كشفت منظمة أوبك عن رغبتها في تخفيف التوتر الحاصل بين إيران والسعودية بتدخل روسي، لتحقيق الاستقرار في سوق النفط.
ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء، اليوم الاثنين، عن أمين عام أوبك، محمد باركيندو، قوله إنه من السابق لأوانه أن تبحث المنظمة تعميق تخفيضات إنتاج النفط على الرغم من انخفاض الأسعار.
وقال باركيندو، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تعول على روسيا للمساهمة في تخفيف التوتر بين إيران والسعودية بهدف المساعدة في تحقيق الاستقرار بسوق النفط العالمية بحسب ما نقلته تاس.
ورجح وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أن تبقى أسعار النفط قرب 50 دولارا للبرميل، على الأمد الطويل، نظرا لازدهار الإنتاج في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، وهو ما يعوض نقص الإمدادات من إيران وفنزويلا، وهبوط الإنتاج بسبب أحداث مثل الهجوم في الشهر الماضي على منشأتين نفطيتين في السعودية.
وقال: "نسى الجميع أسعار النفط عند 100 دولار للبرميل، نحن نتعايش بافتراض أن السعر عند 50 دولارا على الأمد المتوسط ... ميزانيتنا في 2019 قائمة على سعر النفط عند 43-45 دولارا للبرميل".
وأضاف: "إذا كانت الضرورة قد اقتضت، كنا مستعدين للقيام بتحرك منسق. كان لنا اتصال مع الوزير السعودي... قال إنهم يتصرفون. وشعرت بأنه لم تكن هناك حاجة لأي إجراءات استثنائية".
وتابع: "قلنا إن لدينا طاقة إنتاجية فائضة تبلغ حوالي 300 ألف برميل يوميا، لكن قدرتنا اليوم أعلى لأن الشركات واصلت الاستثمار (خلال خفض الإنتاج)" مؤكدا أن طاقة روسيا الإنتاجية الفائضة تبلغ حوالي 500 ألف برميل يوميا".
وأوضح، أن روسيا يجب أن تصلح نظام الضرائب على النفط حتى تستطيع استغلال احتياطيات حالية ليس لها جدوى اقتصادية تُقدر بنحو عشرة مليارات طن، إضافة إلى تعزيز هوامش أرباح المنتجين لزيادة قدراتهم التنافسية في مواجهة منافسين مثل شركات إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن إنتاج النفط في روسيا، التي تملك احتياطيات من الخام تُمكنها من الحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية لما يزيد عن 50 عاما، ربما تنخفض إذا ظل النظام الضريبي بدون تغيير.
أقرأ أيضا: "أوبك": السعودية تستعيد طاقتها الإنتاجية كاملة
وقال نوفاك، في مقابلة مع رويترز "لدينا أعلى ضرائب على النفط في العالم. تبلغ في المتوسط 68-70 بالمئة من الإيرادات. لكن في حالة حقول غرب سيبيريا، التي لا تتمتع بإعفاءات ضريبية، على سبيل المثال، ترتفع الضرائب إلى 85 بالمئة".
وأردف: " "لدينا احتياطيات كبيرة، لكن جزءا كبيرا منها بلا جدوى اقتصادية في ظل النظام الضريبي الحالي، الذي لا يتيح لنا زيادة الإنتاج بشكل كبير".
وكانت روسيا لفترة طويلة أكبر منتج للنفط الخام في العالم، قبل أن تتجاوزها الولايات المتحدة العام الماضي، حيث قفز الإنتاج الأمريكي بفضل طفرة النفط الصخري.
وترتفع تكلفة إنتاج النفط في روسيا أعلى من السعودية، أكبر بلد مصدر الخام في العالم، ولكنها أقل منها في الولايات المتحدة نظرا لضعف العملة المحلية وسهولة الاستخراج من الاحتياطيات وانخفاض تكلفة الخدمات النفطية.
ونظم نوفاك، الأسبوع الماضي أول اجتماع منذ وقوع الهجمات بين الأمير عبد العزيز ووزير النفط الإيراني بيجن زنغنه على هامش أهم منتدى للطاقة في روسيا.
وتُلقي السعودية بمسؤولية الهجمات على منافستها الإقليمية إيران، وهي التهمة التي تنفيها طهران.
مباحثات التجارة تصعد بالدولار والذهب.. وتباين بأسعار النفط
موسكو تعتزم تأجيل مشروع نفطي بعد اتهام واشنطن بعرقلته
غزل إيراني-سعودي في مؤتمر للطاقة بموسكو.. والنفط ينتعش