تحدثت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "موجات الصدمة من الغارات الأمريكية في العراق ربما بدأت"، عن أحداث اقتحام السفارة الأمريكية في بغداد.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن "المليشيات التي تدعمها إيران في العراق تقوم بإطلاق الصواريخ على القوات والمتعهدين الأمريكيين في العراق منذ ستة أشهر، وردت الولايات المتحدة يوم الأحد وضربت المليشيا المسؤولة بخمس غارات في العراق وسوريا، مخلفة 24 قتيلا وأعدادا من الجرحى".
وتلفت الصحيفة إلى أن قادة المليشيا تعهدوا بالانتقام، وقام آلاف المحتجين، الذين كانوا يهتفون "الموت لأمريكا"، بالزحف نحو المنطقة الخضراء، ومنها إلى مجمع السفارة الأمريكية المحصن، مشيرة إلى أنه بدا أن دوامة من العنف بين الولايات المتحدة وإيران في طريق التكون، مع أن المتظاهرين أنهوا حصارهم للسفارة يوم الأربعاء.
وتعلق الافتتاحية قائلة: "قد يكون هذا ما لا يريده الرئيس ترامب لو كان صادقا في كلامه، بأنه يريد تجنب الحروب في الشرق الأوسط، ففي حزيران/ يونيو قرر إحباط هجمات انتقامية بعدما أسقطت إيران طائرة مسيرة، وفي هذه المرة قررت الإدارة إرسال رسالة تفيد بأن قتل أمريكيين يعملون في العراق لا يمكن التسامح معه، وسواء عملت الهجمات بصفتها رادعة أم لا، فإن هذا أمر مشكوك فيه، خاصة أن المليشيات تحاول استفزاز أمريكا لرد عسكري".
وتنوه الصحيفة إلى أن "كتائب حزب الله تعد من أقوى المليشيات الموالية لإيران، التي تجمعت تحت مظلة (الحشد الشعبي) لقتال تنظيم الدولة، وتحصل على رواتبها من الجيش العراقي، لكن المليشيا التي قاتل زعيمها الأمريكيين في العراق أثناء الاحتلال، ويعد من أقوى الرجال في العراق، هي عدوة لأمريكا التي لا تزال تحتفظ بـ5 آلاف من القوات وعدد غير محدد من المدنيين والمتعهدين الذين يقومون بتدريب القوات العراقية ومنع ظهور الجهاديين من جديد، وتهدف المليشيا لخروج الأمريكيين والحفاظ على التأثير الإيراني دون أي منافس".
وترى الافتتاحية أن "هناك بعدا ثانيا في المعادلة، وهو أن العراق أضعفته أشهر من التظاهرات والعنف، التي أجبرت رئيس الوزراء عادل عبد المهدي على الاستقالة، ما فتح الباب على صراع على السلطة، وكان من أهم أهداف المتظاهرين هو قوة إيران في العراق، وربما حسبت كتائب حزب الله الأمور بشكل جيد، من خلال استفزاز أمريكا لرد عسكري، وبالتالي حرفت انتباه الناس عن إيران، وحولت غضبهم إلى أمريكا".
وتفيد الصحيفة بأن "العراق يفتقد حكومة فاعلة، ويجد نفسه عالقا في نزاع ليست لديه سيطرة عليه، وأجبره الغضب الشعبي على شجب الغارات الأمريكية داخل أراضيه، لكنه يمقت في الوقت ذاته، فكرة خسارة أمريكا، التي يعد تأثيرها موازيا لتأثير إيران ووكلائها، وتعاني إيران، بالإضافة إلى حساباتها السياسية في العراق، من مصاعب اقتصادية، وتريد زيادة الثمن على أمريكا".
وتبين الافتتاحية أنه "بعد خروج ترامب من الاتفاقية النووية، وإعادة فرضه نظاما متشددا من العقوبات على طهران، فإنه لم يتبق لديه محفزات يلوح بها لإيران ليمنعها والجماعات الوكيلة من تعقيد عمل القوات الأمريكية في العراق أو مناطق أخرى في الشرق الأوسط، ويمكن للرئيس أن يخفف التوتر من خلال فتح نوع من الحوار مع طهران، سواء من خلال إعادة فتح الحوار النووي، أو حل النزاع في اليمن وسوريا".
وتختم "نيويورك تايمز" افتتاحيتها بالقول إنه "من خلال تخليه عن الاتفاقية النووية، وتصويره إيران على أنها مصدر الشر في الشرق الأوسط، فإن ترامب وجنرالاته لم يتركوا أي مساحة للحوار، ما يعني أن هناك استفزازا جديدا من إيران وتورطا مستمرا للولايات المتحدة".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
WP: سفارة أمريكا ببغداد ضحية لحملة ترامب ضد إيران.. كيف؟
بوليتيكو: هذا ما كشفه الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد
نيويوركر: هذه قصة تبادل السجناء بين أمريكا وإيران