في ظل سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات على عدن، والحراك السعودي تجاه الانقلاب، تثار التساؤلات عن غياب الرئيس عبد ربه منصور هادي عن المشهد اليمني في الآونة الأخيرة.
ولم يسمع عن هادي المقيم في السعودية أي صوت، أو تصريح صحفي مكتوب أو متلفز، يدين فيه انقلاب عدن، في ظروف تنذر بشبح تقسيم اليمن ما بين جنوب وشمال.
والأحد الماضي، في ظهور يتيم، التقى الرئيس اليمني هادي، بالعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، أعرب فيه الأخير عن رفضه لانقلاب عدن.
وأثنى هادي على موقف الملك سلمان الرافض "للانقلاب على مؤسسات الشرعية والتأكيد على موقف المملكة الثابت الداعم للشرعية ولوحدة اليمن وأمنه واستقراره".
وقبل أيام، انتقد وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، في مقطع فيديو، مؤسسة الرئاسة اليمنية قائلا: "لم تكن موفقة في صمتها المريب عما حدث ويحدث في عدن، كما انتقد السعودية على صمتها 4 أيام، "وشريكنا في التحالف (الإمارات) يذبحنا من الوريد إلى الوريد".
اقرأ أيضا: برلمانيون يطالبون هادي بإخراج القوات الإماراتية من اليمن
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، خالد عقلان، إن دول التحالف العربي اختارت هادي بعناية لأنه شخص ضعيف لكي يتمكنوا من تنفيذ أجندتهم على الأرض اليمنية بعناية.
ولم يستبعد عقلان، في حديثه لـ"عربي21"، ممارسة السعودية ضغوطا على الرئيس اليمني، لتقبل الواقع الجديد في الجنوب باليمن ولاسيما في عدن.
وأضاف، أن العجيب أن يمر انقلاب عدن دون أن يكون أي موقف حاسم من الرئاسة أو البرلمان اليمني، متسائلا بالوقت ذاته عن موقفها، وهل هذا الصمت يعني الرضا بما حصل؟
وأشار إلى أن الرئيس هادي، يقيم بالسعودية تحت الإقامة الجبرية، وينفذ وحكومته ما يملا عليهم، ما يجعلهم شركاء في الجريمة، ويسقط مشروعيتهم الدستورية أمام الشعب اليمني.
وأوضح أن هادي خائف من مصير مجهول، ويخشى على حياته، ويخضع لضغوط كبيرة من السعودية.
وحول دعوات للحوار مع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، أكد عقلان، على أنها تعد تقزيما واضحا للسلطة الشرعية، واعتبرها طرفا من أطراف الصراع في عدن.
وأضاف أن تلك الدعوات مسرحية من التحالف السعودي الإماراتي الذي يتحمل المسؤولية الكاملة عما ستؤول إليه الأوضاع بعد الانقلاب، لافتا إلى أن ما يجري هو فرز مناطقي خطير ينذر بتفجر حرب أهلية وتكرار لأحداث كانون الثاني/ يناير عام 1986.
وحول التوجه لمجلس الأمن وتقديم شكوى ضد الإمارات، بسبب تجاوزاتها في اليمن، شدد الكاتب اليمني على أن الرئيس هادي وحكومته أضعف من أن يقوموا بهذا الأمر، أو تحميل مسؤولية انقلاب عدن لأبو ظبي.
اقرأ أيضا: وزير يمني: التماهي مع الانقلاب يسقط مشروعية التحالف باليمن
بدوره قال عبد السلام محمد رئيس مركز أبعاد للدراسات، إن الرئيس اليمني واقع تحت الضغط السعودي بعدم اتخاذ أي خطوات أو قرارات عقب انقلاب عدن، قد تدفع الإمارات إلى فوضى أكبر في اليمن.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن الحكومة اليمنية بصمتها تنتظر خطوات عملية من المملكة، إلا أن كل تأخر يعطي الانفصاليين أهدافا جديدة لتحقيقها.
ورأى أن السعودية في وضع حرج حاليا، وتشعر بورطة حقيقية، وأن الإمارات وميلشياتها الانفصالية وضعوها في حرج كبير؛ فهي بين أن تترك المجلس الانتقالي يفرض الانفصال واقعا في كل الجنوب وبين المواجهة المباشرة مع الإمارات، وكلا الوضعين يضران باستراتيجية السعودية في المنطقة.
وأشار إلى أن السعودية حريصة على بقاء شرعية هادي في اليمن، لإضعاف جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على الشمال.
بدوره قال أستاذ علم الاجتماع السياسي، عبد القادر شمسان، إن الرئيس هادي، كان بإمكانه التوجه إلى مجلس الأمن، ويصبح التحالف منتهيا، وتتحول المسألة إلى المجتمع الدولي، إلا أنه لا يستطيع ذلك، والرياض أضعفت من سلطته حتى جعلته تابعا لها.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن هادي ليس لديه موارد مالية لتسليم المرتبات، أو إمدادات لوجستية لمد الجيش الوطني بالسلاح الثقيل والمتوسط، ولا يوجد لديه حكومة بجغرافية محددة؛ وعليه فهو يخضع لضغط السعودية التي توفر له كل ذلك.
اقرأ أيضا: الرياض ترسل لجنة لـ"متابعة انسحاب الانفصاليين" من عدن
وشدد الكاتب اليمني، على أن المطلوب من هادي رفع القضية إلى الأمم المتحدة، وعزل تلك المجموعات المدعومة من الإمارات في عدن، ومطالبة الشعب اليمني بالدفاع عن حقوقه.
واستدرك بأن الرئيس هادي فقد الكثير من الأوراق في الساحة اليمنية، ولا يوجد أي جماعات ضغط تسانده، ولا يستطيع الخروج من ثوب السعودية، التي عملت خلال الأربع سنوات على إيجاد نخب تابعة لها، وحكومة غير قادرة على التحرك من الداخل.
صمت الرياض من تحركات أبوظبي باليمن.. تكتيك أم فقدان للبوصلة؟
هذه هي انعكاسات تقليص الوجود الإماراتي على جنوب اليمن
MEE: لهذا يتواصل دعم تركيا لحكومة الوفاق الليبية