علقت صحيفة إسرائيلية الخميس، على تبادل الهجمات الأخيرة بين تل أبيب وطهران في سوريا، والذي بدأ بإطلاق عدد من الصواريخ تجاه الجولان، ومن ثم شن هجمات إسرائيلية على أهداف إيرانية في العاصمة السورية دمشق.
وقالت صحيفة "هآرتس" في
مقال نشرته للكاتب عاموس هرئيل، إن "هناك رفض إسرائيلي لسياسة الردع
الإيرانية الجديدة"، مضيفة أن "الهجوم الإسرائيلي هدف إلى إيصال رسالة
لطهران، بأن تل أبيب لا توافق على التغيير في السياسة الإيرانية".
وأوضحت الصحيفة أن "استمرار
الضربات يؤدي بإسرائيل إلى وضع خطير، وتوجه غير صحيح يمكن أن يؤدي إلى تصعيد
جوهري"، مؤكدة أنه "من الأفضل أن يحذر المستوى السياسي والقيادة
العسكرية من الغطرسة والإفراط في التفاخر بالإنجازات"، بحسب تعبيرها.
تسلسل الأحداث
وأشارت الصحيفة إلى أن "الهجمات
الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في الساحة الشمالية، تقلصت خلال الشهرين
الماضيين"، منوهة إلى أن "إسرائيل عادت إلى المهاجمة بقوة، وقصفت أكثر
من 20 هدفا إيرانيا وسوريا في دمشق ومحيطها".
وأوردت الصحيفة تسلسلا للأحداث في الأيام
الأخيرة، مبينة أنه "في بداية الأسبوع هجومت سيارة تابعة لميشيات إيرانية في
شرق سوريا، فردت إيران على شكل إطلاق أربعة صواريخ من جنوب دمشق تجاه هضبة
الجولان".
اقرأ أيضا: "هآرتس": قصف الجولان جزء من معادلة الردع الجديدة لطهران
وتابعت: "ومن ثم اتخذت إسرائيل
خطوة خاصة بها، وقررت الهجوم الواسع"، مشيرة إلى أن "هذه لم تكن عملية
لإحباط مسبق لهجوم إيراني فوري، بل جزء من جهد طويل المدى تقوم به إسرائيل، بهدف
منع تمركز عسكري إيراني على حدودها".
وذكرت الصحيفة أن "الأهداف التي
تم مهاجمتها هي قواعد ومقرات قيادة لإيران ومليشياتها، إلى جانب منشآت عسكرية سورية
تقوم باستضافتها"، لافتة إلى أن إسرائيل قصفت مرات كثيرة منشأت ووسائل قتالية
إيرانية، وفي عدد من الغارات قتل نشطاء من الحرس الثوري الإيراني.
ورأت أن هذه الجهود أجبرت الجنرال
الإيراني قاسم سليماني، على تغيير وتيرة وطبيعة نشر قواته والمعدات في سوريا، لكنه
لم يتنازل في أي يوم على الإطلاق عن خطته، معتقدة أنه "في ظل وقف هجمات
إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة، ربما عملت إيران في سوريا بسهولة أكبر".
الأحداث الضاغطة
ولفتت الصحيفة إلى أن الاعتبارات
الإسرائيلية بمهاجمة إيران بقوة في سوريا وتهديد زعمائها بشكل علني، ربما يعود إلى
الأحداث الضاغطة على النظام الإيراني في الأسابيع الأخيرة، سواء الاحتجاجات
الداخلية أو التي تشهدها العراق ولبنان.
وشككت الصحيفة في جدوى انتقاد
الإيرانيين بشكل علني، قائلة: "طهران وسليماني بشكل خاص بارعون في تطوير
حسابات بعيدة المدى، وبينيت كوزير جديد للجيش يبني لنفسه صورة عامة عالية، حتى لو
كانت هذه لفترة محدودة".
وأوضحت الصحيفة أن إيران تحاول فرض
معادلة ردع أمام إسرائيل، والتي بحسبها كل هجوم على هدف مرتبط بإيران أو حلفائها
بالمنطقة، سيقابله ضرب فوري لأهداف في إسرائيل، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن الهجوم
الإسرائيلي الأخير على أهداف إيرانية في سوريا، يرسل رسالة في الاتجاه المعاكس.
وبينت أن الرسالة الأولى تقول إن
إسرائيل ليست السعودية، وهي لن تسلم بالهجوم عليها مثلما حدث بعد ضرب إيران الكثيف
لمنشآت النفط السعودية في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، والرسالة الثانية تطالب
سليماني بإعادة فحص مشروع زيادة القوة والتمركز العسكري على حدود سوريا ولبنان،
لأن إسرائيل تعتبر ذلك اجتياز لخط أحمر، وهي ستواصل العمل بتصميم ضد ذلك.
وختمت الصحيفة بقولها: "إسرائيل
تأمل أن نقل هذه الرسائل بشكل متزامن مع الأزمة الداخلية الشديدة جدا في إيران،
يمكن أن يدفع القيادة في طهران للاستيعاب بصورة أفضل"، مستدركة بقولها:
"التفاخر من القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، يدفع بوضع إقليمي خطير،
ويمكن أن يتدهور الوضع مع إيران وحلفائها، لدرجة خطر تصل إلى اندلاع حرب
مباشرة".
"هآرتس": قصف الجولان جزء من معادلة الردع الجديدة لطهران
الإعلام الإسرائيلي: الجيش يضع قواعد جديدة للاشتباك بسوريا
صحيفة: عمل إسرائيل بسوريا لن يتوقف وخشية من جبهة الشمال