قال كاتب إسرائيلي إن "سياسة الاغتيالات التي تنتهجها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تهدف للقضاء المبرم على المنظمات الفلسطينية المسلحة، وإنما تسعى لتهدئة اليهود المذعورين، والإثبات أن الأمن ما زال فعالا، لكن النتيجة أن هذه الاغتيالات تحافظ على مستوى متصاعد من الكراهية والخوف ضد العرب الساعين للقضاء على إسرائيل، إضافة إلى أن هذه الاغتيالات تقضي على أي فرص لنجاح العمليات السياسية".
وأضاف ران أدليست في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "الاغتيالات التي لا تعترف إسرائيل بمسؤوليتها عنها كما جرت العادة، لا تنجح بالقضاء على تطلعات الشعب الفلسطيني بالاستقلال، أو لتصفية المشروع النووي الإيراني، أو التواجد الإيراني في سوريا، الاغتيالات فقط هي المهدئ القومي لليهود الخائفين، وتقديم دليل إضافي على أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ما زالت تعمل على ما يرام".
وأكد أن "هذه الاغتيالات رغم الكثير من مبرراتها لا تخفي ما تمنى به المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من سلسلة الإخفاقات والفشل المتلاحق في كل الجبهات، سواء في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا، ما يطرح السؤال: ماذا سنجني إن حفرنا آلاف القبور لمن سنغتالهم في هذه العمليات السرية؟".
وأشار إلى أن "الاغتيالات التي تصادق عليها الحكومة الإسرائيلية تسفر عن إشاعة المزيد من أجواء الكراهية والخوف بين العرب والفلسطينيين، بل وتزيد من دوافع الانتقام والثأر لديهم، والنتيجة أن أي انتقام فلسطيني أو عربي سيولد انتقاما إسرائيليا في المقابل؛ لأن العين بالعين منطق مقبول في الشرق الأوسط، وبهذا المنطق ورطت إسرائيل نفسها كعشبة من الحشيش في حقل من الأعشاب الضارة".
وأوضح أن "الاغتيالات المتبادلة جزء من أعمال المافيا والعصابات، وفي ذروتها تنسى إسرائيل أنها دولة، ولأنها أغفلت أن نزاعها مع الفلسطينيين ذو أوجه سياسية وعسكرية، ويجب أن يسير وفق جدول أعمال سياسي، لكنها تتجاهله، والنتيجة أن ثقافة الاغتيالات هي التي تسود".
وأضاف أنه "رغم أن هناك من يدافع عن هذه السياسة بأنها تهدف لإعاقة العمليات المسلحة، أو القضاء عليها، فقد ذهبت للفحص بنفسي للتعرف على أحوال هذه العمليات والهجمات الدامية، فوجدتها لا تتنفس فقط، تضرب وتطلق النار، وإنما تنجح بإقامة ميزان من الردع والتهديد مع الجيش الإسرائيلي الأكبر والأخطر في المنطقة".
وكشف الكاتب النقاب أن "الجيش الإسرائيلي يسأل المستوى السياسي: إن ترد مني القضاء على المنظمات الفلسطينية، اسمح لي بدخول قطاع غزة، واجتياحه، ولكن حينها ستضطر الدولة لحفر الخنادق والمقابر في جميع أنحائها، ولذلك بعد انتهاء حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 قرر قادة الجيش المتناوبين على قيادته: بيني غانتس وغادي آيزنكوت وأفيف كوخافي، عدم خوض أي حرب جديدة، بانتظار أن تقرر الحكومة ما تريده من أهداف من هذه الحرب".
وأشار إلى أن "الإسرائيليين يجب أن يعلموا أن الاغتيالات لا تعني فقط مشاهد تلفزيونية، وإنما عمليات دامية، نحن أمام دماء وليس كاتش آب".
الكاتب استحضر "نموذجا من عمليات الاغتيال الفاشلة التي تمثلت بمحاولة تصفية خالد مشعل زعيم حماس في الأردن عام 1997، حينها اعترف رؤساء الموساد داني ياتوم، وأحد كبار ضباط قسم العمليات رومي بن فورات، ومساعده ميشكا بن دافيد، بأن الدافع لاغتياله كان الضغط الذي مارسه عليهم نتنياهو في حينه بأنه يريد الانتقام من حماس بعد عملياتها الدامية في تل أبيب عقب اغتيال يحيى عياش في غزة في يناير 1996".
وختم بالقول إن "نتنياهو أراد حينها قتل مسئول فلسطيني كبير على أمل أن يهدئ ذلك اليهود الغاضبين، ولنا أن نتذكر أن محاولة اغتيال مشعل حصلت في 25 سبتمبر 1997، فيما كانت آخر عملية انتحارية لحماس في 30 يوليو، وأسفرت في حينه عن قتل 16 يهوديا وإصابة المئات".
وأكد أن "قادة جهاز الموساد عرضوا على نتنياهو اغتيال اثنين من القادة الفلسطينيين، لكنه لم يقتنع بهما، لأنه أراد قائدا من العيار الثقيل تمثل في مشعل، الذي لم يقتل، وكتبت له حياة جديدة".
وزير إسرائيلي يحذر من "عناق الدب" بين ترامب ونتنياهو
تقدير إسرائيلي: هكذا يتابع الشاباك "جيش حماس" العسكري
وزير إسرائيلي: حماس في غزة نقطة ضعف نتنياهو عشية الانتخابات