نشر موقع "فوربس" تقريرا للكاتب ثوماس بروستر، يقول فيه إن جيشا من الذباب الإلكتروني الموالي للسعودية على "تويتر" بذل جهده كله، مصدرا دعوات لمقاطعة "أمازون"، بعد ظهور الاتهامات بأن رسالة "واتساب" من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أدت إلى اختراق جهاز الـ"آيفون" التابع لرئيس شركة "أمازون" جيف بيزوس.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مدير التحقيقات في شركة "غرافيكا" المتخصصة في تحليل معلومات المنصات الاجتماعية، بن نيمو، قوله إنه كانت هناك 8500 تغريدة أرسلت من "مؤيدي (أم بي أس)" تدعو الناس للتخلي عن شركة أغنى رجل في العالم وعدم التعامل معها، مشيرا إلى أن معظم التغريدات ارسلت باللغة العربية، لكن بعضها كانت باللغة الإنجليزية.
ويورد بروستر نقلا عن نيمو، وهو متخصص في تعقب الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، قوله بأن حملة المقاطعة بدأت من حساب @mbs_mbsksa، مشيرا إلى أنه تم تعليق ذلك الحساب بعد أن دق نيمو جرس الإنذار.
ويشير الموقع إلى أن رسالة باللغة الإنجليزية من مغرد مؤيد للسعودية، قالت: "إن لم تعتذر، تقبل خسارة الملايين من الدولارات على أيدي الشعب السعودي"، لافتا إلى أنه تم استخدام هاشتاغ باللغة العربية على نطاق واسع (#قاطعوا_منتجات_أمازون) وهاشتاغ باللغة الإنجليزية #BoycottAmazon.
وينقل التقرير عن الأستاذ المساعد في قسم العلوم الإنسانية الرقمية في جامعة حمد بن خليفة في الدوحة، مارك أوين جونز، قوله إنه بالنظر إلى التعريف المرتبط بذلك الحساب، فإنه يشك بأن الحساب يعود لشخص قامت "تويتر" سابقا بتعليق حسابه بسبب نشاطه الشبيه بعمل الذباب الإلكتروني.
ويلفت الكاتب إلى أن جونز، الذي يدرس حملات نشر المعلومات الكاذبة عبر المنطقة، علق على فعالية هذه الحملات، قائلا: "بالتأكيد سيكون لها مفعول التوجيه للجمهور المحلي بأن التعامل مع (أمازون) سيعد فعلا غير وطني".
وينوه الموقع إلى أن هذه التغريدات جاءت بعد تقارير تحليلات متخصصة من شركة FTI Consulting، نشرت في مجلة "فايس" يوم الأربعاء، ثم نشرت "فايننشال تايمز" تقريرا عنها، زعمت بأن فيديو أرسل عام 2018 من هاتف "أم بي أس" إلى هاتف بيزوس على "واتساب"، أدى إلى اختراق هاتفه.
ويفيد التقرير بأن بيزوس اتهم ناشر مجلة "ناشيونال إنكويرر" بمحاولة ابتزازه في منشور له على Medium في شباط/ فبراير 2019؛ بسبب ادعاء مجلة التابلويد بأن لديها صورا فاضحة وتفاصيل عن علاقة بيزوس مع الممثلة لورين سانشيز، وبعدها نشر المسؤول الأمني الخاص لدى بيزوس، غافين دي بيكر، مقالا في موقع "ديلي بيست"، زعم فيه أن السعوديين مسؤولون عن سرقة بيانات مؤسس "أمازون" الخاصة.
ويذكر بروستر أنه تم الطلب من شركة FTI Consulting القيام بإجراء تحليل جنائي على جهاز الهاتف، التي وجدت رسائل من "أم بي أس" تبدو أنها تشير إلى حياة بيزوس الخاصة، مشيرا إلى أن الحكومة السعودية سخرت من الادعاء بأن ابن سلمان اخترق جهاز هاتف بيزوس، ووصفته بـ"السخيف".
ويقول الموقع إن بيزوس ليس أول منتقد للعائلة المالكة السعودية "القمعية" يواجه ردة فعل الذباب الإلكتروني، مشيرا إلى أن الصحافي جمال خاشقجي، الذي كانت تنشر مقالاته في "واشنطن بوست"، والذي قتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، كان هدفا للذباب الإلكتروني أيضا.
وبحسب التقرير، فإن صحيفة "نيويورك تايمز" ذكرت أن خاشقجي تعرض للمهاجمة على "تويتر" في الوقت الذي كان ينسق فيه "أم بي أس" مع مستشاريه كيفية إسكات المعارضين، لافتا إلى أن الكثير من تلك التغريدات جاءت من مزرعة ذباب إلكتروني في الرياض، تحت إدارة المستشار السابق لدى "أم بي أس" سعود القحطاني، الذي أدار جهود المراقبة الإلكترونية في السعودية.
ويختم "فوربس" تقريره بالإشارة إلى قول نيمو بأن الحملة الأخيرة تذكره بالحملة الموالية للسعودية ضد قطر في صيف عام 2017، عندما كانت الهاشتاغات السياسية تصدر "بشكل رئيسي عن مستخدم واحد.. وبدعم من مستخدمين حقيقيين وروبوتات محتملة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
أتلانتك: ما الذي يكشفه اختراق هاتف جيف بيزوس عن الأثرياء؟
بزنس إنسايدر: هكذا رد الذباب الإلكتروني السعودي على بيزوس
إندبندنت: هذا ما تكشفه قصة القرصنة على هاتف بيزوس