دعا نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين في الجزائر، التهامي مجوري، النخب السياسية الجزائرية في الحكم والمعارضة إلى العمل على بناء الثقة بين الشعب والسلطة وتهيئة الظروف السياسية المواتية للذهاب إلى انتخابات رئاسية تكون جزءا من خارطة تحقق الانتقال الديمقراطي الذي يطالب به الحراك الشعبي.
وأكد مجوري في مقال له اليوم نشره بصحيفة "الشروق" الجزائرية، أن "الإنتخابات الرئاسية هي الغاية الكبرى، التي يهدف إليها كل سياسي عاقل لا سيما في مثل هذه الظروف التي تمر بها الجزائر، بسبب شغور منصب رئيس الجمهورية، إلا الذين يخافون من دكتاتورية الأغلبية، من الذين ألفوا أن يكونوا أقلية ساحقة لأغلبية مسحوقة، على حد تعبير الأستاذ علي بن محمد".
وشدد مجوري على أن "الأهم من هذه الغاية أو على الأقل المساوي لها، هي الضمانات التي تحقق نزاهة وشفافية هذه الانتخابات".
وأشار إلى أن "العقبة التي تعترض توجه الحراك الشعبي، هي الثقة المعدومة بينه وبين السلطة"، وقال: "هذا يحتاج إلى عملية ترميم فعلية وجادة، لا يمكن أن تتحقق الانتخابات الناجحة بدونها".
وأضاف: "هناك عقبة ثانية وهي استثمار المضادين لمطلب الرئاسيات في عدم الثقة هذه التي بين الشعب والسلطة، وهذا أيضا إن لم ينجح الشعب في التفريق بين موقفه من السلطة، وموقفه من هذه الطائفة التي ألقت به في المحرقة في بداية التسعينيات، لا يمكن لمسعى الرائاسيات أن ينجح، وإذا مرر المشروع بالقوة وبعدم توفير الشروط اللازمة، فإن مصير الرئاسيات سوف لن يكون ـ لا قدر الله ـ إلا كإخوانه من تجاربنا السابقة التي أفضت بنا إلى نتائج تقدس شخصا مقعدا.. وتنحني الرقاب إلى “كادر” كما انحنى مشركو مكة قديما لهبل واللات والعزى".
وأكد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، أن "الجزائر في منعرج خطير"، وأن "على الطبقة السياسية أن تتحمل مسؤوليتها في الموضوع، وتتحمل المسؤولية التي لا تقف عند القبول والرفض فحسب، وإنما باتخاذ المواقف الموضوعية المناسبة، والاستعداد الجاد لإنجاح المساعي بالتركيز على ممهداتها، والابتعاد عن مجرد الاصطفاف إلى هذه الجهة أو تلك".
وأضاف: "إن السلطة الفعلية والطبقة السياسية ـ من داخل السلطة وخارجها ـ مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالوقوف صفا واحدا في تفهم الموضوع بكل جد وصدقية، تأمينا للحياة السياسية من الانزلاق ـ لا قدر الله ـ، فمن يطالب بالشفافية من حقه أن يُضْمن له ذلك، ومن طالب بحقه في الوجود مستقبلا، من حقه أن يرى الأمن من الخوف..، نزعا لفتيل الأزمة، ذلك أن الذي يخاف على البلاد يملك ما يخاف عليه، ويحرض على بقائه واستمراره، أما الذي لا يخاف إلا على نفسه ودشرته، فإنه لا يملك ما يخاف عليه أصلا"، على حد تعبيره.
وكان قائد أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قد دعا الأسبوع الجاري إلى استدعاء هيئة الانتخابات قبل منتصف الشهر الجاري، حتى يتسنى تنظيم الاقتراع قبل نهاية السنة.
ورفض المشاركون في تظاهرات الجمعة الـ 29 بالجزائر اليوم، مقترح رئيس أركان الجيش بتنظيم انتخابات رئاسية قبل نهاية العام الجاري.
ورفع المتظاهرون الذين توافدوا نحو قلب الجزائر العاصمة شعارات تطالب بالتغيير وتنحية ما تبقى من رموز نظام بوتفليقة، كما رفعوا شعارات أخرى رافضة للانتخابات ولهيئة الوساطة والحوار، وطالبوا "بدولة مدنية وليست عسكرية".
وتداول نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي لفيديو تظهر فيه سيدة مسنة وهي تطالب بإعفاء رئيس أركان الجيش، الفريق قايد صالح من منصبه، داعية إلى رفض مقترحه لإجراء انتخابات مبكرة.
ومنذ 22 شباط (فبراير) الماضي، انطلق الحراك الشعبي في الجزائر لرفض العهدة الخامسة للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يرتفع سقف المطالب للمطالبة برحيل كافة أركان النظام السابق.
إقرأ أيضا: الجزائريون يتظاهرون للأسبوع الـ29 ويرفضون مقترح قايد صالح