قال كاتب إسرائيلي إن "إسرائيل تفقد رويدا رويدا من خلال حكومتها اليمينية الحالية السيطرة على مناطق "سي" في الضفة الغربية، لأن من يريد ضم هذه المناطق إلى حدود إسرائيل سيجد نفسه قريبا أمام أراض مكتظة بالفلسطينيين، لا أراض مفتوحة فارغة، وليس هناك إسرائيلي عاقل يريد أن تضم حكومته إليها نصف مليون فلسطيني، يكرهونها".
وأضاف غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة الإسرائيلية الراحل أريئيل شارون، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21"، أن "الحكومة اليمينية الحالية التي لم تشهدها إسرائيل من قبل في مبادئها اليمينية تفقد وجودها منذ سبعة أشهر بصورة ملحوظة، لأن تيار اليمين الإسرائيلي في الماضي كان يتقن العمل، أما اليوم فهو محترف في الكلام والشعارات".
وزعم أن "المزارعين اليهود يعانون من مشاكلهم في المستوطنات دون مجيب من الجهات الحكومية، يواصل الفلسطينيون زراعة أشجار الزيتون في مختلف مناطق الضفة الغربية بدعم من المنظمات المعروفة لإسرائيل، في حين أن أشجار الكرز والكروم التي يزرعها المستوطنون يتم اقتلاعها بصورة دورية، ولا أحد يسمع عن ذلك".
وأشار إلى أن "المزارعين اليهود في الضفة الغربية يعانون من شح مصادر المياه، وأحيانا ارتفاع ثمنها قياسا بما يدفعه اليهود داخل إسرائيل، فإنهم مستعدون للدفع، ولكن دون أن تتوفر المياه في الصنابير، في حين أن الفلسطينيين يستخدمون المياه بصورة مبذرة، وأحيانا يعبثون بمياه الصرف الصحي، بما يتسبب من أضرار بيئية".
وأكد أن "اللافت أن الحكومة اليمينية الحالية تكثر من الشعارات من قبيل: حقنا في هذه البلاد، سنبني في كل مكان كيفما نريد، سنضم مناطق سي، لكن المعطيات الواقعية تقول إن الفلسطينيين يواصلون سيطرتهم على مناطق "سي"، وبمساحات واسعة، مع العلم أنها مناطق خاضعة وفق اتفاقات أوسلو للسيطرتين المدنية والعسكرية الإسرائيلية، لكنهم يواصلون البناء والسيطرة على الأراضي دون إزعاج إسرائيلي".
وأورد الكاتب ما قال إنها "معطيات رقمية تتحدث عن نفسها، حيث تصل مساحة مناطق سي في الضفة الغربية لقرابة ثلاثة ملايين دونم ونصف، يسكن فيها نصف مليون إسرائيلي، لكن المساحة التي تقوم عليها منازلهم لا تتجاوز 2.5% من المناطق الإجمالية، في حين أن المناطق الصناعية ومعسكرات الجيش تصل مساحتها فقط إلى 8.5%، يسيطر عليها الإسرائيليون".
وأضاف أنه "في المقابل، يقيم في هذه المناطق مئتا ألف فلسطيني، 15 ألف منهم فقط يقيمون بصورة قانونية، وحسب القانون المطبق في الضفة الغربية فإن أي إنسان يسيطر على أي مساحة أرضية لمدة عشر سنوات يتحول لصاحبها، لكن هذا القانون يعود للفلسطينيين فقط، لأن إسرائيل وفقا لقرارات المحكمة العليا يجب أن تثبت ملكيتها لهذه الأراضي بالأوراق والوثائق القانونية، ما يجعلنا أمام الفلسطينيين مثل الأضحوكة".
وختم بالقول إن "الفلسطينيين يسيطرون على ثلاثين بالمئة من المساحة الإجمالية للأراضي في مناطق سي، معظمها بطريقة غير قانونية، وهذه النسبة تأخذ بالاتساع رويدا رويدا مع مرور الوقت، فيما إسرائيل تفقد صحراء الضفة الغربية، وصولا إلى فقدان مناطق سي كلها".
صحيفة إسرائيلية عن مستوطنين: إحساسنا بالأمن اهتز
هكذا يعمل معبر كرم أبو سالم التجاري بين غزة وإسرائيل
خبراء عسكريون يناقشون تبعات أي حرب ضد إيران على إسرائيل