أكد العضو المؤسس في حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة، الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت، أن اقتراح رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح دعوة الهيئة الناخبة يوم 15 من أيلول (سبتمبر) الجاري والدعوة لتنصيب الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات، ليست إلا محاولة فاشلة لإعادة إنتاج ذات عصابة الحكم.
وأبلغ زيتوت "عربي21"، اليوم الإثنين، أنهم في حركة "رشاد" بدأوا "اتصالات ومشاورات مع كافة ممثلي الحراك الوطني في الجزائر والنخب السياسية للتنسيق في كيفية التصدي لمحاولة قيادة الأركان الذهاب إلى انتخابات بذات أدوات الفساد التي أنتجت النظام السابق".
وشن المعارض الجزائري هجوما عنيفا على قائد أركان الجيش الفريق قايد صالح، واتهمه بالضلوع في قتل الجزائريين في تسعينات القرن الماضي، كما اتهم أبناءه والمحيطين به بالضلوع في عمليات فساد كبرى.
واعتبر زيتوت، في كلمة له بثها على صفحته على موقعي التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"فايسبوك"، أن "إعلان قائد الأركان بنفسه عن دعوة الهيئة الناخبة فيه تجاوز للدستور ولصلاحيات المؤسسة العسكرية المحصورة بالدفاع عن السيادة الوطنية وضمان حدود البلاد".
وأضاف: "كان الأصل أن يتولى مهمة دعوة الهيئة الناخبة إما الرئيس المؤقت أو رئيس الحكومة أو وزير الداخلية، ولأن القائد صالح لا يؤمن بكل هذا، فقد أعلن بنفسه منتهكا حتى لشكليات الدستور الذي وضعوه هم".
وأكد زيتوت، "أن الشعب يرفض انتخابات في ظل نظام العصابات، لأنها ستعيد إنتاج ذات النظام"، وقال: "لن نسمح لهذه الانتخابات بأن تمر، عبر الوسائل السلمية حتى لو أخرجوا الدبابات لمواجهتنا".
وجدد زيتوت الدعوة للتصعيد في مواجهة مخطط الجيش لفرض الانتخابات، وأشار إلى أن دعوة العصيان المدني التدريجي واحدة من الآليات، مشيرا إلى أن دعوة الهيئة الناخبة ستكون محطة حاسمة في مسار الحراك الشعبي، داعيا الجزائريين إلى تحمل مسؤولياتهم في مرحلة تاريخية وصفها بأنها "حاسمة ودقيقة"، وفق تعبيره.
إقرأ أيضا: هكذا تفاعلت أحزاب الجزائر مع مقترح استدعاء الهيئة الناخبة
وذكرت وكالة أنباء "الأناضول" في تقرير سابق لها أن اقتراح قائد الأركان بدعوة الهيئة الناخبة يأتي بعد أن كان منسق هيئة الوساطة والحوار في الجزائر، كريم يونس، قد أعلن، أن فريقه أنهى إعداد مقترحين لتعديل قانون الانتخابات وقانون لإنشاء الهيئة العليا للانتخابات، وأنهما سيعرضان في ظرف يومين على الطبقة السياسية، قبل اعتماد المشروعين تحضيرا للاقتراع الرئاسي.
واستدعى الرئيس الجزائري المؤقت عبد القادر بن صالح، في نيسان (أبريل) الماضي الناخبين لإقتراع رئاسي كان مقررا في 4 تموز (يوليو) الماضي، لكن هذا الموعد ألغي بسبب رفض الطبقة السياسية والشارع له بدعوى عدم توفر الشروط لتنظيمه.
وتعيش الجزائر، منذ 22 شباط (فبراير) الماضي، على وقع مسيرات شعبية، دفعت في 2 نيسان (أبريل) الماضي بعبد العزيز بوتفليقة (82 عامًا) إلى الاستقالة من الرئاسة.
فرنسا تتدخل وروسيا تتدارك.. ماذا يريد الخارج من الجزائر؟
تضييق على الحريات في الجزائر.. هل عاد زمن بوتفليقة؟
"لجنة الحكماء" بالجزائر.. نعمة أم نقمة على الحوار؟