فاجأ التونسيون
الكثيرين مع بداية ظهور المؤشرات المبدئية غير الرسمية، بعد صعود المرشح المستقل،
قيس سعيّد، ومرشح الحزب الجديد "قلب تونس" نبيل القروي، فيما تأخرت
الأحزاب المعروفة مثل النهضة ونداء تونس.
وحل مرشح حزب النهضة،
عبد الفتاح مورو، ثالثا، فيما جاء في المرتبة الرابعة حتى الآن، وزير الدفاع
عبدالكريم الزبيدي، وخامسا رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد.
واستنادًا إلى استطلاعات
الرأي وفي غياب النتائج الرسمية، انتقل القروي وسعيّد إلى الدورة الثانية.
الصحفي والإعلامي
التونسي سمير الخالدي، رأى في حديث لـ"عربي21" أن نتائج الانتخابات
المبدئية غير الرسمية حتى الآن، تقول إن الشعب التونسي عاقب كل من حكم منذ الثورة،
أو كان جزءا من الحكم بغض النظر عن توجهاته الفكرية.
ولفت إلى أن الشعب
يريد إيصال رسالة بأن الذين حكموا سابقا فشلوا على مدار 8 سنوات في تحقيق مطالب
الشعب التونسي.
وتابع بأن الشعب بحث
عن البديل ووجده في أستاذ القانون الدستوري، الذي لا يقف وراءه أي حزب سياسي،
ومدعوم من قوى الثورة والشباب، قيس سعيّد، والآخر رجل الأعمال وصاحب العمل الخيري،
ومؤسس الحزب الجديد جدا "قلب تونس" الذي نزل إلى المناطق المحرومة في
الشمال الغربي والوسط الغربي للبلاد.
اقرأ أيضا: مؤشرات: "سعيد" و"القروي" للجولة الثانية لرئاسيات تونس
وأضاف أن سعيّد رفض
المساعدة العمومية التي تعطيها الدولة للمترشحين، كما أنه رفض مساعدة رجال الأعمال،
وليس له علاقات كبرى في الشارع التونسي، بينما القروي كان يعمل عبر قناته الفضائية
الخاصة على الترويج للأعمال الخيرية، دون أن يكشف نوايا الترشح.
وأكد أن الاثنين تحدثا بلغة الشعب؛ الأول تحدث بلغة الشباب والثورة ومحاربة الفساد، والثاني تحدث بلغة
الفقراء وحاجات الناس الأساسية من طعام وشراب ودفء في الشتاء.
ونوه إلى أن النتائج المبدئية
تقول إن على الطبقة السياسية مراجعة نفسها، خصوصا في حركة النهضة التي استهلكها
الحكم، والخوف من العودة للسجون والمنافي، خصوصا بعد الانقلاب الأخير في مصر.
وعن انعكاس نتائج
الانتخابات الرئاسية على الانتخابات التشريعية المقبلة، قال الخالدي إن المستقلين
سوف يأكلون من خزانات الأحزاب، لا سيما النهضة الذي تراجع عن حظوظه في الاستحقاقات
الانتخابية السابقة، ونداء تونس الذي انقسم وانشق ولم يخرج منه أحد في المقدمة حتى
الآن.
وتابع بأن الدولة
العميقة تلقت ضربة قاتلة في الرئاسيات، وستتلقى ضربة مؤلمة في الانتخابات
التشريعية.
وختم بأن الشعب تمرد
على وسائل الإعلام التي قامت بتلميع بعض المرشحين، واستهزأت بآخرين، فانتخب ما
استهزأ به الإعلام، وخسر من تم تلميعه.
من جهته، أكد رئيس
الحكومة يوسف الشاهد احترامه لتقديرات نتائج الانتخابات التي أصدرتها مؤسسة
"سيغما كونساي" لسبر الآراء.
واعتبر الشاهد في تصريحات
صحفية بساعة متأخرة من ليل الأحد/ الاثنين، أن "نسبة المشاركة الضعيفة
في الانتخابات الرئاسية مؤشر سلبي على المسار الديمقراطي"، داعيًا إلى
"فهم لماذا صوت التونسيون هكذا؟".
اقرأ أيضا: كيف غطّت الصحف التونسية الانتخابات ومؤشراتها الأولية؟
السياسي التونسي ومرشح
حركة النهضة للانتخابات التشريعية المقبلة، موسى بن أحمد، قال إن الانتخابات ذاهبة
إلى أحد شخصين، الأول سعيّد الذي يعبر عن الرجل البسيط الذي يرى التونسيون أنفسهم
فيه، والقروي الذي يعدهم بإخراجهم من الفقر، وتواصل معهم على مدى أكثر من عام
وساعد الكثيرين بالطعام والشراب.
وقال إن النتائج تقول
أيضا إن الشق الثوري انهزم هزيمة نكراء بتراجع الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي،
وانهزم الشاب مخلوف المحسوب على شريحة الشباب الثوري، وانهزم ممثل حزب التيار مع
أنه ركز على فضح الفساد السياسي والمالي.
وأشار ابن أحمد أيضا إلى هزيمة
أحزاب الثورة المضادة برغم التدفق المالي من كل مكان، داخليا وخارجيا.
وتابع بأن حزب النهضة
جاء في الترتيب الثالث حتى الآن، بالرغم من انتقاد الأحزاب الثورية له.
وقال إن العقاب
الحقيقي والواضح كان من نصيب الإعلام المتخندق مع الفساد السياسي والمالي، وإعلام
الثورة المضادة.
وختم السياسي التونسي، بأن هذا الإعلام
بالرغم من تجنده لسنوات لتشويه الثورة التونسية ومن يمثلها، إلا أنه لم يفلح فيها،
متوقعا أن تختفي بعض الوجوه الإعلامية إلى الأبد بعد النتائج.
وبلغت نسبة الإقبال
على الاقتراع في عموم تونس 45 بالمائة عند إغلاق مراكز التصويت، بحسب هيئة
الانتخابات. بينما بلغت نسبة الإقبال في الانتخابات الرئاسية السابقة، عام 2014،
63 بالمئة.
تونس: رفض الإفراج عن القروي.. أسباب سياسية أم قضائية
حملات تونس الرئاسية تتصاعد.. وتباين بتفاعل الناخبين
إثارة المناظرات الرئاسية المتلفزة بتونس تنافس دوريات الكرة