ذاع صيت هذه القوة العسكرية، بفعل سلسلة مهمات خاصة نفذتها في عدد من بلدان العالم، لا سيما الشرق الأوسط على مدار سنين طويلة مضت.
وتعتبر القوة الأمريكية "دلتا فورس" من أبرز التشكيلات العسكرية الخاصة في الجيش الأمريكي، ويسند إليها تنفيذ العمليات المعقدة، والسرية، والخطيرة، كتحرير الرهائن، والاستطلاع، والعمليات الصغيرة، والدعم الخاص بمكافحة الإرهاب.
تأسست القوة عام 1977 من قبل العقيد تشارلز بيكويث، وذلك بالتزامن مع تصاعد التهديدات الأمنية في جميع أنحاء العالم، وتعتمد هذه القوة بشكل أساسي على عمليات الإنزال الجوي، في مواقع العمليات، وتسند إليها أعقد المهمات العسكرية وأكثرها خطورة حالها في ذلك، حال نظيرتها "نافي سيلز 6" التي اشتهرت، بعد تنفيذها عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أبوت أباد الباكستانية عام 2011.
يجري اختيار عناصر "دلتا فورس" بعناية فائقة، حيث يتم إخضاعهم لاختبارات مكثفة وشاقة، ففي اختبار التحمل، يلزم المنضمين إلى القوة خوض تدريبات شاقة، كالسير لمسافة 40 ميلا، إضافة للتكيف على العيش في البيئات المختلفة، فضلا عن ضرورة اجتياز اختبار الرماية بنسبة خطأ تبلغ صفر في المئة، عند إطلاق النار على هدف يبعد 600 ياردة.
اقرأ أيضا: تداول تسجيلات مصورة لعملية استهداف البغدادي (شاهد)
تمتلك دلتا فورس أكثر المعدات تطورا في الجيش الأمريكي، من أسلحة، وتكنولوجيا، وأنظمة حماية العناصر، وأجهزة رؤية ليلية ونهارية فائقة الدقة، ومنظومة تنصت ميدانية محمولة، لمراقبة الخصوم، وتتبع تحركاتهم وقت تنفيذ العمليات.
يفد معظم المجندين في هذه القوة من مجموعات القوات الخاصة الأميركية الأخرى، وهناك نسبة صغيرة تأتي من وحدات أخرى من الجيش.
أشهر عمليات "دلتا فورس"
شاركت هذه الوحدة التي تشكلت في سبعينيات القرن الماضي في عدد من المهام خارج الأراضي الأمريكية، أبرزها تنفيذها عملية "الفجر الأحمر" نهاية عام 2003 والتي تمكنت عبرها من اعتقال الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حيث كان الأخير قد توارى عن الأنظار بعد الغزو، لكنه اعتقل من مزرعة قرب بلدة الدور القريبة من تكريت مسقط رأسه.
اعتقلت القوة في تشرين أول/ أكتوبر 2013 أبو أنس الليبي الذي تعتبره السلطات الأميركية أحد قياديي تنظيم القاعدة، وذلك بعد عملية خاطفة جرت في العاصمة الليبية طرابلس.
نفذت هذه القوة عملية "مخلب النسر" عام 1980 لتحرير رهائن أميركيين في السفارة الأميركية بطهران، لكن العملية فشلت، وأدت إلى تدمير طائرتين عسكريتين، ومقتل ثمانية جنود أمريكيين.
شاركت القوة أيضا في عملية "عاصفة الصحراء" لإخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991، بعد الغزو العراقي.
نفذت "دلتا فورس" عملية في العاصمة الصومالية مقديشو 1993، بهدف اعتقال أمير الحرب محمد فرح عيديد، لكنها تعرضت لفشل ذريع بعد مقتل 18 من أفرادها وجرح 73 آخرين، واعتقال واحد من قبل مسلحين صوماليين.
اقرأ أيضا: نيوزويك: هذه تفاصيل مقتل البغدادي وزوجتيه بعملية أمريكية
وأخيرا، نفذت "دلتا فورس" السبت عملية قتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي في قرية باريشا الواقعة في ريف إدلب شمال سوريا.
وبدأت العملية بإقلاع 8 مروحيات مقاتلة من قاعدة قرب أربيل بالعراق قرب منتصف الليل، وعبرت باتجاه الحدود السورية على ارتفاع منخفض وبسرعة كبيرة تجنبا للرصاص، وصولا إلى قرية باريشا المكان الأخير الذي قتل فيه البغدادي.
وأطلقت الطائرات النار من الجو، وبالتزامن، اجتازت القوات الخاصة الباب الأمامي للمجمع السكني حيث كان البغدادي، وقد دمروا جدار المجمع مما سهل عليهم عملية الاقتحام.
وعقب دخول قوات دلتا إلى المجمع، استطاعت القضاء على عناصر داعش الذين حاولوا إيقافهم، وقد ركض البغدادي إلى نفق تحت الأرض، وتبعته القوات الأمريكية.
وأطلقت فرقة دلتا كلبا عسكريا باتجاه البغدادي الذي فجر نفسه حينها مصيبا الكلب، ومرديا ثلاثة من أطفاله، لتنتهي بذلك أسطورة زعيم تنظيم الدولة.
رئيس الأركان الأمريكي لم يؤكد رواية ترامب حول بكاء البغدادي
أمريكا تتخلص من أشلاء البغدادي.. ما علاقة ابن لادن؟
من هي كايلا التي حملت عملية قتل البغدادي اسمها؟ (صور)