تثار التساؤلات حول مصير نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد، لا سيما مع محاصرة النظام السوري بعضها وتقدمه ميدانيا بأرياف إدلب وحلب، وكيف ستتصرف أنقرة مع أزمة تدفق النازحين نحو حدودها.
وذكرت صحيفة حرييت، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتقد الموقف الروسي بسبب استمرار العمليات في إدلب، رغم التهدئة التي دعا إليها ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني، أن أنقرة لا تفكر حاليا بإخلاء أو نقل نقاط المراقبة التركية المنتشرة في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وذكرت أن قوات النظام التي تواصل تقدمها في إدلب، اقتربت من نقطة المراقبة التركية الموجودة في منطقة الراشدين بريف حلب الغربي، ومنطقة التمركز المؤقتة في معر حطاط في جنوب قضاء معرة النعمان التي استولى عليها النظام السوري، لافتة إلى أنه لم يسجل أي إطلاق نار على نقاط المراقبة.
وأشارت إلى أن القوات التركية أرسلت تعزيزات كبيرة إلى الحدود مع سوريا، تضمنت مدرعات ووحدات مغاوير من أنحاء تركيا كافة.
وأكدت الأمم المتحدة الخميس، أن 700 ألف سوري يفرون صوب الحدود مع تركيا، بسبب حملة النظام السوري في أرياف إدلب وحلب، ولفت المبعوث الأمريكي الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، إلى أن النظام وروسيا شنّا 200 قصف جوي خلال الثلاثة أيام الأخيرة.
اقرأ أيضا: محللون أتراك: هكذا يخطط الأسد لبسط سيطرته على طريق "M4"
بدورها ذكرت صحيفة "يني شفق" التركية، إنه بسبب الهجمات المتواصلة من النظام وروسيا بإدلب، بلغ عدد النازحين إلى الحدود التركية نحو مليون شخصا.
ولفتت في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن مجلس الأمن القومي التركي، في اجتماعه مساء أمس، قرر اتخاذ تدابير إضافية بسبب الهجمات التي تستهدف المدنيين بإدلب.
ونقلت الصحيفة عن رئيس الاستخبارات الأسبق، إسماعيل حقي بكين، أن أنقرة عازمة على إنشاء منطقة آمنة شمال وغرب مدينة إدلب لإيواء النازحين، لمنع تهديد تدفقهم نحو الحدود، وستعمل على حمايتهم من أي هجمات محتملة من النظام.
وأشار بكين، إلى أن قوات النظام تسعى لفرض سيطرتها الكاملة على طريقي "أم4"و"أم5" التجاريين، في ظل الواقع الاقتصادي السيئ لنظام الأسد.
وحول التدابير الواجب اتخاذها من أنقرة، لمنع تدهور الأوضاع في إدلب، أكد المسؤول التركي، أنها مجبرة على إنشاء منطقة آمنة للنازحين السوريين شمال وغرب مدينة إدلب، على بعد 10- 15 كم عن الطريقين السريعين "أم4"و "أم5".
وشدد بكين، على ضرورة استمرار المحادثات بين أنقرة وموسكو، وتأكيد التمييز بين الجماعات التي تعتبرها الأمم المتحدة بـ"منظمات إرهابية"، وفصائل المعارضة المسلحة الأخرى.
اقرأ أيضا: نزوح 700 ألف سوري باتجاه تركيا بسبب الحملة على إدلب وحلب
ولفت إلى أن أنقرة بحثت مع موسكو، مسألة اعتبار الجيش السوري الحر كفصيل معارض، موضحا أنه يجري الحديث حاليا حول منع شن النظام السوري أي هجمات على الجيش السوري الحر.
واستبعد الخبير العسكري، قيام قوات النظام السوري بمحاولة التقدم نحو مركز مدينة إدلب، مؤكدا أن تصريحات قادة قوات الأسد حول هذا الأمر يأتي في الإطار الدعائي.
وأكد ضرورة تعزيز نقاط المراقبة التركية في منطقة خفض التصعيد وحمايتها من أي هجمات.
ورأى أن يتم إعادة تموضع نقاط المراقبة شمالا وغربا، بهدف حماية المدنيين في المنطقة الآمنة التي من الممكن إنشاؤها.
محللون: أهداف هامة للنظام وروسيا بإدلب وراء التصعيد مع تركيا
محللون أتراك: أنقرة لن تسمح بسقوط إدلب لهذا السبب
خبراء أتراك: هذه تداعيات الرد التركي بإدلب والعلاقة مع روسيا