WSJ: هل سيتمكن ترامب من إدارة تداعيات مقتل سليماني؟

علقت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "عالم ترامب بعد سليماني"، على قرار قتل الجنرال قاسم سليماني في العراق يوم الجمعة. 

وتدعو الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارة تداعيات مقتل قائد فيلق القدس سليماني قرب مطار بغداد الدولي. 

وتقول الصحيفة: "قد يكون من الجيد القول إن عمل الخير لا يحتاج إلى عقاب، لكن دونالد ترامب هو الشخص الوحيد الذي يأخذ على عاتقه معاقبة أفعاله الجيدة".

وتشير الافتتاحية إلى أن عمل الخير الذي قصدته هو أمره باغتيال سليماني، الذي كرس حياته لتصدير الثورة الإسلامية وقتل الناس، وكان من ضحاياه أمريكيون وعراقيون وإيرانيون وأوروبيون وسوريون وغيرهم حول العالم، لافتة إلى أن سليماني كان يخطط قبل مقتله لقتل المزيد.

وتلفت الصحيفة إلى أن "ترامب تمتع بأيام جيدة وثناء بعد القتل، فكان بيانه حول القتل مدروسا وموزونا ومباشرا، ورغم ما تعرض له ترامب من انتقادات فإنه ظل هادئا تاركا أفعاله تتحدث عن نفسها، وكان القرار كبيرا ويتعلق بمصالح الأمن القومي، إلا أن من الطبيعي أن يتساءل مؤيدوه في أمريكا عما سيحدث لاحقا".

وتجد الافتتاحية أن "ما حدث كان واضحا، فرد ترامب على منتقديه في العراق، وفي الوقت الذي كان فيه على متن طائرة الرئاسية (إير فورس وان) واصل المعلقون والديمقراطيون هجماتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه لم يستطع الالتزام بالهدوء عندما قرر البرلمان العراقي طرد القوات الأمريكية من البلاد في تصويت قاطعه السنة والأكراد، وهدد بفرض عقوبات على العراق، وضرب المواقع الثقافية في إيران، وتحول تهديده إلى نقاش حول معاهدات جنيف، بشكل دعا عدد من الجمهوريين للنأي بأنفسهم عن الرئيس".

وتقول الصحيفة: "نعتقد أن قرار الرئيس قتل سليماني مبرر بناء على إيجابياته، وقضى وزير الخارجية مايك بومبيو صباح الأحد على التلفاز، وهو ما أضاف إلى الحملة الرئاسية، في وقت يحاول فيه الديمقراطيون العثور على شخص يواجه ترامب". 

وتعتقد الافتتاحية أنه "لو فشل ترامب في متابعة عملية القتل بإجراءات ضد إيران، عدا عن التهديدات والخطابات عبر (تويتر) ضد الإيرانيين والشعب العراقي، فإنه سيمنح خصومه فرصة وثغرة للنفاد منها إليه".

وتقلل الصحيفة من أهمية بيرني ساندرز وإليزابيث وارن في قضايا السياسة الخارجية للديمقراطيين، لكن "عدم متابعة ترامب للعملية يعني أن المرشحين لانتخابات الرئاسة في مركز الحزب، مثل جوزيف بايدن، سيجدون مبررا للهجوم على الرئيس، والقول بأن قراره المتهور هو دليل على سوء إدارته لشؤون الأمن القومي". 

وتعلق الافتتاحية قائلة: "يعرف هؤلاء أن فرصتهم الحقيقية هي الاستفادة من عدم ارتياح الناس من أداء القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومن واجب ترامب الآن هو إثبات أنهم على خطأ، وسيحاول الانعزاليون في الحزب الجمهوري إقناعه بعد مقتل سليماني بغسل يديه من المنطقة، وهذا أمر ليس متاحا الآن، فقد حرك ترامب قوى مهمة في الشرق الأوسط، فلو أجبر الأمريكيون على الخروج من العراق فلن يلوم ترامب إلا نفسه، وعليه أن يطمئن العراق بأن الولايات المتحدة موجودة لحماية السيادة العراقية لا استغلالها". 

وتقلل الصحيفة من تهديدات إيران بضرب المواطنين الأمريكيين واستهدافهم، مشيرة إلى أن تحللهم من التزاماتهم بشأن الاتفاقية النووية لن يكون أكثر مما يقومون بعمله الآن، و"هي محاولة منهم لدق إسفين بين أوروبا وأمريكا بانتظار خليفته عام 2021، فمنذ خروجه من الاتفاقية النووية عام 2018، طور ترامب استراتيجية ضغط كبيرة لضرب الاقتصاد الإيراني، ولا يحب المواطنون الإيرانيون الملالي الذين لم يعد لهم حلفاء في الخارج، فيما خسروا الآن مخلب القط، سليماني". 

وترى الافتتاحية أن مقتل سليماني يعني فرصة لتشكيل تحالف الحلفاء، وربما دفع بعض الديمقراطيين لدعم سياسات جديدة ضد إيران، ولا تستبعد فتح مفاوضات مع النظام الإيراني لإنهاء سياساته "المدمرة للذات" التي يتبناها منذ 40 عاما. 

وتختم "وول ستريت جورنال" افتتاحيتها بالقول إن "قتل سليماني كان عملا جريئا لم يكن لرئيس القيام به من أجل إعادة الردع، واحتفل به معظم الأمريكيين، ويجب على ترامب الآن إظهار أنه قادر على إدارة تداعياته، وأنه كان قرارا حكيما يخدم المصالح القومية".

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)