استنكر المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية المصري، خالد الشريف، الهجوم
الإعلامي على شيخ الأزهر، أحمد الطيب، عقب السجال الذي دار بين الأخير ورئيس جامعة
القاهرة، في ختام مؤتمر التجديد في الفكر الإسلامي، مؤكدا أن "الهجوم المستمر
على الأزهر سيؤدي لإضعاف مكانة مصر باعتبار الأزهر القوة الناعمة للدولة المصرية في
قيادة وريادة العالم الإسلامي".
وطالب الشريف، في بيان له، السبت، وصل "عربي21" نسخة منه، كافة
القوى والأحزاب الوطنية بدعم ومساندة الأزهر الشريف كمؤسسة تعليمية، ومرجعية سنية للعالم
الإسلامي.
وقال إن "مشكلة مصر في الانغلاق السياسي وليس تجديد التراث والخطاب الديني؛
فمصر تحتاج إلى إصلاح سياسي واقتصادي في ظل مناخ يسوده الانتقام من المعارضين، وتغول
الدولة على حقوق المواطنين".
اقرأ أيضا: الجماعة الإسلامية بمصر تشيد بموقف الأزهر من قضية التجديد
وأضاف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية أن "تراث الاستبداد في
الوقت الراهن هو من يكبل شعوبنا، ويمنعها من النهضة والتقدم، حيث لا يعاني المواطن من
تسلط التراث، بل من تسلط الحكومة".
وطالب الأزهر أن "يقوم بدوره الإصلاحي في إنهاء حالة الاستقطاب والانقسام
المجتمعي، وقيادة مصالحة مجتمعية بين كافة أبناء الوطن، وإنهاء أزمة المعتقلين والسجناء
السياسيين؛ للتفرغ لمواجهة الأزمات الحقيقة التي تعاني منها مصر، وعلى رأسها أزمة سد
النهضة، ومحاربة الإرهاب في سيناء.
ويوما الاثنين والثلاثاء الماضيان، انطلق في مصر مؤتمر دولي نظمته مشيخة الأزهر،
تحت عنوان "مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي"، بمشاركة نخبة
من القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين لوزارات
الأوقاف ودور الإفتاء المصرية، والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي.
وفي ختام فعاليات المؤتمر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي، حدثت مناوشة كلامية
بين شيخ الأزهر، أحمد الطيب، ورئيس جامعة القاهرة، محمد عثمان الخشت، على خلفية قضية
"تجديد الخطاب الديني"، فقد اختلف شيخ الأزهر مع رؤية الخشت لما يمثل "تجديدا للتراث الإسلامي".
إذ يرى الخشت، الذي كان أستاذ فلسفة في جامعة القاهرة قبيل ترؤسها، ضرورة
تجديد التراث الديني بما يتناسب مع مقتضيات العصر الحديث، وهذا لا يتضمن "ترميم
بناء قديم"، بل "تأسيس بناء جديد بمفاهيم حديثة" لتحقيق "عصر ديني
جديد".
وردا على ذلك، أكد شيخ الأزهر على أهمية التراث الذي "خلق أمّة كاملة"
وسمح للمسلمين "بالوصول إلى الأندلس والصين"، مضيفا أن "الفتنة الحالية
سياسية وليست تراثية".
وأضاف الطيب: "الحداثيون حين يصدعوننا بهذا الكلام هم يزايدون على التراث، ويزايدون على قضية الأمة المعاصرة الآن، والتراث ليس فيه تقديس، وهذا ما تعلمناه من
التراث وليس من الحداثة".
وقال الطيب إن شخصيتنا كعرب ومسلمين هي "لا شيء الآن"، وأضاف:
"كنت في منتهى الخزي وأنا أشاهد (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب و(رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو اللذين يخططان ويقولان ويتحكمان، ولا يوجد أحد عربي ولا
مسلم، وهذا هو المجال الذي يجب أن نحارب فيه وليس حرب التراث والحداثة المصنوعة لتفويت
الفرص علينا".
وخلال الأيام الثلاثة الماضية، شنّ صحفيون وإعلاميون موالون للنظام هجوما على
شيخ الأزهر، الذي اتهموه بأنه يتعامل بعداء وتعال مع من يخالفه الرأي، بحسب قولهم.
الجماعة الإسلامية بمصر تشيد بموقف الأزهر من قضية التجديد
السفارة الإسرائيلية: 700 ألف سائح في مصر خلال 2019
بدء اجتماعات "سد النهضة".. ومصر تأمل بتجاوز الأزمة