قال كاتب إسرائيلي إن "سكان تل ابيب دخلوا ضمن دائرة رهائن السياسة الإسرائيلية القائمة في غزة، لأنه منذ اغتيال بهاء أبو العطا قائد الجهاد الإسلامي، لا زال الإسرائيليون يتلقون ضربات صاروخية، بل إن الناطق العسكري الإسرائيلي أعلن أن أمامنا أياما طويلة من القتال، مع توفير منظومات دفاع جوي في وسط إسرائيل".
وأضاف عكيفا ألدار، الكاتب المخضرم،
والرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، في مقال نشره موقع المونيتور، وترجمته
"عربي21" أن "الوضع الأمني القائم مع غزة اليوم، يعني بكلمات أخرى
أن صناع القرار الإسرائيلي أخذوا بعين الاعتبار الثمن الذي ستدفعه إسرائيل مقابل
هذا الاغتيال، والمتمثل فيما سيدفعه مئات آلاف الإسرائيليين، وسيدفعونه في
الطريق".
وأشار إلى أن "تجربتنا مع
الفلسطينيين خلال عشرات السنين تثبت أن كل قنبلة موقوتة يتم تفكيكها تأتي بعدها
قنبلة أخرى، أي أنه كلما قتلنا أحد قادتهم العسكريين أتى قائد آخر بديل له، ورغم
صوابية الاغتيال من جهة شخصية أبو العطا، فإن سؤال التوقيت يظهر جليا، رغم ما
يردده الناطقون العسكريون من أن الاغتيال تم بعد توفر جملة من الظروف والمعطيات
الميدانية التي جعلت العملية مناسبة وملائمة".
وأوضح الكاتب، المصنف ضمن قائمة
المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، مؤلف كتاب "المستوطنون ودولة
إسرائيل"، الذي حاز على مبيعات فائقة، وترجم للغات الإنجليزية والألمانية
والفرنسية والعربية، أنه "جرت العادة في إسرائيل أنه لكل عملية عسكرية
ميدانية في الأراضي المحتلة تبعات سياسية، ولذلك ليس صعبا التسليم بفرضية أن يخرج
رئيس الحكومة لعملية عسكرية واسعة في غزة خدمة لأغراضه الحزبية والسياسية".
اقرأ أيضا: تحليل إسرائيلي: عاملان رئيسيان يحددان حجم التصعيد في غزة
وأكد أنه "بعد أن نجح المستشار القانوني
للحكومة الإسرائيلية في سبتمبر من احتواء عملية مشابهة كان ينوي نتنياهو تنفيذها
عقب استهداف مهرجان انتخابي له في مدينة أسدود، فإن الوضع اليوم ربما تغير".
وكشف النقاب أن "نتنياهو حاول
آنذاك تنفيذ تلك العملية ضد غزة، رغم معارضة المؤسسة الأمنية، لكنه لم ينجح، ولذلك
يجب أن تكون القرارات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية خالية ونقية من أي اعتبارات
سياسية وحزبية، ولكن عن أي نقاء نتكلم حين يعين نتنياهو نفتالي بينت وزيرا للحرب؟
رغم أن نتنياهو ذاته وصفه قبل عامين فقط بأنه صبياني، يمارس أعمال ولدنة، عديمة
المسئولية".
ونقل عن "يوآف غالانت وزير
الإسكان وأحد قادة حزب الليكود المتطلع لوزارة الحرب أنه وصف هذا التعيين بأنه
يفتقد للمسئولية، وعدم الملاءمة، حتى أن رد فعل بيني غانتس على عملية الاغتيال لم
يخل من حسابات سياسية وحزبية، في حين أن استطلاعات الرأي العام الإسرائيلي تشير أن
الإسرائيليين يؤيدون استخدام القبضة الحديدية ضد الفلسطينيين".
وأكد أن "تزامن اندلاع الأزمة
الأمنية العسكرية مع غزة مع استمرار الأزمة السياسية الحزبية قد يشكل فرصة لإعادة
ترتيب جدول الأعمال الإسرائيلي، وليس إبعادها جانبا، والدخول في لعبة الكراسي
والمناصب، ومن ثم تحول السياسة الإسرائيلية القائمة تجاه غزة إلى نقمة على سكان
وسط إسرائيل، وبذلك لم يعد فقط مستوطنو غلاف غزة رهائن لهذه السياسة، وإنما انضم
إليهم سكان تل أبيب، مما تطلب إلغاء عدة فعاليات يومية فيها، بسبب توتر الوضع
الأمني".
وختم بالقول إن "إسرائيل الدولة
العظمى في عالم الهايتك والتكنولوجيا، ولديها واحد من أقوى جيوش المنطقة، لا تنجح
في إيجاد قيادة قادرة على التوصل إلى حل بعيد المدى لهذه القنبلة المتكتكة المسماة
غزة".
وزير إسرائيلي: مخاوف من تنفيذ "الجهاد" لعمليات بحرية وجوية
تحليل إسرائيلي: عاملان رئيسيان يحددان حجم التصعيد في غزة
إحباط إسرائيلي من طريقة التعامل مع غزة.. لا حلول عسكرية