أثار إعلان وسائل إعلام ليبية محسوبة على اللواء المنشق خليفة حفتر إطلاق سراح النائبة المختفية سهام سرقيوة جدلا، لا سيما بعد أن نفت مصادر قريبة من عائلتها عودتها.
وفي الرابع من الشهر الجاري جدد مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة، الدعوة إلى كشف نتائج التحقيق في حادثة خطف عضو مجلس النواب عن مدينة بنغازي سهام سرقيوة.
وقال سلامة حينها إنه "لا أنباء حتى الآن عنها، مطالبا خلال إحاطته الدورية حول تطورات الأوضاع في ليبيا التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي "السلطات في شرق ليبيا كشف مصير النائبة سرقيوة بعد خطفها، وإعلان نتائج التحقيق في الحادث الذي وعدت به".
اقرأ أيضا: مجلس النواب الليبي يحمل حفتر مسؤولية اختطاف النائبة "سرقيوة"
وقبل أيام، نشرت عدة وسائل إعلامية قريبة من حفتر خبرا يفيد بعودة سرقيوة إلى منزل ذويها بعد الإفراج عنها من الجهة التي كانت تحتجزها منذ الـ 17 من تموز/يوليو الماضي.
ونقلت قناة "218" التي تقول إنها تبث من لبنان أن سرقيوة "موجودة في منزلها وأنها تتمتع بصحة جيدة ولم تتعرض لأي عنف، لكنها أشارت إلى أنها تعاني من وضع نفسي سيئ، دون أن تحدد سببا لذلك".
إلا أن وسائل إعلام أخرى محسوبة على حكومة الوفاق نقلت عن مصدر من وزارة الداخلية في بنغازي قوله إن "مصير سرقيوة لا يزال مجهولا حتى اللحظة"، كما نفى مصدر مقرب من عائلتها الأخبار المتداولة حول إطلاق سراحها وعودتها إلى منزلها.
وأوضح المصدر لقناة "ليبيا الأحرار" أنه "حتى اللحظة لم يعرف المكان أو الجهة التي تحتجز النائبة سرقيوة"، وهو ما أكده أيضا ناشطون وحقوقيون على وسائل التواصل الاجتماعي.
مصادر ليبية قالت لـ"عربي21" إن هناك "محاولات تشويش لمقربين من حفتر على قضية سرقيوة من خلال نشر أخبار أنها عادت أو أنها ما زالت على قيد الحياة".
وتشير المصادر إلى أن تكثيف الأخبار التي تفيد بعودتها "تهدف إلى إرغام أهلها والمقربين منها على عدم طرح موضوعها".
اتهامات "التشويش" أكدها الإعلامي الليبي عيسى عبد القيوم الذي نشر السبت الماضي على حساباته في التواصل الاجتماعي اتهاما لمدير قناة "218" هدى السراري قال فيه إنها اتصلت به، وطلبت منه نشر خبر الإفراج عن سرقيوة "لغرض نشر شائعة أثناء جلسة حقوق الإنسان".
وأضاف عبد القيوم: "عند اتصالي بعائلتها أكدوا لي بأنهم لا يعرفون مكانها حتى الآن.. استغربت جدا من طلب السيدة هدى، نحن قضيتنا عادلة لا تحتاج للكذب والتدليس، ولهذا أنا تعهدت بأن أنشر الحقائق فقط، السيدة سهام قتلت من قبل جماعات إرهابية"، حسب تعبيره.
ويتداول ناشطون أنباء عن مقتل سرقيوة من قبل الضابط في قوات حفتر محمود الورفلي الذي تتهمه الأمم المتحدة بارتكابه جرائم حرب وطلبت تسليمه لمحكمة الجنايات الدولية.
كما جددت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، الأسبوع الماضي مطالبتها للأجهزة الأمنية بمدينة بنغازي، بسرعة التحرك للكشف عن مصير سرقيوة، وحملت الخاطفين المسؤولية القانونية الكاملة إزاء سلامتها.
يذكر أن سهام سرقيوة هي برلمانية ليبية من شرق ليبيا وكانت من المؤيدين لقوات حفتر، قبل أن تعارض الهجوم العسكري الذي شنه الأخير على العاصمة طرابلس في نيسان/ابريل الماضي.
وتحدثت تقارير صحفية ليبية أن سرقيوة جرى اختطافها منذ أكثر من شهرين من قبل الكتيبة 106 التابعة لخالد حفتر نجل اللواء المنشق ولم يعرف مصيرها إلى الآن.