نشرت مجلّة "
ذي غلوباليست" الأمريكية تقريرا
تحدّثت فيه عن مخطط ماكرون لتهيئة الظروف لتكوين صفقة بين
روسيا وإيران لفائدة
ترامب. ويعد ماكرون بصدد إعداد عرض مغر من شأنه السماح لروسيا بالعودة إلى مجموعة الثمانية وفقا لرغبات ترامب، مقابل أن تهدأ الخلافات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت
المجلة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سعى لإضفاء طابع خاص
على قمة مجموعة الدول الصناعية السبع التي عُقدت في بلدة بياريتز في
فرنسا من خلال
استضافته لوزير الخارجية
الإيراني محمد جواد ظريف. في المقابل، تم تجاهل الرئيس
الروسي، فلاديمير بوتين على الرغم من أنه يعتبر أفضل صديق له. ومن جهته، أوضح
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في السماح لروسيا مرة أخرى بالانضمام
لمجموعة السبعة.
وأفادت
المجلة أن مجموعة السبعة تأسّست سنة 1975 بهدف إيجاد حلول لأزمة النفط فضلا عن
تجاوز انهيار نظام بريتون وودز الذي تسبّب به ريتشارد نيكسون رئيس الولايات
المتّحدة آنذاك. وفي ذلك الوقت، كان لدى فاليري جيسكار ديستان، فكرة الجمع بين
الدّول التي تملك الاقتصاد الأقوى في العالم بما في ذلك اليابان. وبحلول سنة 1998،
ضم كل من بيل كلينتون وتوني بلير روسيا ليتغير اسم مجموعة السبعة ويصبح مجموعة
الثمانية.
وبيّنت المجلة أنه في سنة 1998، كان هناك أمل في أن يصبح لدى
روسيا اقتصاد موجه نحو السوق، مع التخلي عن جذورها الشيوعية وعن رأسمالية العصابات.
وعندما حاولت روسيا سنة 2014 ضم شبه جزيرة القرم وتسليح المقاتلين المناهضين لكييف
في شرقيّ أوكرانيا، لم تتمكن أقوى الدول في العالم سوى من التوقف عن دعوة بوتين
لحضور اجتماعات مجموعة الثمانية.
وأضافت المجلة أنه يجب الاعتراف بأن التوقف عن دعوة بوتين لم
يكن له أي تأثير على المنهج الذي يتبعه الكرملين مع أوكرانيا. وبالنظر إلى أن فشل
سياسة عدم التحدث التي اتبعتها مجموعة السبعة مع بوتين، يجادل ترامب بأنّ الوقت قد
حان لتتعامل دول مجموعة السبعة بلطف مع بوتين. وفي هذا الإطار، نظم ماكرون بذكاء
زيارة بوتين إلى المنتجع الصيفي الرئاسي الفرنسي في بريجانكون قبل ثلاثة أيام من
انعقاد قمة مجموعة السبعة في بياريتز.
وأفادت المجلة بأن ماكرون وبوتين عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا
طويلا في جنوب فرنسا حيث بدا الأمر كما لو أن بوتين توجه بالفعل إلى بياريتز. وفي
المقابل، عرض بوتين بداية جولة جديدة من حوارات نورماندي المزعومة مع الرئيس
الأوكراني الجديد فولوديمير زيلينسكي. ومن جهة أخرى، كان بوتين حاضرا على الأقل في
بياريتز من خلال دونالد ترامب الذي قال: "أعتقد أنه من الأنسب إشراك روسيا.
ويمكنني بالتأكيد أن أرى مجموعة الثمانية تجتمع من جديد".
وأوردت المجلة أنه كان من الصعب على ترامب نسيان خلافاته مع
إيران واستقبال ممثّلها بصدر رحب في القمة. لكن في محاولته لإظهار أنه المسؤول
الحقيقي عن تسيير الصفقة، حيث قدم ماكرون عرضا مغريا لترامب تمثّل في إعادة روسيا
إلى مجموعة الثمانية كما يريد ترامب، في مقابل أن يتراجع عن مواجهته لإيران والضغط
عليها.
وقالت المجلّة إنّ فرنسا وبقية دول أوروبا يريدون استعادة
العلاقات التجارية مع إيران، ما من شأنه أن يجعلهم يوافقون على طلب ترامب لإعادة
قبول بوتين في المجموعة مقابل التزام ترامب بالتخلي عن شن الهجمات الاقتصادية ضد
إيران.
وخلصت المجلة إلى أن هذا الاتفاق سيؤدي فيما بعد إلى مفاوضات
جادة تكون بمثابة فرصة حقيقية للتفاوض السلمي وفض النزاعات بين البلدين. ومن
جانبه، يدرك ترامب تماما هشاشة الاقتصاد الإيراني والحاجة الملحة لزعمائه لتحقيق
تقدم اقتصادي. ومن خلال التحدث مع كل من بوتين وممثّل الحكومة الإيرانيّة، قد
يساهم تدخل ماكرون في عودة الحياة من جديد إلى هذه القمة.
اقرأ أيضا: ظريف يخترق قمة السبع ويشترط.. أي أوراق قوة لدى إيران؟