قال خبير عسكري إسرائيلي إن "صفقة القرن تشمل جملة من الأبعاد الأمنية والعسكرية التي تخدم المصالح الإسرائيلية، وفي حال قبل الفلسطينيون المبادئ الأساسية للصفقة، التي تشمل فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، فإن ذلك سوف يخدم القدرة الإسرائيلية على إحباط الهجمات المسلحة، لكن المستوطنات المتناثرة في الضفة الغربية قد تشكل خطرا كبيرا، بسبب قدرة الفلسطينيين على قطع الطريق أمام قوات الجيش".
وأضاف رون بن يشاي في تحليل عسكري نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أنه "عند إجراء
كشف حساب بما قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحسين الأمن القومي لإسرائيل،
والأمن الشخصي للإسرائيليين، يجب التفريق بين وضعين، الأول وهو الوضع الحالي الذي
يشمل مقاطعة الفلسطينيين للصفقة، وبالتأكيد عدم مشاركتهم بتنفيذها على
الأرض".
وأوضح أن "الوضع الثاني وهو
المستقبلي، الذي قد يقبل الفلسطينيون فيه بالصفقة، ومبادئها، بعد مفاوضات لبحث
تفاصيلها، وتنفيذها على الأرض، مع العلم أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام
الشاباك والشرطة وحرس الحدود كلها أجهزة قادرة على جمع المعلومات اللازمة عن
الفلسطينيين في الضفة الغربية لإحباط أي هجمات مسلحة، والتعامل مع سيناريو اندلاع
انتفاضة جديدة".
وأشار بن يشاي، وثيق الصلة بكبار
جنرالات الجيش الإسرائيلي، وغطى معظم الحروب الإسرائيلية مع الفلسطينيين والعرب،
أنه "في هذه الحالة، فإن صفقة ترامب لا تغير شيئا من حقيقة الأمر، وكذلك
مواصلة أجهزة الأمن إحباط تهريب الوسائل القتالية والأسلحة والأموال والمسلحين عبر
غور الأردن والبحر الميت، لأنه يصطدم بعائق أرضي يساعد الجيش في استيعاب أي تهديد
أمني على الأرض".
اقرأ أيضا: فلسطينيون يسخرون من خريطة ترامب الخاصة بدولتهم (صور)
وأكد أن "الأمر ينطبق أيضا على
المقار الأمنية الإسرائيلية المنتشرة على طول الجبال في مرتفعات الضفة الغربية،
التي تواصل عملها في توفير المعلومات الأمنية، كما هو معمول به في السابق، وكذلك
الأمر على حدود قطاع عزة، حيث لن يطرأ تغير جوهري على العمل العسكري والدفاعي
الإسرائيلي".
وأضاف أن "إعلان ضم المستوطنات
الرئيسية الإسرائيلية في الضفة الغربية، وفرض القانون الاسرائيلي عليها لن يعمل
على تحسين الواقع الأمني المادي لأكثر من أربعمائة ألف مستوطن فيها، ومئات الاف
الإسرائيليين في النقب الغربي على حدود قطاع غزة".
واستدرك قائلا إنه "يمكن القول إن
الشعور بالأمن الشخصي للمستوطنين في المستقبل، لكن في حال ضم هذه المستوطنات قد يطرأ
عليهم خطر، إذا جاءت حكومة إسرائيلية جديدة، أو إدارة أمريكية جديدة، مع العلم أن
إجراءات ضم المستوطنات وغياب أفق سياسي مع الفلسطينيين قد يعمل على زيادة مستوى
التوتر الأمني بين الفلسطينيين".
وختم بالقول إن "إمكانية اندلاع
التصعيد في المناطق الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو على حدود غزة، قد تكون
فورية، وتشكل تهديدا جديا على المستوطنين اليهود في المنطقتين، والعنوان الأساسي
أنه طالما لا يوجد شريك فلسطيني لتطبيق خطة ترامب، فان الوضع الأمني للمستوطنين
اليهود في المنطقتين سيبقى كما هو، مع إمكانية نشوب تصعيد على المدى القصير بما
يهدد الإسرائيليين".
يديعوت: ترامب ونتنياهو تجاهلا ملك الأردن وقد يكون لذلك ثمن
هآرتس: هذا الجزء الوحيد الذي سيتم تنفيذه من "صفقة القرن"
جنرال إسرائيلي يطرح عددا من الملاحظات عن "صفقة القرن"