قالت مستشرقة إسرائيلية، وعضو الكنيست السابقة عن المعسكر الصهيوني كاسنيا سيفاتلوفا، إن "التوجه الرسمي للدولة المصرية اليوم بإعادة ترميم الأماكن المقدسة لليهود في الأراضي المصرية، يعطي انطباعا وكأن مصر تعود إلى جذورها التاريخية القديمة".
وأضافت كاسنيا سيفاتلوفا، عضو لجنة
الخارجية والأمن في الكنيست، بمقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته
"عربي21" أن "الحكومة المصرية أعادت افتتاح مبنى كنيس النبي إلياهو
في مدينة الإسكندرية الساحلية، وقد هدمته السلطات الفرنسية في القرن التاسع عشر،
وتم إعادة بنائه عام 1948، واليوم قررت السلطات المصرية الحالية ترميمه، وتجهيزه،
ليكون ملائما لأداء الطقوس الدينية بكلفة مالية وصلت إلى ستة ملايين دولار".
وأشارت إلى أن "حفل إعادة
افتتاح الكنيس اليهودي تحول هذا الأسبوع إلى حدث احتفالي كبير في وسائل الإعلام
المصرية، لكننا لسنا أمام حدث نادر من نوعه، أو منفصل عن سياق كامل، لأننا بتنا
نشهد سياسة مصرية رسمية تتصاعد في هذا الاتجاه، مع العلم أن مصر في عهود سابقة
حاولت التنصل من مسؤوليتها عن اليهود، وفي عهود أخرى قررت طردهم، إلى أن وصلت إلى
مصادرة أملاكهم، وحرمتهم الجنسية المصرية".
وأوضحت سيفاتلوفا، التي أعدت تقارير
من سوريا ولبنان وليبيا ومصر وتونس والخليج العربي، وتتحدث الإنجليزية والروسية
والعبرية والعربية، أن "السنوات الأخيرة، منذ وصول السيسي إلى الحكم، كأن مصر
عثرت على جذورها الأصلية اليهودية، فالسفير المصري السابق في إسرائيل حازم خيرت
أقام علاقات متينة مع مركز المنظمات الخاصة بيهود الدول العربية والاسلامية،
لاسيما مع ليفنا زامير، اليهودية من مواليد القاهرة".
اقرأ أيضا: الرئيس الإسرائيلي يبعث برسالة للسيسي: علاقاتنا كنز استراتيجي
وأكدت أنه "مع مرور الوقت، بدأ
المصريون بقرار حكومي رسمي بترميم وإعادة افتتاح الكنس اليهودية القديمة في مدينتي
القاهرة والإسكندرية، وكل ذلك بالتنسيق الكامل مع المنظمات اليهودية الأمريكية،
كما ان مسلسل حارة اليهود الذي يتحدث عن السيرة الذاتية لليهود المصريين بصورة
إيجابية، أكثر من كل مسلسل آخرـ بات المسلسل الأكثر شهرة في موسم شهر رمضان من عام
2016، وجاءت رسالة المسلسل واضحة: اليهود IN، وإسرائيل والإسرائيليين ما زالوا OUT".
وأضافت أن "حفل افتتاح ذلك
الكنيس المرمم لم يشهد حضور مندوبين إسرائيليين رسميين، حيث لم تتم دعوتهم
لافتتاحه، ما دفع محللين وكتابا مصريين بثوا رسائلهم التلفزيونية من مكان الحدث
لوسائلهم الإعلامية إلى عدم ذكر كلمة إسرائيل".
ولفتت إلى أنه "في الماضي
والحاضر، دأب الزعماء العرب المختلفون على استخدام ورقة التعامل الإيجابي مع
اليهود كورقة تأمين لتسويق سياساتهم في أرجاء العالم، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية،
انطلاقا من قناعاتهم بأن اليهود يتحكمون في السياسة الأمريكية، ومن يريد تحسين
مواقعه السياسية في البيت الأبيض والكونغرس، يجب عليه أن يعمل ذلك من خلال إسرائيل
أو اليهود".
وأوضحت أن "الشعب اليهودي كله
يستفيد كثيرا من تحسين مواقعه التراثية اليهودية في مصر، صحيح أنه سيكون هذا
الكنيس في مصر متاحا لجميع يهود العالم، ومصر من بينهم، لكن الأعداد التي ستلجأ
إليه لأداء الطقوس الدينية قليل جدا، فعدد يهود مصر لا يتجاوز العشرين فقط".
وحول أسباب توطيد السيسي لعلاقاته مع
اليهود بالعالم، قالت إنه "يحاول تحسين موقعه داخل الكونغرس والبيت الأبيض،
لمحاولة تلافي مصر الاتهامات الموجهة لها بانتهاك حقوق الإنسان، وغياب حرية
الصحافة".
وتابعت: "حتى لو بقي التعامل
الشعبي المصري معاديا لإسرائيل واليهود، فإن دعوات عبد الفتاح السيسي ما زالت تسعى
للحوار معهم، والتسامح بين الأديان".
الرئيس الإسرائيلي يبعث برسالة للسيسي: علاقاتنا كنز استراتيجي
قلق إسرائيلي من تراجع الدعم المالي لليهود الأمريكيين
خبراء إسرائيليون: المداولات مع حماس تهدف إلى تهدئة لا تسوية