كشفت صحيفة إسرائيلية، عن استمرار الاتصالات الأمنية بين القيادي المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، وبين شخصيات رسمية أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى في جهاز الأمن الإسرائيلي.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في
مقال للخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان، أن "دحلان رجل فتح في غزة، هرب
من حماس إلى الإمارات، وأصبح أكثر ثراء، ومعروف أن أبو مازن (رئيس السلطة
الفلسطينية) يكرهه".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الهدوء
في قطاع غزة مؤخرا، يشير إلى أن حماس تدرس بجدية إمكانية وجود "هدنة
صغيرة" قريبا، وتسعى حماس من خلال مصر والمجتمع الدولي إلى الدفع بالمبادرات
الاقتصادية والإنسانية الخاصة بقطاع غزة من مثل؛ بناء مستشفى، وإقامة منطقة صناعية
في "إيرز"، وزيادة تزويد القطاع بالكهرباء، وتحسين نوعية المياه وبناء
محطة لتحلية المياه".
وتابعت: "بالتزامن مع هذا
الانتظار الذي سيضمن لإسرائيل الهدوء لمدة عام أو عامين، هناك بعض التفاؤل بشأن
احتمالات تحسن العلاقات بين الفلسطينيين، وهي خطوة ينبغي أن تؤدي إلى الانتخابات،
وهنا يثار على الفور سؤال: من سيرث عباس المريض الذي يبلغ من العمر 85 عاما؟".
ونبهت أن "من بين المرشحين
لخلافة عباس في الرئاسة الفلسطينية، يظهر اسم دحلان دائما، حيث يعتقد معظم الخبراء
في إسرائيل والسلطة الفلسطينية أن فرص دحلان ضئيلة في الفوز في الانتخابات
الرئاسية، فهو يكره عباس، في حين أدرجته تركيا ضمن المطلوبين لها ورصدت أنقرة
جائزة بقيمة 700 ألف دولار لمن يساعد في القبض عليه".
اقرأ أيضا: تركيا تدرج دحلان رسميا على النشرة الحمراء.. ومكافأة ضخمة
وأشارت إلى أن الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، "يعتبر دحلان متعاونا مع خصمه المنفي فتح الله غولن، الذي يوصف في
تركيا بالإرهابي، ويتهم بالتآمر للإطاحة بأردوغان قبل ثلاث سنوات ونصف".
وتابعت: "كما أن دحلان قريب جدا
من الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي، كما أنقرة تعتقد على نطاق واسع أن دحلان عميل
للاستخبارات الإسرائيلية"، موضحة أن "قصة دحلان الذي ولد في خان يونس
قبل 59 عاما، هي قصة فتى فقير ينتمي لعائلة لاجئة أصبح مليونيرا، وهي قصة عن عالم
من المؤامرات، حيث تختلط السياسة بالصراع الديني والأعمال السرية".
وبينت الصحيفة، أن سلطات الاحتلال
قامت بترحيل دحلان إلى الأردن، ومن هناك انتقل إلى تونس وكان برعاية قائد منظمة
التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، وفي 1993 عاد دحلان إلى غزة، وأصبح أحد قادة جهاز الأمن الوقائي.
وخلال "العصر الذهبي، لعلاقة
السلطة مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة الراحل اسحاق رابين، كان دحلان يعتبر الرجل
الأقوى في غزة، وكان له تعاون وثيق مع الجيش الإسرائيلي ومع رئيس جهاز الأمن العام
حينها يعقوب بيري، كما أجرى اتصالات جيدة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية
"CIA" التي ساعدته في بناء جهاز الأمن
الوقائي بغزة، وقدمت له من بين أشياء أخرى، أجهزة تنصت"، بحسب
"هآرتس".
اقرأ أيضا: هكذا علق دحلان على رصد تركيا مكافأة مالية لمن يبلغ عنه
وأكدت أن "مثلث المخابرات هذا،
قام بتنسيق العمليات المشتركة وإحباط العمليات التي شنتها حماس والجهاد الإسلامي،
علما بان قادة حماس تعرضوا للتعذيب في سجون دحلان".
وكشفن الصحيفة، أن "دحلان لا
يزال على اتصال بشركات إسرائيلية (أمنية) بالسياسيين الإسرائيليين وأجهزة الأمن
الإسرائيلية، وشخصيات أمنية إسرائيلية من مثل؛ يسرائيل حسون (نائب المدير السابق
لجهاز الشاباك)، والجنرال يوسي جينوسار، (ضابط سابق في الشاباك)".
وأشارت إلى أن "دحلان بعد هروبه
من غزة عقب سيطرة حماس على القطاع عام 2007، طرد من فتح عام 2011، وأدانته محكمة
فلسطينية فيما بعد بسرقة 16 مليون دولار من أموال السلطة"، موضحة أن
"دحلان بعدها استقر في الإمارات، وحصل على جوازات سفر من صربيا والجبل الأسود،
وأصبح مستشارا لولي عهد أبو ظبي محمد بن زياد آل نهيان".
وأفادت أن "دحلان بدأ في القيام
بمهام حساسة في الدول العربية، منطقة البلقان وشرق إفريقيا، وأقام علاقات جيدة
ووثيقة مع عدد من القادة في العالم العربي ومن بنيهم السيسي، ويمتلك دحلان حاليا
بمحطة تلفزيونية في مصر، بثت مؤخرا مقابلة مع فتح الله غولن".
ورأت الصحيفة أن "علاقات دحلان
في العالم العربي، تعبر عن تقسيم المنطقة إلى معسكرين؛ أحدهما يدعم الإخوان
المسلمين مثل لتركيا وقطر وحماس، والمعسكر الثاني يحارب الإخوان وينتمي له كل من
السعودية ومصر والإمارات".
ولفتت إلى أن "هذا التنافس
ينتشر أيضا في ليبيا التي وصلها الأتراك مؤخرا إضافة للقوات المصرية والإماراتية،
كما تلعب إسرائيل دورا مهما في هذا الجانب".
ونقلا عن موقع "Intelligence
Online"، أكد "هآرتس"، أن
"دحلان يلتقي مع كبار المسؤولين في إسرائيل من وقت لآخر، ويتبادل معهم
تقييمات الوضع في المنطقة".
ونبهت أن "دحلان يعمل أيضا
كحلقة وصل لشركات التكنولوجيا الفائقة والإلكترونية الإسرائيلية، التي قامت في
السنوات الأخيرة ببناء مقر لها في الإمارات، وباعت بمئات الملايين من الدولارات
تقنيات ومعدات (في الأغلب أمنية)".
وبحسب صحيفة "نيويورك
تايمز"، فقد "أخبر بن زايد ضباط أميركيين مرارا وتكرارا أنه يرى إسرائيل
كحليف ضد إيران والإخوان المسلمين، وإسرائيل وثقت به وباعته برامج تجسس للهواتف
المحمولة".
هآرتس: كوخافي يتوقع مواجهة إسرائيلية إيرانية وشيكة
هكذا يشجع الاحتلال إرهاب عصابة "تدفيع الثمن" ضد الفلسطينيين
كاتب إسرائيلي: حماس تصعب على مخابراتنا تحصيل المعلومات من غزة