نشرت مجلة "ريدرز دايجست" الأمريكية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على القرصنة الإلكترونية والطرق التي يتبعها المحتالون عبر الإنترنت، لخداع الناس للكشف عن معلومات سرية حول حساباتهم المصرفية أو بطاقات الائتمان.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي
ترجمته "عربي21"، إن هناك العديد من المحتالين في العالم الرقمي
يستخدمون تكتيكا لخداع الناس، يسمى بـ"التصيد" للكشف عن المعلومات
السرية المتعلقة بحساباتهم المصرفية أو بطاقات الائتمان أو حساباتهم الشخصية
الأخرى.
وذكرت المجلة أن محاولات الخداع بدأت
لأول مرة في شكل مكالمات هاتفية ورسائل بريد إلكتروني، لكن بات يمكن للمتحيلين
الآن الوصول إليك من خلال الرسائل النصية القصيرة، في إطار عملية احتيال معروفة
يطلق عليها اسم "سميشينغ"، وحسب ستيفن كوب، كبير باحثي الأمن في إيسيت،
الشركة التي تصنّع برامج مكافحة الفيروسات وأمن الإنترنت للشركات والأفراد في جميع
أنحاء العالم، فإنه "يجب أن تتجاهلها أو تحذفها".
"شخص يعرفك" لم تلتق به
أبدا
وأوردت المجلة أن بعض المحتالين
يتظاهرون بأنهم يعرفونك من خلال إرسال رسالة ودية، وحسب صحيفة "يو إس إيه
توداي"، قد تبدو الرسالة في شكل سؤال مثل: "هل تريد قضاء عطلة نهاية
أسبوع جميلة؟ لقد أعطتني صوفي رقمك"، وعادة ما يستخدم المتحيلون في هذه
الرسائل النصية القصيرة أسماء شائعة مثل "دون" أو "آن" التي
لا تكون غريبة أو صعبة النطق حتى لا يشك المتلقي في مصدرها.
رسالة عاجلة
غالبا ما يُخفي قراصنة الإنترنت
أنفسهم وراء مؤسسات موثوق بها مثل البنك الذي تتعامل معه، لإقناعك بإعطائهم كلمة
المرور أو رقم التعريف الشخصي أو بيانات الاعتماد الشخصية الأخرى، عن طريق رسائل
لا أساس لها من الصحة، ووفق موقع كوب، من الأفضل التوجه مباشرة إلى الشركة التي
تدّعي إرسال هذه الرسائل، أو الاتصال هاتفيا بالمصرف الذي تتعامل معه، للتأكد من
مصدر الرسالة وأن بيانات اعتمادك الشخصية آمنة.
لقد فزت بجائزة كبرى
وأشارت المجلة إلى أن الجميع يحب
الفوز بالجوائز، وهذا ما يعتمده المتصيدون كطعم للإيقاع بك، وفي كثير من الأحيان،
قد تردُك رسالة تعلمك بأنك فزت بجائزة، وتطلب منك النقر على رابط للمطالبة ببطاقة
هدايا أمازون بقيمة 500 دولار، إذا كنت لم تشترك في أي مسابقة، فلا تنقر على
الرابط، لأنك ربما تقوم عن غير قصد بتنزيل برمجية ضارة على هاتفك، ما قد يؤدي إلى
إتلافه أو تعطيله.
حيلة رقم الهاتف القريب
وذكرت المجلة أن هذه الرسائل أو
المكالمات الهاتفية ترد عادة برموز مناطق مكونة من ثلاثة أرقام، قد يبدو أنها من
الولايات المتحدة، لكنها ترتبط فعليا بأرقام هواتف دولية، وخاصة من منطقة البحر
الكاريبي، وغالبا ما تشير الرسالة إلى أن شخصا ما في خطر ويحتاج إلى المساعدة،
وسيطلب منك المجرم الاتصال أو الرد على الرسالة، كما يسعى المحتالون لإبقائك على
اتصال لأطول فترة ممكنة، مثل استخدام خدمة الرسائل الصوتية الآلية، ونظرا لأن
الاتصال دوليا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع فاتورة هاتفك، فهذا يعني ربح المحتالين
مالا وفيرا.
لا تنقر على أي روابط مشبوهة
ونوهت المجلة إلى أن الروابط الواردة
في الرسائل النصية التي يرسلها المتحيلون غالبا ما تحتوي على برمجية ضارة يمكنها
تشفير ملفاتك وقفل هاتفك، وفي حالة حدوث ذلك، يقوم المخادعون باحتجاز هاتفك كرهينة
بشكل أساسي ويطلبون أموالا مقابل إعادة الوصول إليه، وقد تتيح لهم هذه الشفرة
الوصول إلى جميع حساباتك الشخصية عبر الإنترنت، وحسب موقع كوب فإن "محتوى
الرسالة مهم لأن الكثير من الحسابات التي نستعملها الآن تستخدم رمزا نصيا للتحقق
من هويتك".
وأوضحت المجلة أنه إذا طلب البنك أو
أمازون رمز النص الذي أرسله إليك لمصادقة هويتك، فيمكن أن يقوم المتسلل باعتراض
هذا الرمز والوصول إلى حسابك عن بُعد، لذلك، ينصح موقع كوب "بتحديث هاتفك
باستمرار، لأن معظمها يشمل تحسينات أمنية".
وفي الختام، ذكرت المجلة أنه من بين
الخطوات الاحتياطية الإضافية لحماية هاتفك، تثبيت تطبيق أو برنامج موثوق للحماية،
مثل تطبيق "إيسيت لأمان الهاتف" بميزة مكافحة الخداع التي تمنع المستخدم
من النقر على الروابط المشبوهة التي ترد في الرسائل المشبوهة.