قالت كاتبة إسرائيلية إن "العالم العربي يسلط أنظاره باتجاه الانتخابات الإسرائيلية، وإن المتابعة العربية الحثيثة لهذه الانتخابات في معظم أنحاء الشرق الأوسط، تشير إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والسعودية يؤيدان بقاء بنيامين نتنياهو في السلطة، في حين أن الملك الأردني عبد الله الثاني أقل حماسا منهما".
وأضافت سمدار بيري في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21" أن "هذه المتابعة العربية للدورة الانتخابية الثانية في "إسرائيل" من العام الجاري 2019 تتم بدون تدخل عربي واضح كما حصل في الدورة الأولى السابقة، فلم تجر اتصالات هاتفية بين الزعماء العرب ونتنياهو، أو توجيه دعوات له لزيارات عواصم عربية، رغم أن الاتصالات تتم في ذروتها بين هذه الأطراف مجتمعة".
وأوضحت بيري الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون العربية، أنه "لا لقاءات عربية إسرائيلية حتى اللحظات الأخيرة قبيل الانتخابات مع نتنياهو، خاصة في قصر الملك الأردني في العقبة، مع أن القاهرة لا تبدي حماسا للعثور على منافس لنتنياهو في حزب العمل، وعدم التواصل مع حزب أزرق-أبيض، أو القائمة العربية المشتركة بزعامة أيمن عودة".
اقرأ أيضا: هيرست: خطة نتنياهو لضم غور الأردن ستفتك بإسرائيل
وأكدت أن "مصر والأردن اللتين تمتلكان سفارتين في تل أبيب، لا تريدان التواصل مع جميع الأحزاب السياسية الإسرائيلية المتنافسة، لكن سفيريهما ودبلوماسييهما يرسلون التقارير الدورية تباعا لعواصمهما، وتفيد بأن نتنياهو لديه حظوظ كبيرة للفوز بهذه الانتخابات، رغم وجود إشارة تحذير بأن الخيارات كلها مفتوحة".
وأضافت بيري، التي تمتلك شبكة علاقات وثيقة مع عدد من العواصم العربية، أن "العالم العربي يفهم أن الانتخابات الإسرائيلية ليس فيها أسرار، ولا نسخ معدة سلفا من النتائج، بل كل الاحتمالات يمكن لها أن تشهد انقلابا في اللحظة الأخيرة".
وكشفت أنه "من الأهمية بمكان ذكر أن السيسي لم يلتق بيني غانتس حتى اليوم وجها لوجه، وفي حال سئل السيسي من يفضل من المرشحين الإسرائيليين، فسيكون جوابه على الفور نتنياهو، لأنه قدم له خدمات جليلة، فقد سمح له بتجاوز الاتفاقيات الموقعة بين الدولتين، وأدخل قوات مسلحة من الجيش المصري لسيناء، ويتحدث معه هاتفيا عن غزة وسيناء، ويتحدثان عن الزعماء العرب أكثر بكثير مما نتوقع أن نخمن".
وأضافت أن "نتنياهو عمل لصالح السيسي لدى الرئيس دونالد ترامب، حتى أن ترامب نادى السيسي مؤخرا "مرحبا بدكتاتوري المحبب"، وفي هذه العلاقة بالذات بين القاهرة وواشنطن توجد أصابع واضحة للجالس في مقعد رئيس الحكومة الإسرائيلية في تل أبيب".
اقرأ أيضا: هذه علاقة إسرائيل بتصعيد مصر الأخير ضد إثيوبيا وسد النهضة
عند الحديث عن خيارات الأردن، تشير الكاتبة إلى أن "الوضع في المملكة يبدو معقدا، فمن جانب واحد فإن التنسيق الأمني والعسكري على أشده بين عمان وتل أبيب، ومن جهة ثانية فإن إعلان نتنياهو عن ضم غور الأردن ترك ردود فعل سلبية في القصر الهاشمي، ويبدو أن الاردنيين يفضلون الجلوس مع رئيس حكومة إسرائيلية جديد، يشعرانه بمدى أهمية التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين لهما".
وانتقلت الكاتبة إلى أن "السعودية ترى أن نتنياهو مريح لها، خاصة على صعيد تبادل الرسائل السرية حول العدو الإيراني المشترك، ويمكن القول إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يتوافق مع نتنياهو في النظر للتهديد الإيراني، وكلاهما يتوجسان من لقاء مرتقب بين ترامب وروحاني".
وختمت بالقول إن "إسرائيل لديها ممثليات دبلوماسية هادئة في إمارات ودول الخليج، ولديها مبعوث يتجول في العالم العربي، وهو شخصية معروفة في أروقة الحكم العربية، ولا يعمل خلف ظهورهم، وفي كل لقاء يجمعه معهم يوجه له السؤال: من سيكون رئيس الحكومة القادم، وكيف سيؤثر على جملة العلاقات الثنائية العربية الإسرائيلية؟".
احتفاء إسرائيلي بـ"إنجازات" السيسي بتقييد حرية الإعلام
"سيناريو الفوضى".. مخطط نتنياهو بحال خسر الانتخابات
كيف يؤثر التصعيد العسكري على الانتخابات الإسرائيلية