به "عربي21" أن الوضع لا يدعو للقلق؛ لأن الحالات المسجلة لحد الآن
من عائلة واحدة، وهي موزعة على 3 مستشفيات في البليدة (16 حالة) والعاصمة (حالتان)
ومعسكر (حالتان).
وانتشر المرض في اليومين الأخيرين بسرعة لافتة في العائلة، التي اكتشف عندها
بالبليدة، إذ كان عدد المصابين يوم الاثنين الماضي خمس حالات، ثم ارتفع إلى 16
حالة.
وبدأت الإصابة بامرأة وابنتها الطالبة الجامعية القاطنتين بولاية البليدة، حيث تبين أن العدوى انتقلت إليهما من قريب
لهما مغترب بفرنسا، زارهما قبل أيام.
وكانت
السلطات الجزائرية رحّلت الرعية الإيطالي، الذي تأكدت إصابته بفيروس "كورونا"، في 29
شباط/ فبراير الماضي، علما أنه أول حالة اكتشفت بالجزائر.
وذكرت وزارة الصحة في
بياناتها، أن التحقيق الوبائي ما يزال مستمرا؛ لمعرفة وتحديد هوية كل الأشخاص الذين
كانوا على اتصال مع الرعية الجزائري وابنته، المقيمين بفرنسا.
وقالت الوزارة إنها
وضعت نظام يقظة لرصد الحالات المصابة، وقامت بتجنيد فرق طبية في أقصى مستويات
التأهب، لكن هذه التطمينات لا يبدو أنها نجحت في التخفيف من حالة الهلع التي تنتاب
الجزائريين.
اقرأ أيضا: علماء صينيون: اكتشاف سلالتين من "كورونا" إحداهما أشد فتكا