نشر موقع "نيوز
ري" الروسي تقريرا، تحدث فيه عن مقارنة المعارض الإيراني، مير حسين موسوي،
القابع رهن الاعتقال في الوقت الراهن، والزعيم الروحي لإيران آية الله علي خامنئي،
بالشاه بهلوي الذي فقد السلطة أثناء الثورة الإسلامية في سنة 1979، على خلفية اندلاع
احتجاجات واسعة النطاق.
وقال الموقع في تقريره
الذي ترجمته "عربي21"، إن معارضي النظام الإيراني يعتبرون أن الاحتجاجات
المناهضة للحكومة، التي بدأت في ظل ارتفاع أسعار البنزين، يمكن أن تغير وجهة إيران.
ومن جانبه، أدلى موسوي بتصريحاته لإحدى القنوات الخاصة على خلفية التدابير القمعية
التي اتخذتها القيادة الإيرانية ضد المتظاهرين في شوارع طهران وغيرها من المدن
الإيرانية.
وخلال تصريحه، لفت موسوي
الانتباه إلى أن القتلة ومرتكبي الجرائم التي عاشتها طهران سنة 1978 كانوا ممثلي
النظام العلماني، غير أن الأشخاص الذين أمروا بقمع الاحتجاجات التي عرفتها طهران
في تشرين الثاني/ نوفمبر، كانوا ممثلين عن الحكومة الدينية. إلى جانب ذلك، حث
موسوي النخبة العسكرية والسياسية الإيرانية على عدم نسيان ما أدى إليه قمع
الاحتجاجات المناهضة للحكومة قبل نحو 40 عاما.
وأشار الموقع إلى أن موسوي شارك في الانتخابات
الرئاسية لعام 2009 في إيران، ممثلا عن معسكر الإصلاح المشروط للنخبة الإيرانية،
حيث تنافس آنذاك مع محمود أحمدي نجاد. في الأثناء، صرح مؤيدو موسوي بأن الانتخابات
زُوَرت، وتم التغاضي عن العديد من المخالفات، ما حال دون فوز مرشحهم.
في المقابل، أنكرت طهران هذه
المزاعم، ووضعت موسوي رهن الإقامة الجبرية مع مؤيديه، أبرزهم مهدي كروبي. وعلى
صعيد آخر، دفعت بعض وسائل الإعلام ثمن دعمها لموسوي. فعلى سبيل المثال، ألقى القبض
سنة 2013 على مدير صحيفة "المغرب" اليومية، محمد مهدي إمام ناصري، فضلا
عن صحفي آخر يدعو في مقالاته إلى ضرورة القيام بإصلاحات.
وذكر الموقع أنه على
خلفية الاحتجاجات، أعلن ولي عهد شاه إيران المنفي، الأمير رضا محمد بهلوي، مساندته
للتظاهرات والاحتجاجات التي ينفذها الآلاف من الإيرانيين في العديد من المدن،
مضيفا أن الاستعداد للسقوط الحتمي للنظام الإيراني أصبح مسألة ذات أهمية قصوى
بالنسبة للإيرانيين في الوقت الراهن. ووفقا له، يتطلب انهيار النظام السياسي
الحالي الاستعداد المناسب، بما في ذلك تشكيل هيئة سياسية تحكم البلاد، التي تمر
بمرحلة انتقالية.
علاوة على ذلك، أضاف
الأمير رضا أن هذه القيادة السياسية ستهيئ البلاد في النهاية للانتقال القانوني
والسياسي والاقتصادي من حكومة إسلامية إلى حكومة إيرانية بناء على التصويت. وفي
السياق ذاته، وخلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ردد المتظاهرون أغاني أشادوا من
خلالها بالأمير رضا، ما يعكس رغبة الإيرانيين في استعادة الاقتصاد والحرية. وفي
الحقيقة، تحاول القيادة الإيرانية تشويه سمعة عائلة بهلوي حتى الآن، وربط اسمها
بالفساد.
وأورد الموقع أن
الاحتجاجات بدأت في إيران في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد تنفيذ أمر حكومي
برفع أسعار الغاز التفضيلية. وبعد هذا القرار، اجتاحت الاحتجاجات العديد من المدن،
وتحولت إلى اشتباكات مع وكالات إنفاذ القانون، جراء إشعال المتظاهرون النار في
مكاتب البنوك ومحطات الوقود.
إلى جانب ذلك، لم تدلِ طهران ببيانات حول عدد القتلى،
ما يدفع البعض للاعتقاد بأن طهران تحاول إخفاء العدد الحقيقي للقتلى ووحشية
الإجراءات التي تم تطبيقها ضد المتظاهرين.
وفي الختام، نوه الموقع
بأن القيادة الإيرانية ما زالت مصرة على أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة هي نتيجة
مؤامرة يسهر أعداء إيران الخارجيون على النجاح فيها.
إندبندنت: كيف تحول رفع الدعم عن سلع لتهديد للنظام الإيراني؟
واشنطن بوست: لماذا أغلقت إيران الإنترنت؟
"إندبندنت": الاحتجاجات تقوض سلطة النخب الفاسدة حول العالم