ربما يكون "مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن" هو التحالف رقم 5 الذي تدعو إليه وتشارك فيه وتترأسه المملكة العربية السعودية في السنوات الخمس الأخيرة، دون المرور على التحالفات الثنائية الأخرى.
وكان التحالف الأول عام 2015 حين أعلنت السعودية عن "التحالف العربي في اليمن" الذي ضم: مصر والمغرب والأردن والسودان والإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين وقطر (استبعدت من التحالف فيما بعد) برئاسة السعودية.
وهدفها المعلن الإطاحة بمليشيا الحوثيين، الذين تعتبرهم السعودية متحالفين مع إيران، لكن التحالف مع دخول الحرب مرحلة الاستنزاف بدأ يتآكل ويقتصر حاليا على السعودية بعد أن خرجت الحرب عن أهدافها المعلنة، ما دفع العديد من الدول المشاركة في التحالف إلى إعادة النظر في بقائها في عضويته.
وبعده بقليل كان "التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب" الذي أُعلن عنه عام 2015 وضم 34 دولة مسلمة، من أصل 57 دولة من الدول الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي". ويملك التحالف غرفة عمليات مشتركة مقرها الرياض وبرئاسة السعودية أيضا.
ومن النظر إلى الدول الأعضاء في هذا التحالف وطريقة تكوينه سيتضح أنه قائم على أساس (مذهبي/طائفي)، فهو لم يدعُ إيران والعراق على الرغم من أنهما من الدول الأعضاء في "منظمة التعاون الإسلامي".
اقرأ أيضا : الملك سلمان يدعو إلى قمة للدول المطلة على البحر الأحمر
ثم جاء التحالف الثالث الذي نتح عن الأزمة الدبلوماسية مع قطر عام 2017 حين قررت كل من: السعودية، البحرين، الإمارات، مصر، وتبعتها اليمن، وجزر المالديف، جزر القمر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.
وهو أيضا أخذ في التآكل والتفكك مع بدء بوادر مصالحة سعودية قطرية.
وفي العام الماضي طرح مشروع "حلف الناتو العربي" الذي دعا إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، وهو مشروع تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي واختصاره في الترجمة الإنجليزية بكلمة "ميسا" (MESA) أو "الناتو العربي" كما اصطلح على تسميته إعلاميا، يضم دول الخليج الست بالإضافة إلى مصر والأردن.
فكرته أميركية وهدفه غير المعلن حماية المصالح الأميركية بالدرجة الأولى، والهدف الظاهري له كان التصدي للتوسع والتهديدات الإيرانية، بالإضافة إلى الإرهاب المحيط بالمنطقة بشكل عام.
وبالعودة إلى التحالف الجديد الذي يحمل رقم 5 وأعلن عنه في الرياض، وتترأسه السعودية أيضا، فهو يضم في عضويته: السعودية، والأردن، ومصر، وجيبوتي، والسودان، والصومال الفدرالية، واليمن، وإريتريا.
ويهدف المجلس إلى تحقيق 12 هدفا لرفع مستوى التعاون والتفاهم وتنسيق المواقف السياسية بين دول المجلس، وتوثيق التعاون الأمني بينها للحد من المخاطر التي يتعرض لها البحر الأحمر وخليج عدن بما يعزز أمن وسلامة الملاحة الدولية فيها، ومنع كل ما يهددها أو يعرضها للخطر، مثل جرائم الإرهاب وتمويله والقرصنة والتهريب والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية.
كما يهدف المجلس إلى تنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دول المجلس وتعزيز النقل البحري وحرية حركة البضائع والخدمات والأموال بين الدول الأعضاء، إضافة إلى تعزيز التعاون بين موانئ الدول الأعضاء وتجارة الترانزيت وتنسيق التعامل بينها.
كما يستهدف المجلس تعزيز التعاون مع الدول غير المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن والمنظمات الإقليمية والدولية.
ويرى مراقبون أن الهدف من تشكيل هذه التحالفات هو سعي دولة في المنطقة للحصول على موقع متقدم يحسن من صورتها في العالم وفي المنطقة مع حلم إقامة تحالف متماسك لفتح جبهة مع إيران.
لكن الرياح تسير هنا عكس ما تشتهي سفن بعض العواصم فما إن يلتئم شمل تحالف من تلك التحالفات، حتى ينفرط قبل أن يكمل شهره الأول، فيبقى حبرا على ورق، دون أن يتمكن من تقديم أي نتائج على أرض الواقع تجعل منه رقما في المعادلة الدولية.
سياسيون يتوقعون للتحالف الجديد مصير التحالفات السابقة له، فهو يبدو موجها إلى كل من قطر وتركيا وأثيوبيا ونفوذهما في تلك المنطقة، مما قد يدفع بدول عربية مثل الأردن إلى التأني في الدخول فعليا في تحالف غامض وفضفاض في أهدافه وآليات عمله.
هل تدفع دول الخليج ثمن الهجوم الأمريكي على إيران؟
لماذا تتباين مواقف دول المقاطعة الرباعية تجاه قطر؟
مراقبون: هذه سيناريوهات الأزمة اليمنية في عام 2020