دفعت السياسة التحريرية لصحيفة الأخبار اللبنانية المحسوبة على حزب الله، في تغطيتها لوقائع التظاهرات بلبنان، إلى استقالة عدد من الكادر الصحفي العامل فيها.
وكشف كل من محمد زبيب وجوي سليم وصباح أيوب وفيفيان عقيقي، أن استقالاتهم من الصحيفة تأتي على خلفية "تباينات في وجهات النظر حول تغطية الاحتجاجات".
وهذه هي المرة الأولى التي يستقيل فيها اربعة صحفيين دفعة واحدة من صحيفة الأخبار واسعة الانتشار بلبنان .
وتمايز موقف حزب الله اللبناني الرافض للتظاهرات بصورة جلية من خلال عدة خطابات وجهها أمين عام الحزب حسن نصرالله، واتهم فيها المتظاهرين بالتبعية للخارج وحمل أجندة غير وطنية ضارة باستقرار لبنان .
اقرأ أيضا : تواصل التظاهرات والاعتصامات وعودة لغلق الطرق بلبنان
و"الأخبار"؛ صحيفة يومية مقربة لنهج قوى "8 آذار" (حزب الله)، صدر العدد الأوّل منها في 14 آب 2006.
وفي تدوينة عبر صفتحه الخاصّة بموقع "فيسبوك"، كشف زبيب، وهو رئيس قسم الاقتصاد بالصحيفة، أنه استقال الأسبوع المنصرم، بعد استقالة الصحفيّة جوي سليم في 29 تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
وقال: "صدر ملحق (رأس المال) (بالصحيفة) اليوم من دوني، ومن دون غسان ديبة وآخرين كانوا من مؤسسي هذه التجربة".
وتابع: "منعًا لأي التباس، تقدّمت باستقالتي من صحيفة (الأخبار)، الأسبوع الماضي، احتجاجًا على موقف إدارة الصحيفة من الانتفاضة، وانفصامها الذي يطبع مسيرتها منذ 8 سنوات من دون أيّ علاج".
من جهتها، لفتت الصحفيّة المُستقيلة جوي سليم، في حديث للأناضول، إلى أنّ "جريدة الأخبار تحوّلت من مؤيّدة للحراك، إلى صحيفة تتبنّى وجهة النظر السياسيّة التي تعتبر أنّ هناك مؤامرات خارجيّة وتمويل من السفارات لهذه الحركة".
وأضافت: "في أوّل يومين، واكبت الصحيفة الحراك الشعبي الذي انتظرناه منذ سنوات عدّة، لكنّ في اليوم الثالث من الاحتجاجات تبدّل الخطاب، وأصبح يميل ويتماهى مع خطاب حزب الله، إذ كتبت افتتاحيّة عن خطر الفوضى".
وفي خطابات سابقة، شكك الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، بعفوية التظاهرات التي تجتاح لبنان، مشيرا إلى وقوف جهات وراءها لتمويلها.
وحذر نصر الله، في خطابه الأوّل عقب انطلاق الاحتجاجات، من أن تؤدّي المظاهرات إلى "حرب أهليّة" محتملة.
ولم تنف سليم، خلال حديثها، أنّ هناك فئات في السلطة تحاول ركوب موجة الانتفاضة، مُشدّدةً على أنّه "لا يُمكن توجيه اتهامات للحراك، ومحاولة تشويه وتخوينه لأنّ الحراك ولد من رحم معاناة الشعب اللبناني".
وحول مقاربة ومعالجة الصحيفة للحراك، قالت: "كانت لغة الجريدة مؤامراتيّة علمًا بأنّ الجريدة بكامل طاقمها ليست ضدّ الثورة، وغالبيّة الذين يعملون هناك لا يتبنّون السياسة التحريريّة التي تنتهجها الجريدة".
واستغربت سليم أنّه منذ حوالي شهر، كتب رئيس جريدة الأخبار، إبراهيم الأمين، افتتاحيّة يلوم فيها الشعب اللبناني على عدم تحرّكه واتفاضته.
من جهتها قالت الصحفية صباح أيوب عبر صفحتها في تويتر: "تقدّمتُ باستقالتي من جريدة الأخبار نتيجة لتراكم أسباب آخرها أداء الجريدة في تغطية انتفاضة 17 تشرين الشعبية".
أما الصحفية فيفيان عقيقي فقالت عبر صفحتها أيضا في تويتر: "تقدّمت باستقالتي من "الأخبار" لأسباب مهنية متعلّقة بتغطيتها للانتفاضة الشعبية، ولغيرها من الأسباب المتراكمة والمتعلّقة بالأداء المهني للصحيفة ولم تعالج يوماً، أشكر الأخبار على الفرصة التي منحتني إياها، وخضت تجربتها تحت إشراف الزميل محمد زبيب، ولكني اليوم لم أعد أجد نفسي فيها".
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من إدارة الصحيفة حول ما ورد بتصريح سليم أو بتدوينة زبيب.
يأتي ذلك فيما أفادت مصادر داخل الصحيفة، للأناضول، بأن الخلافات الحاصلة في أروقة الجريدة سياسيّة بامتياز، على خلفية وجود وجهات نظر مُختلفة.
ويشهد لبنان، منذ أكثر من أسبوعين، مظاهرات حاشدة للتنديد بالأوضاع الاقتصادية والطبقة السياسيّة الحاكمة.
وانطلقت الاحتجاجات في 17 تشرين الأوّل الماضي، بعد إقرار مجلس الوزراء لضرائب جديدة بموازنة 2020.
وتعتمد "الأخبار" على مجموعة من الصحفيين لإنتاج جريدة يوميّة عصريّة تكسر النهج التقليدي، إضافة إلى إعطائها الأولويّة للتحقيقات الخاصّة التي تمسّ الحياة اليوميّة وقضايا المجتمع.
— Sabah Ayoub (@SabahAyoub) 3 نوفمبر 2019
لبنان.. تظاهرات احتجاجية في عدة مدن رفضا لضرائب جديدة (شاهد)
مروحيات أردنية تشارك بإخماد الحرائق في لبنان (شاهد)