عقوبات أمريكية ضد أوروبا على خلفية نزاع تجاري منذ 15 عاما

فرضت الولايات المتحدة، رسوما عقابية على سلع وبضائع أوروبية، بقيمة 7.5 مليار دولار، على خلفية حكم من منظمة التجارة العالمية لصالح واشنطن في نزاع تجاري أمريكي أوروبي عمره 15 عاما، فيما هددت بروكسل بالرد من خلال فرض رسوم مماثلة على بضائع أمريكية.

وجاء القرار الأمريكي، بعد صدور حكم لصالح واشنطن من منظمة التجارة العالمية، في النزاع القائم منذ نحو 15 عاما بين شركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات، ومنافستها الأمريكية "بوينغ" حول "الدعم الأوروبي غير المشروع" للأولى، الذي "ألحق ضررا بالغا" بالأخيرة.

"دعم غير مشروع"

وأعلن مسؤول في مكتب الممثل التجاري الأمريكي أن الولايات المتحدة ستفرض رسوما عقابية على الاتحاد الأوروبي اعتبارا من 18 تشرين الأول/ أكتوبر.

وقال المسؤول، بحسب رويترز، إن واشنطن ستفرض على الاتحاد الأوروبي زيادة جمركية بنسبة 10 بالمئة على الطائرات، وليس قطع غيارها، وبنسبة 25 بالمئة على سلع أخرى بما فيها المنتجات الزراعية والصناعية.

وأضاف: "قرار منظمة التجارة العالمية يجيز زيادة الرسوم بنسبة مئة بالمئة، لكن واشنطن قررت عدم الذهاب إلى هذا الحد، سعيا منها لإيجاد حل للنزاع القائم منذ 15 عاما".

وتوقع الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر، في بيان له، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أن تبدأ المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "قريبا" لحل النزاع القائم حول الدعم الذي تتلقاه "إيرباص".

وأوضح أن "الدعم غير المشروع لشركة إيرباص لصناعة الطائرات، ألحق ضررا بالغا، بالصناعة الأميركية وعمالها".

وتابع لايتهايزر: "نتوقع الدخول في مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بهدف إيجاد حل لهذه القضية يصب في مصلحة العمال الأمريكيين".

قائمة العقوبات

وشمل القرار الأمريكي، رسوما جمركية نسبتها 25 بالمئة على قائمة سلع منها: بينها النبيذ الفرنسي والجبن الإيطالي والويسكي الأسكتلندي المقطر مرة واحدة، إلى جانب السترات والكنزات والكشمير والملابس الصوفية المصنعة في بريطانيا، فضلا عن الزيتون الفرنسي والألماني والإسباني ونقانق لحم الخنزير ومنتجات أخرى للحم الخنزير مثل لحم الفخذ الخلفي، والقهوة الألمانية.

واستثنت القائمة بعض المنتجات من الرسوم الجديدة، مثل النبيذ الإيطالي، كما أن رسم الطائرات لن يسري على المكونات، ما سيعفي إنتاج "إيرباص" في ولاية ألاباما الأمريكية من زيادة التكاليف، وكذلك استخدام "بوينغ" للمكونات الأوروبية في طائراتها.

وفي المقابل ينتظر الجانبان الأوروبي والأمريكي، قرار منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم التي يمكن أن يفرضها الاتحاد الأوروبي على الولايات المتحدة ردا على مساعدة الحكومة الأمريكية المقدمة إلى بوينغ. ومن المتوقع صدور هذا الحكم العام القادم.

وقالت المفوضية الأوروبية، التي اقترحت أن تفرض رسوما جمركية على بضائع أمريكية بقيمة 20 مليار دولار، إنها تأمل في التوصل إلى تسوية.

وأضافت المفوضية "لكن إذا قررت الولايات المتحدة فرض تدابير مضادة مرخصة من منظمة التجارة العالمية، فستدفع الاتحاد الأوروبي إلى فعل الشيء نفسه".

"إيرباص ترد"

وذكرت "إيرباص"، أن صناعة الطيران في كل من أوروبا والولايات المتحدة سوف تتأثر إذا ما فرضت واشنطن رسوما على الطائرات أو أجزاء من الطائرات عقب حكم أصدرته منظمة التجارة العالمية اليوم.

وقالت الشركة الأوروبية المصنعة للطائرات،في بيان لها، إن نحو 40 بالمئة من إجراءاتها المتعلقة بالطائرات تأتي من الموردين الأمريكيين وتوفر سلسلة الإمداد الخاصة بها 275 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت إيرباص: "في حال تطبيق الرسوم، سوف تتضرر كل الصناعة العالمية"، مشيرة إلى أن حكما آخر لمنظمة التجارة العالمية في الشهور المقبلة سوف يحدد الإجراءات المضادة التي يمكن أن يتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن واردات أمريكا في قضية متوازية بشأن الدعم المالي من جانب الولايات المتحدة لشركة "بوينغ" المنافسة.

وتابعت إيرباص: "السبيل الوحيد للحيلولة دون الآثار السلبية لهذه الرسوم هو توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لحل نزاعهما القائم منذ فترة طويلة من خلال تسوية يتم التفاوض عليها".