نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأسباب الكامنة وراء فرار النساء السعوديات خارج المملكة وطلب اللجوء في دول أجنبية أخرى على غرار كندا وبريطانيا.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مئات الفتيات الشابات يحاولن الهرب من المملكة العربية السعودية سنويا، ولعل دعاء ودلال، الشقيقتان اللتان تمكنتا من الفرار تعتبران آخر حالة في ظاهرة تنمو بشكل متزايد في السعودية. في المقابل، لا تنشر الحكومة السعودية أية أرقام حول النساء اللاتي تمكنّ أو بصدد محاولة الفرار من المملكة دون إذن والديهن وعائلاتهن منذ سنة 2015، عندما أبلغت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن حوالي 577 حالة فرار. والجدير بالذكر أن هذا العدد تزايد بشكل كبير بعد مرور حوالي خمس سنوات.
وأضافت أن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض أكدت أن حوالي 1000 شاب يغادرون المملكة بشكل سنوي، وذلك وفقا للبيانات التي أوردتها مجلة الإيكونوميست. وفي هذا الصدد، أفادت كل من دعاء ودلال أنهما فكرتا في الهروب من سلطة والدهما منذ زمن بعيد ولكنهما تريثتا أملا في تغير سياسة المملكة وقوانينها.
ومن جانبها، أكدت دعاء أنها هربت لأن والدها يريد إجبارها على الزواج القسري من رجل أكبر منها سنا. كما أجبرت العائلة المحافظة الفتاتين على ارتداء النقاب منذ عمر الحادية عشرة. وفي هذا السياق، أفادت كل من دعاء ودلال "لا نريد أن نتزوج من متطرف ديني رجعي، لا نرغب في أن نظل محبوستين في المنزل ونُمنع من إنهاء دراستنا".
وأردفت الصحيفة أن بعض النساء اللاتي حاولن الهروب من المملكة لم يحالفهن الحظ في إكمال المهمة وتم إرجاعهن قسرا إلى السعودية على غرار دينا علي السلوم. وقد تم إيقاف دينا في مطار نينوى أكوينو الدولي وترحيلها إلى المملكة ومنذ ذلك الحين، اختفت أخبارها كليا، ويخشى نشطاء حقوق المرأة في السعودية أن تكون دينا متواجدة داخل مركز احتجاز للنساء أو أن تتعرض لسوء المعاملة من قبل أسرتها. والجدير بالذكر أن السلطات أودعت الشابة مريم العتيبي في أحد هذه المراكز بعد أن أبلغ عنها والدها على إثر محاولتها الفرار.
إقرأ أيضا: "جنيف لحقوق الإنسان" يدعو للتحقيق بوفاة معتقل سعودي
وأردفت أن طالب عبد المحسن، وهو الناشط السعودي المقيم في ألمانيا الذي أطلق منتدى عبر شبكة الانترنت لا يمكن التوصل إليه سوى عبر شبكة خاصة افتراضية لتجنب تحديد موقعه بسهولة. الجدير بالذكر أنه تلقى من خلاله عددا هائلا من طلبات المساعدة على غرار "أريد اللجوء، أسرتي لن تسمح لي بالرحيل". في الأثناء، لم تبق السعودية مكتوفة الايدي بل أصبحت تتبع هواتف البنات عبر رمز الهوية الدولية للأجهزة المتنقلة.
وأوردت الصحيفة أن الحكومة السعودية حذّرت عبر حملة دعائية عبر مقاطع الفيديو أن النساء اللاتي يهربن من البلاد وعائلاتهن "يشكلن تهديدا كبيرا للأمن القومي للبلاد تماما مثل الإرهابيين". وفي هذا السياق، اعتبر الكثيرون أن الإجراء الذي أعلنته الحكومة السعودية الذي يسمح للنساء اللاتي تجاوزن سن الواحد والعشرين بإصدار جوازات سفر دون موافقة الوصي الذكوري مجرد "تغييرات تجميلية لإرضاء جمهور ناقد، وهو ما لن يؤدي إلى إحداث تغيير عملي حقيقي".
ونقلت عن توبي كادمان، محامي دعاء ودلال قوله: "يمكن أن يتغير القانون، لكن هذه الممارسة لن تغير القاعدة الثقافية التي تتبعها السعودية بين عشية وضحاها". وقد سلط كادمان الضوء على اعتقال السلطات السعودية لعدد من الناشطات اللواتي ينادين بحقوق المرأة بعد رفع حظر قيادة السيارة بالنسبة للمرأة. وتتمتع المرأة بإذن قانوني بقيادة السيارة، كما لا يزال الناشطون يقدمون تقارير موثوقة عن تعرض المعتقلين للإيذاء البدني والعقلي والجنسي.
وذكرت الصحيفة أن مسألة هروب النساء من منطقة الخليج العربي لا تمس المواطنات العاديات فحسب، وإنما طالت حتى بعض الأميرات اللاتي قررن الفرار من القصور الملكية لعل آخرها الأميرة هيا بنت الحسين زوجة حاكم دبي. وتعتبر الأميرة الأردنية المرأة الثالثة التي تحاول الهروب في العائلة الحاكمة الإماراتية. وقبل ذلك، حاولت الأميرات شمسة ولطيفة مغادرة دبي مرتين ولكن في كل مرة باءت محاولتهما بالفشل، وبقيتا منذ ذلك الحين رهن الاحتجاز.
بلومبيرغ: ما مخاطر الحد من سلطة حاكم السودان الفعلي حميدتي؟
الغارديان: الصمت على اضطهاد مسلمي الإيغور تواطؤ
أكسيوس: الصين جندت الدكتاتوريين لدعمها ضد الأويغور