اختتم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، قمته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة موسكو، وقال الأخير إنه "اتفق مع الأول على إزالة ما سماها كل العناصر الإرهابية من إدلب السورية".
وخلال مؤتمر مشترك بين الرئيسين، قال بوتين إن
"موسكو وأنقرة قلقتان من الهجمات في منطقة خفض التصعيد بإدلب، واتفقنا مع
أردوغان على ضرورة بقاء سوريا موحدة".
في المقابل، أشار أردوغان إلى أنه "اتخذنا خطوات
مهمة للغاية مع موسكو لحماية المدنيين في شمال سوريا"، مشددا في الوقت ذاته
على أن "بلاده لا يمكنها قبول الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين في إدلب، وأن
استمرار ذلك قد يعرض اتفاق سوتشي للفشل".
وتابع الرئيس التركي: "لا يمكننا الإيفاء
بالمسؤوليات الملقاة على عاتقنا بموجب اتفاقية سوتشي إلا بعد وقف هجمات النظام
السوري، وهدفنا وقف إراقة الدماء وإرساء أجواء الاستقرار في جارتنا سوريا التي
تتوق إليها منذ 8 سنوات بأسرع وقت".
وحول الآثار المتوقعة لهذه القمة، قال المحلل السياسي
التركي بكير أتاجان إن "زيارة أردوغان لموسكو لم تحقق هدفها بما يتعلق بإدلب
والملف السوري"، معتقدا أن "القرارات بشكل عام تأجلت للقمة الثلاثية
المقررة بإسطنبول منتصف الشهر المقبل بين أردوغان وبوتين والرئيس الإيراني حسن
روحاني".
اقرأ أيضا: أردوغان لبويتن: لن نفي بإلتزاماتنا بإدلب قبل وقف هجوم النظام
وتوقع أتاجان في حديث
لـ"عربي21" أن "يستمر القصف، لأن الطرفين متفقان على محاربة
الإرهاب"، مستدركا بقوله: "عملية معرة النعمان لن تحدث على غرار خان
شيخون، ومواقع المراقبة التركية لن تتغير، طبقا لاتفاق سابق بين الجانبين".
وأكد أتاجان أن "النظام
السوري سيكتفي في الوقت الحالي بما حققه على الأرض، وسيخفف من عملياته، لكنه
سيواصل عمليات القصف"، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه "إذا حاول النظام
قصف نقاط المراقبة التركية سيكون رد أنقرة قويا".
وتابع أتاجان: "إذا واصل
النظام قصف المدنيين بالعشوائية التي تعرضت له خان شيخون، فإن الأمور ستتغير
وسيكون لتركيا الحق بالتدخل، لأن ذلك يمس بأمنها القومي"، بحسب المحلل
السياسي التركي.
من جانبه، رأى المختص
بالعلاقات الدولية جلال سلمي أنه "حسب تصريحات أردوغان وبوتين، يبدو أن
العمليات العسكرية مستمرة على نحو ربط شدتها أو خفتها لمدة تجاوب فصائل المعارضة
وخاصة جبهة النصرة، بتطبيق المتفق عليه بين أنقرة وموسكو منذ عام 2017، وهو إدارة
إدلب على نحو تشاركي".
كسب الوقت
وأشار سلمي في حديث
لـ"عربي21" إلى أن "زيارة أردوغان لموسكو هدفها الأساسي ما يحدث في
سوريا وتحديدا بإدلب"، موضحا أن "الرئيس التركي حمل معه توجهات بلاده
نحو الذهاب إلى شرق الفرات".
وأكد أن "الأمور ستكون
إيجابية في ملف الوجود التركي شرق الفرات، لأنه بالنسبة لروسيا من الجيد أن تكون
تركيا في هذه المنطقة"، لافتا إلى أن "الملف الذي جرى بحثه بين تركيا
وإيران وروسيا في أستانا والمباحثات السابقة يتعلق بالأكراد".
وذكر سلمي أن "النقطة الثانية الأساسية في لقاء أردوغان مع بوتين تتعلق بإدلب"، معتقدا أن "الطرفين يحاولان كسب الوقت، ولا يوجد اختلاف بين أنقرة وموسكو، لأن اتفاقية سوتشي 2017 ضمنت للنظام السيطرة على إحدى المناطق الثلاث التي جرى تقسيمها بإدلب، والممتد إلى الطريق الدولي".
وبيّن أن "قمة أردوغان
وبوتين جاءت في إطار التأكيد على الاتفاقيات السابقة"، منوها إلى أن
"روسيا هي التي تضغط على تركيا، وجبهة النصرة تعد عائقا بين الطرفين".
اقرأ أيضا: صحيفة روسية: لا يمكن حل مشكلة إدلب دون حوار روسي تركي
ورحج سلمي أن يكون تصاعد
معارك إدلب مرتبطا بشكل أساسي، بقدرة تركيا على إقناع جبهة النصرة على تحويلها
لمجلس محلي، كما جرى الاتفاق بين أنقرة وموسكو في سوتشي2 بعام 2018، مستدركا
بقوله: "إذا لم يتم تطبيق هذا الأمر، فإن العمليات ستستمر".
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية أنه "لا يمكن حل الأزمة في إدلب دون مفاوضات بين الرئيسين الروسي والتركي"، مشيرة إلى أن "تركيا منزعجة من تصرفات قوات الأسد".
ولفتت الصحيفة الروسية إلى أن "انسحاب المقاتلين من بلدة خان شيخون جاء على الأرجح بغطاء تركي"، موضحة أن "ذلك يعني عمليا أن حل المشكلة لا بد أن يكون بحوار روسي تركي".
وكانت الرئاسة التركية أعلنت في وقت سابق، أن "أردوغان سيعقد قمة ثلاثية بأنقرة في 16 أيلول/ سبتمبر المقبل، بمشاركة بوتين وروحاني".
هذه وجهة النظام بعد خان شيخون والمعارضة تشن هجمات مضادة
التدخل الروسي في سوريا.. كشف حساب 4 سنوات
هكذا سيرجّح تدخل "الجيش الوطني" كفة المعارضة بإدلب