اتهم ناصر بوضياف، نجل الرئيس الجزائري الراحل، محمد بوضياف، 4 جنرالات بالضلوع في جريمة قتل والده، لافتا إلى أن الاغتيال "كان سياسيا بامتياز".
وأوضح بوضياف، في تدوينة نشرها في حسابه على "فيسبوك"، أمس الأحد، عزمه على رفع شكاية ضد الجنرالات المتهمين رسميا في أيلول/ سبتمبر المقبل في قضية اغتيال والده عام 1992، مشيرا إلى أن سبب تأخره في رفع الشكاية "هو تحضير ملف الاغتيال كاملا".
وقال بوضياف الابن إن المتهمين الرئيسيين في القضية هما وزير الدفاع الأسبق خالد نزار، وقائد المخابرات السابق محمد مدين، المدعو بـ"الجنرال توفيق"، موجها تهمة الاغتيال إلى خالد نزار، لأنه كان وزير الدفاع في ذلك الوقت وعضو المجلس الأعلى للدولة، وهو من أقنع "بوضياف" بالعودة من منفاه في المغرب وتولي شؤون الرئاسة، معتبرا أن صدور مذكرة توقيف دولية بحقه "يعد أمرا إيجابيا للغاية من المنظور القانوني، لأنه يساعد على فتح ملف بوضياف".
وأضاف ناصر بوضياف: "كما أني أضع الجنرال توفيق في درجة الاتهام ذاتها، فقد كان الرجل يقود جهاز المخابرات آنذاك ويوجد هو الآخر في السجن العسكري اليوم بتهمة التآمر على الجيش والمساس بالنظام العام".
وتابع: "كما أني أعتقد بضلوع أربعة من الضباط الكبار في اغتيال والدي، وتوفي منهم الجنرال العربي بلخير، رئيس ديوان الرئاسة، والجنرال عبد المالك قنايزية، الذي شغل لسنوات منصب نائب وزير الدفاع، في حين لا يزال نزار وتوفيق على قيد الحياة".
وأكد ناصر أن اغتيال والده كان "جريمة سياسية بامتياز"، وذلك بسبب مشروعه الذي أراد من خلاله وضع حزب جبهة التحرير الوطني في المتحف كونه الوحيد الذي كان يملك شرعية ذلك باعتباره من مؤسسيه، وكذلك عمله على إعادة الجيش إلى الثكنات وإبعاده عن السياسة وهو ما لم يرق لمن كانوا في الحكم في ذلك الوقت، معربا عن رفضه لما وصفها بفرضية "الفعل المعزول" التي يتحدث عنها المسؤولون الجزائريون في قضية اغتيال والده معتبرا إياها مجرد "كذبة" لا يمكن استمرار تصديقها إلى الأبد.
وحول اغتيال الملازم "لمبارك بومعرافي" للرئيس محمد بوضياف، قال ناصر إن الرأي العام الجزائري "بقي مشككا في حقيقة اغتيال بومعراف للرئيس بوضياف، وزادت الشكوك أكثر مع ظهور تصريحات سنة 2015 للأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، ألمح فيها إلى تورط الجنرال توفيق، ثم تصريحات رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله، الذي قال سنة 2017 إن من أتوا ببوضياف هم من نكبوه".
يذكر أن الرئيس الراحل محمد بوضياف اغتيل بطريقة استعراضية أثناء إلقائه خطابا في مدينة عنابة شرق البلاد كان منقولا على المباشر على التلفزيون الجزائري بتاريخ 29 حزيران/ يونيو 1992، في حادثة لا تزال عالقة إلى اليوم في أذهان الجزائريين.
اقرأ أيضا: حصري.. قضية "بوضياف" للواجهة مجددا ضد رؤوس كبيرة بالجزائر
الإفراج عن اثنين من موقوفي الحراك بالجزائر.. ووعود بالتهدئة
"لجنة الحوار" بالجزائر تدعو 23 شخصية للانضمام إليها
بعيدا عن صخب الإعلام وهدير الشارع.. هكذا يقضي بوتفليقة أيامه