بدأت قوات اللواء الليبي المتقاعد، خليفة
حفتر، عملية
جديدة قالت إنها بهدف "حسم" معركتها في العاصمة
طرابلس واقتحامها، وسط
تساؤلات عن مدى جدية العملية ونجاحها، وما إذا كانت مجرد "مراوغة" أو
محاولة لرفع الروح المعنوية لجنوده بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في الجولة
السابقة.
وأصدر ما يسمى آمر غرفة العمليات المتقدمة في
قوات "حفتر"، صالح عبودة، أمرا لكافة القوات التابعة لهم والمتواجدة
بمحاور "طرابلس"، بالتقدم لتنفيذ المهمة الأخيرة لتحرير العاصمة، وبإسناد
من الطيران الحربي"، وفق زعمه.
"الوفاق ترد"
في المقابل، أكدت حكومة الوفاق أن "قواتها
صدت محاولات قوات "حفتر" التقدم في اتجاه مناطق "عين زارة والخلة
وطريق وادي الربيع والمطار، مشيرة إلى جاهزيتها لصد أي محاولة للتقدم أو السيطرة، وأنها أفشلت "ساعة الصفر" التي أعلن عنها "حفتر".
وأعلن مصدر عسكري لوكالة "رويترز" أن
مقاتلين موالين لقوات "حفتر" قتلوا خلال ضربة بطائرة مسيرة في ضاحية
بجنوب "طرابلس"، دون الإعلان عن رتبهم العسكرية".
والسؤال: ماذا لو فشل "حفتر" مجددا
في اقتحام العاصمة؟ هل سينتهي مشروعه أم تطول الأزمة وسط صمت دولي؟
من جهته، قال الناشط والمحلل السياسي الليبي،
علي فيدان، إن "العملية التي أعلن عنها حفتر ليست جدية، بدليل ما حصل على
الأرض، فقد تم صد قواته من جديد، وأصبحت في تراجع، بالإضافة إلى خسارته طائرة حربية
محملة بالذخيرة"، وفق معلوماته.
وأوضح في تصريحات لـ"
عربي21" أن
"حفتر حتى وإن فشل في عمليته الجديدة فلن ينتهي بهذه السهولة، كون انتهاء
مشروعه مرهون بعوامل ثلاثة: "أن يموت أو يرفع الدعم الإقليمي والدولي عنه أو
ثورة من الداخل في الشرق الليبي عبر اهتزاز الحاضنة الشعبية لمشروعه".
وتابع: "هناك عامل آخر هو إيجاد البديل
الحقيقي له، وربما هذا ما يبرر بروز سفير
ليبيا السابق في الإمارات "العارف
النايض" على السطح السياسي من جديد كواجهة احتياطية لهذا المشروع، وأعتقد أن
هناك توازنا بين المشروعين، لكن الكلمة في نهاية الأمر ستكون للميدان"، كما
قال.
"انتصار عبر الشاشات فقط"
وقال الصحفي المقرب من قوات حكومة الوفاق، محمد
الشامي إن "حفتر لم يعد لديه لا القوة ولا القادة لكي يقتحم العاصمة، وهذا
واضح من خلال استجلابه قوات "الجنجويد" من اليمن عن طريق الإمارات، واستعانته بقوات من حركة "العدل والمساواة" السودانية، واستبداله
لقادته".
وأضاف: "كانت قوة "حفتر" فقط في
الجو، لكن منذ أسبوع سيطرت قوات "الوفاق" الجوية على الأمر، وأفشلت دخول
قوات حفتر إلى مدينة "غريان"، لذا كل هذه المحاولات والتصريحات ما هي
إلا محاولة للانتصار إعلاميا عبر الشاشات لجلب مسلحين جدد لقواته، لذا هو يحاول
الحفاظ على ما هو عليه ليحقق مكاسب سياسية إذا تمت العودة للتفاوض"، وفق
تصريحه لـ"
عربي21".
"المعركة مستمرة"
بدوره، رأى الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، أن "قوات "حفتر" تكبدت خسائر فادحة بعد إعلان الأخير عن عمليته
الجديدة وعن "ساعة الصفر"، التي روجت لها منصاته الإعلامية وإعلام
السعودية ومصر والإمارات".
وأشار في تصريحه لـ"
عربي21" إلى أن
"هزيمة "حفتر" اليوم رغم أهميتها لكنها ليست حاسمة، والمعركة ستزال
مستمرة حتى يتأكد داعموه من عجزه تماما عن الدخول لطرابلس، وبعدها يبدأ الحل
السياسي"، حسب كلامه.
وأضاف: "الحل السياسي بدأ فعليا فيه عن
طريق مشاورات مكثفة في تونس يجريها المبعوث الأممي، غسان سلامة، لطرح مبادرته
السياسية، بالتزامن مع جلسة مرتقبة لمجلس الأمن في التاسع والعشرين من تموز/ يوليو
الجاري"، كما قال.
وأوضح المحلل السياسي الليبي، أسامة كعبار، أنه
"ما دام الدعم الخارجي مستمرا فإن "حفتر" سيستمر في تصدر المواجهات، حتى وإن كانت كلها خاسرة، وفى ظل تخاذل المجتمع الدولي ستستمر فرنسا في محاولاتها
للسيطرة على طرابلس".
وقال لـ"
عربي21": "محاولة
الهجوم هذه لن تكون الأخيرة، وحكومة الوفاق وقواتها تحتاج إلى دعم دولي حقيقي ممن
يسمون أنفسهم أصدقائها وداعميها، وإلا فلن تتوقف محاولات فرنسا"، وفق تقديره.