قال كاتب إسرائيلي إن "انتهاء أزمة المعتقلين الأردنيين في إسرائيل، تشير إلى أن البلدين بإمكانهما البحث في مسارات أخرى، لطي صفحة الخلاف الناشب بينهما".
وأضاف جاكي خوجي في مقال نشرته صحيفة
"معاريف" وترجمته "عربي21" أن "انتهاء أزمة هبة اللبدي
وعبد الرحمن مرعي سبقها اتفاق أمني إسرائيلي أردني، بشأن استكمال التحقيقات
الأردنية معهما بعد عودتهما للمملكة، لأنهما تم تجنيدهما من قبل حماس وحزب الله
لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل كما جاء على لسان آفي ديخت نائب وزير الحرب
الإسرائيلي".
وأشار خوجي الخبير الإسرائيلي في
الشؤون العربية، ومحرر الشؤون الفلسطينية في الإذاعة العسكرية الإسرائيلية التابعة
للجيش، إلى أنه "لم يتوقع أحد أن تستمر هذه الحادثة الأمنية كل هذا الوقت،
لكنها أخذت مسارات دبلوماسية، ولم تنته، وقد حصل رئيس الشاباك الإسرائيلي من
نظرائه الأردنيين على تعهد بتبادل المعلومات الخاصة بالاثنين".
وأوضح أن "إسرائيل أجرت كشف
حساب حول المكاسب والخسائر من هذه الحادثة، ووصلت لقناعة مفادها أنه من أجل التوصل
إلى تسوية مع الأردن، فيجب إطلاق سراح المعتقلين، ليس بسبب إعادة السفير الأردني في
تل أبيب الذي تم استدعاؤه إلى عمان، ولكن بسبب الاعتبارات الأمنية، فالاثنان انتهى
التحقيق معهما، وهما يقضيان اعتقالا إداريا، وكان لدى الشاباك المزيد من الوقت
لانتزاع الاعترافات منهما".
اقرأ أيضا: مرعي لـ"عربي21": الاحتلال حاول مقايضتنا بالباقورة والغمر
وأكد أنه "طالما بقي الاثنان
خلف القضبان الإسرائيلية، فإن العاصفة ستبقى قائمة، كما أن مجرد اعتقالهما يعني
إحباط أي جهود معادية لهما ضد إسرائيل، فهما لن يدخلا إليها مجددا ولا الضفة
الغربية، وربما التحقيق الأمني الجديد معهما في الأردن سيؤدي لمعلومات جديدة، مع
أن الاتفاقات المتبادلة بين عمان وتل أبيب تتطلب منهما تبادل المعلومات
الأمنية".
وأضاف أنه "من وجهة النظر
الإسرائيلية، فنحن أمام عملية أمنية بادر إليها أعداء إسرائيل، لكنها فشلت، وتم
إحباطها، وبدا واضحا أن الاثنين أجبرا الحكومتين في عمان وتل أبيب على انتهاج هذا
السلوك، بسبب الضغوط الجماهيرية الشعبية التي شكلت أداة ضاغطة عليهما، وبسببها
واجه القصر الملكي في عمان صعوبات في التصدي لها".
ولفت إلى أنه "في حال أصرت
إسرائيل على إبقائهما في الاعتقال، فإنها ستضع الملك الأردني في ضائقة صعبة أمام
رأيه العام الشعبي، بعد أن أبدت اللبدي عنادا في إضرابها عن الطعام، وفقدت 13
كيلوغراما من وزنها، وأنهته فقط بعد 41 يوما حين وصلتها بشائر إطلاق سراحها، وفي
حال قدر لها أن تموت في المعتقل بسبب الإضراب، فقد كان القصر الملكي سيواجه
مظاهرات غاضبة عليه في المملكة".
وختم بالقول إنه "بسبب كل ذلك
قررت إسرائيل الاستجابة لطلب صديقتها عمان، اعتقادا منها أن العناد والإصرار على
اعتقال الاثنين سيكلفها أثمانا باهظة، فضلا عن العلاقات الثنائية بين عمان وتل
أبيب التي لا تمر بأحسن أحوالها، سواء بسبب المناطق المستأجرة الحدودية، أو ما
يحصل في الحرم القدسي، وكل ذلك يشير إلى حجم فقدان الثقة بين الدولتين".
إحباط إسرائيلي من طريقة التعامل مع غزة.. لا حلول عسكرية
صحيفة إسرائيلية: المواجهة مع الأردن في طريقها لأزمة سياسية
"معاريف": هناك استخفاف وعدم تقدير رسمي إسرائيلي للأردن