قال كاتب إسرائيلي إن "الأحاديث الصحفية في الأيام الأخيرة حول توافد آلاف المصريين باتجاه ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة تشكل أرضية لإمكانية انفجار الوضع الاقتصادي في وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، حتى لو ساهم أنصار الإخوان المسلمين بتضخيم ما حصل".
وأضاف
يارون فريدمان بمقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمتها "عربي21" أن "العناوين المركزية في نشرات الأخبار وشبكات التواصل الاجتماعي جاءت
دراماتيكية، وتحمل مضامين "الثورة المصرية عادت من جديد"، "المظاهرات
العارمة تجتاح ميدان التحرير"، "الآلاف يدعون لإسقاط نظام السيسي"".
وأوضح
فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، والباحث بالشؤون الإسلامية بمعهد التخنيون
بجامعة حيفا، أنه "لو كانت مزاعم أنصار السيسي أن ما حصل لم يكن سوى مظاهرات
قليلة، فلماذا أثرت لهذا الحد في أوساط داعمي النظام، ولماذا استنفرت وسائل الإعلام
المصرية التابعة للنظام لمهاجمة وسائل إعلام أخرى، خاصة الجزيرة القطرية".
وأشار
فريدمان، المستشرق الإسرائيلي أنه "بغض النظر عن صحة الأرقام المتداولة
للمتظاهرين، دقيقة كانت أم مبالغ فيها، فإننا أمام حالة جديدة اسمها كسر حاجز
الخوف لدى المصريين، بعد أن وجه رجل الأعمال المصري محمد علي الجماهير المصرية
بالخروج للتظاهر، وإسقاط نظام السيسي، الذي اتهمه ورجاله بالفساد، وبناء القصور
على حساب أموال المصريين، في الوقت الذي لا يجد فيه ملايين المصريين ما يأكلونه".
وأكد
أن "وسائل إعلام عالمية مثل وكالة رويتر وقناة (بي بي سي) العربية والصحافة
الفرنسية نشرت معطيات أكثر دقة من الجزيرة، لكن جميعها، الموضوعية والمضخمة،
توافقت على وجود مظاهرات في عدد من المدن المصرية، كالعاصمة القاهرة والجيزة ودمياط
والمحلة والمنصورة، وتم تفريقها بالغاز المسيل للدموع، بمشاركة مئات المصريين".
اقرأ أيضا: اشتباكات بالسويس خلال تظاهرة معارضة للسيسي (شاهد)
وأضاف أنه "رغم هذه الأعداد المتواضعة، فإننا أمام حدث خارق من نوعه في مصر، بسبب الدعوات التي صاحبت المظاهرات، وتركزت في شعارات إسقاط السيسي، والدافعية المتوفرة لدى المتظاهرين للخروج إلى الشارع، رغم القوانين التي تحظر التظاهر، لكننا أمام تكرار لنماذج مظاهرات 2011 التي دعت لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، ونجحت آنذاك بإسقاطه".
وأوضح
أن "المظاهرات المصرية مناسبة للحديث عمن يقف وراءها، ونحن نرى تحالف
المطاردين من نظام السيسي وهما: جماعة الإخوان المسلمين وحركة حقوق المواطن، وهما
قوتان لا تشتركان في روابط أيديولوجية، لكنهما تتقاسمان في ملاحقة السيسي ونظامه
لهما، لأن انقلاب السيسي لم يكن ديمقراطيا، وقوانين الطوارئ التي سنها في عهده
تمكنه من اضطهاد خصومه، وقمع المظاهرات، والاعتقالات بدون محاكمة".
وأشار إلى أن "الصحفيين المصريين لا يجرؤون على انتقاد النظام، ومعظمهم مجندون للدفاع
عنه، كما أن غالبية الشعب المصري لا تشعر بأي إصلاحات اقتصادية يتحدث عنها السيسي،
ولا يستفيدون من عوائد المشاريع التي بادر إليها نظامه، مثل المدن الكبيرة
والجديدة وتوسيع قناة السويس، بل إن معدلات الفقر في مصر متنامية، وما يزيد عن 30%
من الشعب المصري يعيشون تحت خط الفقر".
وختم
بالقول أن "الحقيقة الماثلة في المظاهرات المصرية أن هناك قنبلة متكتكة في
وجه السيسي اسمها المشكلة الاقتصادية الاجتماعية، وانفجارها بات مسألة وقت ليس أكثر،
وفي حال لم يشعر المواطن المصري بأي تحسن في المدى المنظور، فإننا أمام عودة جديدة
لمظاهرات 2011، وسنكون أمام امتحان جديد لنظام السيسي، مع أن اسم إسرائيل تردد في المظاهرات،
باعتبار السيسي صديقا لها، وعدوا للشعب المصري".
هذه أبرز مكاسب مظاهرات الجمعة ضد نظام السيسي
ماذا وراء السماح للمتظاهرين ضد السيسي بدخول ميادين مصر؟
مختصون: هذه الملفات المطروحة خلال زيارة السيسي للكويت