أثار دخول القيادي بشبيبة العدالة والتنمية المحامي محمد أمكراز بتشكيلة الحكومة المغربية إثر التعديلات الأخيرة، اهتمام النخبة السياسية المغربية.
فبينما رأته قيادة العدالة والتنمية اعترافا رسميا بدور شبيبتها وقدرتهم على تأطير الشباب وتحصينهم من تيارات الغلو والتطرف، رآه خبراء سياسيون بأنه جزء من صراعات العدالة والتنمية الداخلية، ورسالة لإضعاف موقع الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران داخل الشبيبة.
فقد اعتبر القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين تعيين المحامي الشاب محمد أمكراز وزيرا للشغل في الحكومة الجديدة بمثابة اعتراف من أعلى قمة هرم الدولة بالدور الكبير الذي تقوم به شبيبة العدالة والتنمية، كمنظمة وطنية كبيرة نجحت في تأطير آلاف الشباب المغاربة وتربيتهم على قيم الالتزام والعمل والتضحية والمشاركة السياسية والنضال الديمقراطي، وتحصينهم من تيارات الغلو والتطرف واتجاهات الانعزال والعدمية".
وأكد حامي الدين في تدوينة له على حسابه بموقع "فايسبوك"، أن هذا التعيين يفرض على الشبيبة وعلى مكتبها الوطني أن يلتقط هذه الإشارة، من أجل مضاعفة الجهود، والمزيد من الإبداع في تأطير الشباب المغربي وإدماجهم في دينامية التدافع السياسي على أرضية أطروحة البناء الديموقراطي، والاستمرار كضمير للحزب وللشبيبة المغربية".
وقد أعاد رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، نشر تدوينة حامي الدين، مرفوقة بالتعليق التالي: "تعيين المحامي الشاب محمد أمكراز وزيرا للشغل في الحكومة الجديدة أثار الاهتمام واعتراف بجهود شبيبة العدالة والتنمية في الرقي بالعمل السياسي، هذا تعليق للأستاذ حامي الدين حول ذلك"، وفق تعبيره.
تعيين المحامي الشاب محمد أمكراز وزيرا للشغل في الحكومة الجديدة أثار الاهتمام واعتراف بجهود شبيبة العدالة والتنمية في الرقي بالعمل السياسي، هذا تعليق للأستاذ حامي الدين حول ذلك pic.twitter.com/ET9mhkrxdk
أما الكاتب والإعلامي المغربي نورالدين لشهب، فقد أكد في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "تعيين الكاتب العام لشبيبة العدالة والتنمية محمد أمكراز وزيرا في حكومة العثماني، هو بمثابة دخول لبيت أبي سفيان، هو عبارة عن طعن لبنكيران في الظهر وإضعاف له ليس إلا".
وأشار لشهب إلى أن أمكراز الذي كان من أنصار عبد الاله بنكيران، "مسح تدويناته كلها التي أطلقها ضد عزيز أخنوش، استعدادا لمهمته الجديدة في الحكومة"، وفق تعبيره.
وكان عبد الإله بنكيران، شن في لقاء مع شبيبة حزب العدالة والتنمية أواخر تموز (يوليو) الماضي هجوما على رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان مصطفى الرميد بسبب التأثير الذي مارساه على الأمانة العامة والفريق النيابي من أجل التصويت على مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين، رغم تنصيصه على فرنسة المواد العلمية والتقنية.
وقال بنكيران: "لا ألوم باقي الإخوان، أنا ألوم سعد الدين العثماني والرميد، واعتبر أن الموقف الذي اتخذاه يعتبر خطأ جسيما".
هذا واحتضن مقر وزارة الشغل بالرباط، اليوم الخميس، وبحضور عدد من الأطر والموظفين بالوزارة، حفل تسليم السلط بين محمد يتيم، ومحمد أمكراز وزير الشغل.
وقد أشاد محمد يتيم، (خرج من الحكومة الجديدة) بخلفه محمد أمكراز وزير الشغل الجديد، واصفا إياه بـ "الحقوقي والمناضل الذي يؤطر شباب الحزب"، مؤكدا أنه "أهل للثقة الملكية، وطاقة شبابية".
وكان الملك محمد السادس، قد عيّن أمس الأربعاء، محمد أمكراز، في منصب وزير الشغل والإدماج المهني.
وقد نشرت وسائل إعلام مغربية اليوم تعريفا بمحمد أمكروز، فهومحام بهيئة أكادير والعيون، حاصل على الماستر في قانون الأعمال. تقلد عدداً من المهام والمسؤوليات داخل شبيبة العدالة والتنمية، من بينها عضو المكتب للشبيبة، رئاسة اللجنة المركزية للمنظمة، ورئاسة المؤتمر الوطني السادس للشبيبة، وكاتبا وطنيا للشبيبة. كما تم انتخابه برلمانيا خلال الولاية السابقة ضمن لائحة الشباب. وكان عضوا بلجنة العدل والتشريع بمجلس النواب. وهو رئيس فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية بجهة سوس ماسة. وهو مستشار جماعي ببلدية أكادير، وعضو المكتب التنفيذي لجمعية محامون من أجل العدالة.
إقرأ أيضا: تعديل وزاري في المغرب يشمل 21 حقيبة وزارية