على الرغم من محدودية الاشتباكات بين القوات التركية وقوات النظام السوري، في ريف رأس العين، إلا أن محللين عسكريين لم يستبعدوا تكرارها في منطقة شرق الفرات، المنطقة التي باتت مسرحا لكل الأطراف الفاعلة في الشأن السوري.
وسجلت مناطق شرق الفرات خلال اليومين
الأخيرين، صداما مباشرا هو الأول من نوعه، بين القوات التركية، وقوات النظام
السوري، وذلك منذ بدء عملية "نبع السلام" في التاسع من شهر تشرين الأول/
أكتوبر الجاري، في خطوة خالفت التصريحات الروسية التي استبعدت في وقت سابق حصول
صدام بين الجانبين، بسبب التنسيق بين موسكو وأنقرة.
التفاهمات المشتركة
وليس مستحيلا من وجهة نظر الخبير
والمحلل العسكري، العقيد أديب عليوي، أن تتجدد الصدامات بين الجيش التركي، وبين
قوات النظام السوري، إلى حين استقرار التفاهمات التركية- الروسية.
وقال عليوي في حديث مع
"عربي21"، إن تجدد الصدام أمر متوقع الحدوث في المدى المنظور والمتوسط،
حتى تستقر المنطقة على الشكل النهائي الذي لن يُحدد إلا بعد مرور أشهر.
وتابع عليوي، أن بقاء قوات سوريا
الديمقراطية "قسد" في منطقة عمليات "نبع السلام"، تحت غطاء
قوات النظام، لن تستقر "المنطقة الآمنة"، وستبقى الأهداف التركية
باستقرار المنطقة بعيدة المنال.
اقرأ أيضا: هل تشتبك تركيا مع نظام الأسد.. كيف ستتأثر "نبع السلام"؟
من جانب آخر، أشار العقيد إلى عدم
وجود تفاهمات واضحة بين روسيا و"قسد"، بسبب رفض موسكو شرعنة وجود
"قسد" من خلال إرغام النظام على الإعلان بأن تحركاته العسكرية شرقي
الفرات، تتم بالتنسيق مع "قسد".
وأوضح عليوي أن النظام لم يأت على
ذكر أي اتفاق مع "قسد"، كجهة مسيطرة على المنطقة.
من جهته، عدّ الخبير العسكري
والاستراتيجي، العقيد عبد الله الأسعد، الحديث عن صدام مباشر بين قوات النظام
والجيش التركي، بالحديث المبالغ فيه، موضحا لـ"عربي21" أن "ما جرى لم
يكن اشتباكا بين جيشين، وإنما رمايات نارية في بعض المناطق".
وأشار إلى أنه "وفق تفاهم
سوتشي، فإن قوات الجيش التركي وقوات الجيش الوطني السوري، ليست في وارد الاشتباك،
وإنما تعمل وفق مهمة تطهير المناطق التي تنسحب منها قسد".
حراسة حدود
ووفق الأسعد، فإن "إمكانية حدوث
اشتباكات محدودة واردة، نظرا لأن جيش
النظام، بعد كل هذه السنوات، تحول أيضا إلى مليشيا غير منضبطة"، مضيفا
"لربما أطلق عناصر من جيش النظام نحو الجيش التركي".
ومتفقا مع الأسعد أكد، العقيد أديب
عليوي، أنه "وفقا لاتفاق سوتشي، فإن قوات النظام التي تنتشر على الحدود مع
تركيا، هي قوات بمهام حراسة حدودية فقط، وليست بمهام قتالية".
وتابع في هذا السياق قائلا: لم نشاهد
انتشار مدرعات ثقيلة على الحدود من جانب النظام، وإنما عبارة عن عناصر بسلاح خفيف
ومتوسط.
أذرع إيران
وفي قراءة أخرى، لم يستبعد العقيد
عبد الله الأسعد، وقوف أذرع إيران وراء هذه الاشتباكات، وقال إن "إيران غير
راضية عن اتفاق سوتشي، ومن المحتمل أن يكون لمليشياتها المنتشرة ضمن قوات النظام
(زينبيون، لواء أبي الفضل العباس) دور في رفع منسوب التصعيد العسكري، لتعكير أجواء
التفاهم بين أنقرة وموسكو".
وأضاف، "ربما حركت طهران
أذرعها، بعد أن شعرت بضعف موقفها كلاعب إقليمي، مقارنة بالدور التركي".
هل تشتبك تركيا مع نظام الأسد.. كيف ستتأثر "نبع السلام"؟
ما هوية القوات المرسلة من النظام السوري إلى الرقة؟
هكذا علق قادة المعارضة في تركيا على عملية "نبع السلام"