"الجيش
يستفيد من الأزمة"
وفي تعليقه حول خطة السيسي المائية، يعتقد الباحث في الهندسة البيئية ومعالجة
المياه الدكتور عمر الحداد، أن "السيسي يريد أن يصنع مصدر دخل إضافي للجيش عبر
مشروعات تحلية المياه"، مضيفا أن "النظام العسكري يحاول الاستفادة من الأزمة
لتحقيق مكاسب مالية".
الحداد أكد لـ"عربي21" أن السيسي لجأ لهذا الخيار لأنه "بالفعل
استسلم لإثيوبيا، وأصبح غير قادر على عمل شيء بمواجهتها".
وأوضح أن السيسي يعني بخطته قطع المياه عن 10 محافظات مصرية، 7 منها بالساحل
الشمالي هي (شمال سيناء، وبورسعيد، ودمياط، وكفر الشيخ، والبحيرة، والإسكندرية، ومرسى
مطروح)، و3 محافظات تطل على البحر الأحمر هي (جنوب سيناء، والسويس، والبحر الأحمر).
وأشار الحداد إلى أن هذا الخيار يكلف البلاد كثيرا من الأموال ويضعها أمام
طائلة ديون جديدة، موضحا أن خطورة هذا الخيار، هو أن "المتر المكعب الواحد من المياه
سيصل ثمنه إلى 11 جنيها، وأن المواطن سيدفع قيمتها حسب نظرية السيسي".
وتوقع الباحث المتخصص في معالجة المياه "ارتفاع أسعار المياه ارتفاعا
جنونيا على خلفية تلك الأزمة"، معتبرا أنها "المشكلة الأكبر التي ستواجه
المصريين".
وحول البدائل العملية، أكد الباحث المصري أن وسائل الري الحديث "ستحل
جزءا واحدا من المشكلة، بينما الأزمة متشعبة ومعقدة وتشمل نقاطا كثيرة؛ لذا لابد من
حلها على النقاط كافة".
وأكد أنه طالما النظام يسعى إلى خيار تحلية مياه البحر والصرف الصحي، فإن
هناك خطوة لا بد منها، وهي صيانة شبكات المياه المتهالكة في مصر، إلى جانب تغيير مضخات
المياه، واستبدالها بمضخات أحدث.
"نظام لا يؤمن بالعلم"
وفي تعليقه قال الأستاذ بكلية الزراعة في جامعة الزقازيق الدكتور سعد سليمان، إن سد النهضة سيحجز 74 مليار متر مكعب من المياه "ما يوازي حصة مصر والسودان معا"،
مشيرا إلى أن "النية هنا قد تكون سيئة من جانب إثيوبيا، التي قد تطلب بيع المياه
لمصر والسودان أو تمرر جزءا منها مقابل بيعها لإسرائيل".
وبخصوص الحلول المتاحة أمام الدولة المصرية بمجال الزراعة، أكد الخبير الزراعي
بحديثه لـ"عربي21" أنه "يمكن استنباط أصناف زراعية مقاومة للجفاف والملوحة، توفر من 15 إلى20 مليار متر مكعب خلال 5 إلى 7 سنوات".
وأوضح أن ذلك الحل "يكلف على
أقصى تقدير 100 مليون جنيه، بدلا من رصد 900 مليار جنيه لعمل محطات تحلية وتنقية"،
مشيرا إلى أن "الكمية التي سيتم توفيرها من الزراعة تكفي للاستهلاك الآدمي والصناعي".
الأكاديمي المصري ختم
بالقول: "نحن نظام لا يؤمن بالعلم".
"استسلم
لإثيوبيا"
ويعتقد رئيس مجلس إدارة مجموعة تنمية القيادة (LDG)
هاني سليمان، أن مصر سلمت ولو مؤقتا لضغوط إثيوبيا، "وتحاول أن تجد البديل بسرعة
ليكون حلا جاهزا في حالة الفشل الكامل في موضوع السد".
سليمان أوضح لـ"عربي21" أنه برغم أن هذه الحلول مكلفة كالعادة
لميزانية البلاد، إلا أنه "إذا لم يكن هناك بديل، فلا مفر منها".
اقرأ أيضا: السيسي: مصر عرّت كتفها ودخلنا فقرا مائيا.. ونشطاء يجيبونه
السيسي: مصر عرّت كتفها ودخلنا فقرا مائيا.. ونشطاء يجيبونه
ما هي دلالات ظهور سامي عنان بالمشهد المصري بهذا التوقيت؟
كيف تفاعل رواد مواقع التواصل مع رد السيسي على محمد علي؟