فنانة عراقية تحفر ذكريات الاحتجاج على سواعد المتظاهرين

ترسم شابة عراقية ذكريات الاحتجاجات في لوحات على أجساد المتظاهرين، وتضع لمساتها الفنية في تصميمات على أذرع زملائها المحتجين وظهورهم.

وتستلهم الشابة البالغة من العمر 16 عاما أفكار الوشوم وتصميماتها، من المظاهرات التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.

وتحفر مرام، التي رفضت ذكر اسم عائلتها، الوشوم بلا مقابل في قلب موقع الاحتجاج الرئيسي بميدان التحرير في بغداد، وتقول إنها تهدف إلى تحطيم القيود و"كسر الحواجز" التي يفرضها المجتمع.

وتجلس مرام، محتمية بظل خيمة في ميدان التحرير، فيما يجلس شبان محتجون بظهور مكشوفة أو سواعد عارية، ينتظر كل منهم دوره في الحصول على الوشم الذي يبقى على ظهره أو ذراعه لزمن.

وقالت: "أود أن أغير فكرة المجتمع بأن الفتاة غير قادرة على توشيم الرجال، وخاصة في هذا المكان، وفي مثل هذا الموقع من الثورة (الاحتجاجات)، لذلك، أردت كسر هذا الحاجز النفسي"، موضحة أن تقديم خدماتها بالمجان هو أقل إسهام يمكنها تقديمه لحركة الاحتجاج.

اقرأ أيضا: نشطاء يرفضون ترشيح العيداني للحكومة.. وقطع طرق ببغداد

وأضافت أنني "غير قادرة على البقاء في ميدان التحرير، لذلك يحتج هؤلاء الشباب من أجل مصلحتي ومن أجل الآخرين ومن أجل قضية (الشعب)، لذا فإن ما يمكنني فعله في الاحتجاجات هو الوشم".

وبالنسبة للمتظاهر علي مشتاق، البالغ من العمر 23 عاما، ويحمل على ظهره وشمين رسمتهما مرام، يمثل وجود الفتاة الصغيرة تعبيرا حقيقيا وترجمة واقعية للقيم التي تسعى حركة الاحتجاج لترسيخها، ويعتبر أنها رسالة احتواء.

ويقول: "قد يرى الناس أن مرام ويانا (معنا) وتعمل وشما بشيء غريب لكننا نعتبرها طبيعية، هذه هي ثورتنا، يجب على الأطفال والمسنين والشباب الاحتجاج حتى تستمر هذه الثورة، هذا جيلنا وهذه ثورتنا".

وتقول مرام إن المحتجين يطلبون في أغلب الأحيان وشوما ترمز إلى الحركة الاحتجاجية وترتبط بها، مضيفة أن "الوشم الذي يطلبه الشباب.. الأشياء المرتبطة بالثورة.. نصب التحرير.. خريطة العراق.. ثورة أكتوبر بالعربية أو الإنجليزية أو أي تاريخ مهم يذكرهم بحياتهم ليكونوا أقوى".

وقُتل أكثر من 450 شخصا، معظمهم من المتظاهرين العزل، وأيضا بعض من أفراد قوات الأمن، منذ اندلاع شرارة الاحتجاجات الشعبية في بداية تشرين الأول/ أكتوبر، ويطالب المتظاهرون ومعظمهم من الشباب، بإصلاح شامل للنظام السياسي الذي يقولون إن الفساد ينخر في عظامه ويعتبره كثير منهم السبب في إفقارهم.