قال كاتب إسرائيلي إن "التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، سيبقى النقطة الإشكالية بعد إعلان صفقة القرن الأمريكية".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي شلومي ألدار
في مقال نشره موقع "المونيتور" وترجمته "عربي21"، أنه
"في حال قرر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضم أجزاء من الضفة الغربية،
وتصاعدت المظاهرات فيها، وبات وضع محمود عباس في خطر، حينها قد لا يجد مفرا من
الاستجابة لضغوط الفلسطينيين الداخلية، لا سيما من حماس، ويوقف هذا التنسيق
الأمني".
وقال ألدار إنه "رغم الغضب الذي
يسود السلطة الفلسطينية من صفقة القرن، وإعطائها الضوء الأخضر لنتنياهو للشروع في
قرارات الضم، لكن أبو مازن ما زال صامدا في وجه الضغوط الداخلية، ولم يتحرك
ميدانيا لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل".
وأشار ألدار، الذي يغطي الأحداث
الفلسطينية منذ 20 عاما، ومؤلف كتابي "غزة كالموت" و"اعرف
حماس"، إلى أن "التقدير الإسرائيلي السائد أنه طالما لم يحصل احتكاك
عنيف في الميدان بين الفلسطينيين والجيش، وفي حال أن المظاهرات الفلسطينية لم
تتسبب بإيقاع خسائر بشرية فلسطينية، فإن عباس يستطيع مقاومة هذه الضغوط"،
مشددا على أنه "من أجل أن يستمر ذلك، على إسرائيل أن تبذل الكثير من الجهود
لمساعدة عباس في هذا المسار".
اقرأ أيضا: نيويورك تايمز: خطة ترامب نقطة البداية أم طريق للنهاية؟
وأوضح أن "اللافت أن موقف وزير
الحرب نفتالي بينيت ليس متحمسا لصفقة القرن، لأنها تتضمن إقامة دولة فلسطينية،
لكنه يرى في خطوات الضم المتوقعة إغراء لا يقاوم، ومع ذلك فهو يرى نفسه ملزما
بإعطاء غطاء للمستوى العسكري والأمني الإسرائيلي الذي يتعاون مع عباس، ومنحه
المزيد من الأدوات كي لا يخضع للضغوط الفلسطينية الداخلية لوقف التنسيق الأمني".
ونقل عن "مسؤول أمني إسرائيلي
كبير أن الغطاء الذي تعطيه أجهزة الأمن الإسرائيلية لأبي مازن يأخذ أشكالا عديدة،
بينها تقليص نقاط الاحتكاك بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في الحواجز العسكرية
المنتشرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وتقليص إلى حد الصفر دخول قوات الجيش
الإسرائيلي إلى مناطق أ، بما في ذلك لملاحقة المطلوبين، وتوصية قوات الجيش بالعمل
بحذر أمام المتظاهرين الفلسطينيين".
وأضاف أن "ضابطا فلسطينيا كبيرا
أبلغه أن نظراءه الإسرائيليين بعثوا رسائل طمأنة للفلسطينيين، تزعم أن إسرائيل ليس
لديها نوايا لتنفيذ صفقة القرن في صباح اليوم التالي، أي أننا لن نرى في الأيام
القادمة قرارات جديدة لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، أو صدور إعلانات
ضم".
اقرأ أيضا: إندبندنت: صفقة القرن أم "الطريق إلى الأبارتايد"؟
وأشار إلى أن "عباس صمد في
فترات سابقة أمام ضغوط فلسطينية داخلية لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لا سيما
بعد نقل السفارة الأمريكية للقدس في 2018، وانطلاق انتفاضة القدس في 2015، وحتى في
ذروة الحرب الأخيرة على غزة في 2014 حين زاد عدد القتلى الفلسطينيين عن الألفين،
وأكثر من عشرة آلاف جريح، واستمر التنسيق الأمني، بل زاد أكثر من ذي قبل، خشية
اندلاع عمليات ثأر وانتقام في الضفة الغربية".
ونوه إلى أنه "في ضوء التوتر
الذي يسود علاقة أبو مازن مع معظم السياسيين الإسرائيليين، لا سيما نتنياهو، فإن
علاقته مع نداف أرغمان رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك، وسلفه يورام كوهين، قوية
جدا، لأنها قامت في الأساس على ثقة متبادلة، وتحتل مكانة بارزة في تثبيت التنسيق
الأمني، رغم كل ما يقال في سبيل إيقافه".
وختم بالقول إن "أبا مازن يعلم
جيدا أن التنسيق الامني مع إسرائيل الذي شهد تناميا كبيرا خلال الأعوام الثلاثة
عشر الماضية، ساعد كثيرا في القضاء على كل البنى التنظيمية لحماس في الضفة
الغربية، وفي حال أوقف هذا التنسيق، فإن ذلك سيعطي تفاؤلا لحماس بتقوية ذراعها
العسكري في الضفة الغربية".
صحيفة إسرائيلية: العرب ضد الفلسطينيين في "صفقة القرن"
خلاصة "صفقة القرن" كما لخصتها صحيفة معاريف الإسرائيلية
هآرتس: هذا الجزء الوحيد الذي سيتم تنفيذه من "صفقة القرن"