رغم الحملة الإعلامية والسياسية التي طالت زعيم حزب العمال
جيرمي كوربين بحجة معاداته للسامية، عبّر ناخبون يهود في دائرته عن ثقتهم به، في حين ذكّر أكاديميون وسياسيون يهود بسجل زعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء
بوريس جونسون في التعصب ومعاداة السامية.
وفي رسالة نشرتها
صحيفة الغارديان، أعاد أكاديميون وسياسيون يهود التذكير بعبارات اعتبرت أنها تكرر صورة نمطية معينة عن
اليهود، ووردت في أحد كتبه عندما كان وزيرا في حكومة الظل. فقد تحدث عن "الأوليغاركيين اليهود" الذين يديرون الإعلام ويتلاعبون بالأرقام لتثبيت الانتخابات وفق مصلحتهم.
كما يصف جونسون في ذلك الكتاب الشخصية اليهودية سامي كاتز، ويشير إلى "أنفه الكبير وشعره الأجعد"، وهي أوصاف تصنف في خانة الصورة النمطية عن اليهود، ويتم إدراجها في سياق
معاداة السامية. ويصفه بأنه رجل أعمال حاقد وبخيل ويشبه الأفعى، ويستغل العمال المهاجرين من أجل الربح.
ووقع الرسالة 24 شخصية، من أكادميين وسياسيين وأعضاء مجالس بلدية من اليهود في
بريطانيا.
ويقول الموقعون في رسالتهم إنه "لا شيء أوضح من هذا. نحن نعرف كيف تبدو معاداة السامية".
واعتبرت الرسالة أن جونسون لديه شكل واضح من معادة السامية. وخلال عمله في مجلة "سبيكتيتور" المحافظة، سمح بنشر مقالات تتضمن عبارات معادية للسامية، وأخرى تصف السود بأنهم أقل ذكاء.
واعتبرت الرسالة أن جونسون "يواصل التقرب من دونالد ترامب، رغم لغته (ترامب) المراوغة في الحديث عن عدم ولاء عن اليهود، ودعمه للنازيين الجدد".
وشددت الرسالة على أن "ازدراء" جونسون للأقليات والنساء وغير ذلك من المجموعات، "معروف تماما، لذلك ليس من المفاجئ أن يمتد ذلك إلى اليهود".
وقال الموقعون: "سنواصل سعينا لمحاسبة حزب العمال" بشأن اتهامات معاداة السامية، "إلا أننا نرفض بالكامل المحاولات المثيرة للسخرية من جانب بوريس جونسون لاستغلال المخاوف المشروعة لمجتمعنا لصرف الانتباه عن تعصبه البغيض".
بل إن الرسالة اعتبرت أن "التصويت للمحافظين هو بمثابة التصويت لحكومة لليمين المتطرف الذي يمثل خطرا وجوديا على جميع الأقليات"، داعية للتضامن بين الأقليات جميعا.
وفي رسالة منفصلة نشرتها الغارديان، عبّر عدد من الناخبين في دائرة كوربين، بشمال لندن، عن دعمهم له.
وقال الموقعون في الرسالة: "نحن نعرفه منذ 30 سنة. نعرفه جيدا وبما يكفي لنعرف أنه لا أساس للاتهامات لكوربين بمعاداة السامية".
وأوضحت الرسالة أن حزب العمال يضم 500 ألف عضوا، "ويمكن أن تكون هناك معاداة للسامية، ويجب التعامل معها، لكننا نستطيع طمأنة الناخبين اليهود أنهم سكونون آمنين بالتصويت للعمال".