تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "رحلة السودان المحفوفة بالمخاطر نحو دولة أفضل"، حول السودان والتحديات التي تواجه البلاد في مسيرتها نحو التحول الديمقراطي.
وترى الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "نهاية حكم عمر البشير تفتح الطريق أمام البلد نحو التحول الديمقراطي، بشكل يكون مثالا للدول الأفريقية الأخرى".
وتشير الصحيفة إلى أنه "بعد أشهر من سفك الدم والتشاحن، سيوقع قادة المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة الديمقراطية يوم السبت إعلانا يحدد المسار نحو انتخابات متعددة الأحزاب والتحول للحكم المدني".
وتجد الافتتاحية أن "ما سيرشح من السودان، ستكون له أهمية عظيمة على أفريقيا كلها، ففي هذا العام أطاحت انتفاضة شعبية بزعيم عجوز في الجزائر، وفي الوقت الذي تم فيه قمع التظاهرات وبعنف في زيمبابوي، إلا أنها ستعود من جديد يوم الجمعة".
وتعلق الصحيفة قائلة، إن "أفريقيا هي القارة الأكثر شبابا في العالم، حيث يبلغ مستوى عمر السكان فوق التاسعة عشرة، وسكانها الذين يعيشون في الحواضر قلقون وبارعون في استخدام التكنولوجيا، ومصممون بشكل متزايد على التحكم في حياتهم".
وتقول الافتتاحية: "كما أظهر الربيع العربي، فإن الانتفاضات لا تنتهي عادة بشكل جيد، فيمكن سحقها أو هزيمتها، أو قد تنزلق إلى حرب أهلية كما في سوريا، وربما أدت إلى تغيرات إيجابية في دول يحاول فيها القادة العسكريون التمسك في السلطة، كما هو الحال في السودان الذي حكمه لمدة 30 عاما عمر البشير، الذي وضع ثقله مع الإسلاميين لحلب البلاد وتجفيفها".
وتلفت الصحيفة إلى أن "التظاهرات ضد البشير بدأت في كانون الأول/ ديسمبر، في احتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز، ثم تطورت إلى حركة احتجاج سلمية منظمة بشكل بارع، وشملت البلاد كلها، وقادتها النساء والمهنيون، الذين ظلوا يواصلون الكفاح حتى بعد مقتل العشرات، وفي النهاية استطاعوا إجبار الجيش على التحرك في 11 نيسان/ أبريل، وإزاحة البشير في انقلاب أبيض".
وتفيد الافتتاحية بأنه "بعد مواجهة شديدة بين المتظاهرين والمجلس الانتقالي وافق العسكر التخلي عن السلطة، على الورق على الأقل، للمدنيين في فترة مدتها ثلاثة أعوام، وسيتم نقل السلطة إلى مجلس سيادي من 11 شخصا، ستة من المدنيين والبقية من الجنرالات، وسيتم تعيين حكومة من التكنوقراط وبرلمان معين، وسيقود المجلس على مدى 21 شهرا زعيم عسكري، وبعد ذلك ستنقل السلطة لمدني سيشرف على عملية التحول الديمقراطي في عام 2022".
ولا تستبعد الصحيفة حدوث مفاجآت خلال الفترة المتفق عليها، مشيرة إلى أن "حكام السودان العسكريين لا يمكن الثقة بهم، ففي حزيران/ يونيو قامت القوى الموالية لنائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي محمد حمدان دقلو بحملة قمع محمومة ضد المعتصمين، اغتصبوا فيها النساء، وقتلوا 130 من المعتصمين، ورموا الجثث في نهر النيل، وفي الأسابيع الماضية قتل أربعة تلاميذ مدرسة، وأيا كان الدافع وراء توقيع القادة العسكريين على الاتفاقية، والضغط الدولي عليهم، فإن من الواضح أنهم لن يتخلوا عن السلطة".
وتعتقد الافتتاحية أن "القادة المدنيين لديهم الكثير من التحديات، ويجب أن يبدؤوا بضم النساء والشباب الذين قادوا التظاهرات، بالإضافة إلى الأقليات المضطهدة، خاصة في دارفور، وهناك مخاوف من عودة الإسلاميين الذين ارتبطوا بالبشير وإن بصورة مختلفة، وأخيرا فإن على المدنيين تعيين تكنوقراط قادرين، خاصة أن الاقتصاد انهار على مدى العقود، ومن الناحية النظرية، فإنه يمكن إنعاشه من خلال سياسات معقولة، ومن الناحية العملية فإن المهمة صعبة جدا، ولا يمكن التقليل من حجمها".
وتقول الصحيفة إن "على المجتمع الدولي القيام بدور للمساعدة، وقد فعل، فعندما خرجت المفاوضات عن مسارها، تدخل الإتحاد الأفريقي وإثيوبيا لجمع الأطراف، ووضعت واشنطن الضغوط على السعودية والإمارات، اللتين خففتا من دعمهما للجنرال حمدان، وعلى أصحاب التأثير التأكيد أنهم يراقبون الوضع".
وتختم "فايننشال تايمز" افتتاحيتها بالقول إنه "في النهاية يعتمد كل شيء على نتائج إيجابية، وهو طموح كبير، ولكن إن استطاع السودان تحقيق التحول لحكم أفضل فسيكون مثالا للآخرين".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
التايمز: اكتشاف عطر كليوباترا آخر ملكات مصر
فورين بوليسي: كيف تغلب الجيش السوداني على الثورة؟
MEE: حملة تطهير لإسلاميي السودان بعد انقلاب مزعوم