قال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، إن قدرات الحزب تطورت بصورة كبيرة جدا، سواء على مستوى المقاتلين وأعدادهم وتدريبهم وخبرتهم، أم على مستوى الصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة التي كشف عن وجودها.
ولفت نصر الله في مقابلة له على شاشة قناة المنار بمناسبة الذكرى الـ13 لحرب تموز 2006، اليوم الجمعة إلى أنه “خلال 13 عاما المقاومة تطورت كما ونوعا وهذا ما يسلم به الاسرائيلي ويتحدث به، النمو في القدرة البشرية كان كبيرا جدا فالأعداد تضاعفت بشكل مضاعف وأيضا البناء من خلال الميدان".
ولفت إلى أن “المقاومة قادرة أن تطال كل المساحة الجغرافية في فلسطين المحتلة، شمال فلسطين تحت مرمى نيراننا لأي فترة زمنية يريدونها”، وتابع: “بخصوص الخط الساحلي في الكيان الغاصب من نتانيا إلى اشدود (60 إلى 70 كلم بعمق 20 كلم )، جزء كبير من المستوطنين موجود بهذه المنطقة وفيه الكثير من الأهداف ككل مراكز الدولة الاساسية، وزارة الحرب، مؤسسات أخرى، مطار بن غوريون، مطارات داخلية، تجمعات صناعية وتجارية، بورصة إسرائيل، محطات إنتاج ومحولات رئيسية للكهرباء، محطات للمياه والنفط وغيرها من المراكز”.
وقال إن قدرات الحزب تطورت على مستوى القوة الهجومية، بالإضافة إلى تطور القوة والقدرة الصاروخية نوعا وكما لاسيما الصواريخ الدقيقة والمسيرات من الطائرات، وإيضا في بقية المجالات هناك تطور على الصعيد المعلوماتي، بالإضافة إلى أننا نريد أن نترك ونخبئ شيئا للعدو”.
وأكد أن “العدو اليوم يخشى المقاومة أكثر من أي وقت مضى”، وتابع: “قد يكون لدينا أولا صواريخ لإسقاط الطائرات، هذه من مساحات الغموض البناء بمواجهة العدو”.
وقال نصر الله إن “كل ما أقدم عليه الإسرائيلي بعد حرب تموز لترميم الثقة فشل”، وتابع: “العدو حصل على أسلحة متطورة من الأميركي وأقام الكثير من المناورات، وكان لديه خلال عدوان تموز الكثير من الإمكانات ومع ذلك وصل إلى ما وصل إليه”.
اقرأ أيضا : موقع عبري يتحدث عن خطة حزب الله السرية لـ"غزو إسرائيل"
وأضاف: “اليوم أنصح الاسرائيلي أن لا يعيد أدبيات أنه سيرجع لبنان إلى العصر الحجري، لأن فيه استخفافا بلبنان”، وأوضح: “لنطرح إلى أين يمكن أن نعيد أو نوصل إسرائيل ومستوطنيها”، وذكر بما سبق أن قاله في العام 2000 في بنت جبيل أن “إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت”، وأكد أن “اليوم لدينا قناعة أكثر أنها أوهن من بيت العنكبوت”.
وزاد بالقول: "نوع من الصواريخ يتكفل بالشمال وبعض الصواريخ إلى أماكن أخرى”، وسأل: “هل يستطيع الكيان أن يصمد؟”، وتابع: “هنا يمكن أن نشاهد العصر الحجري”.
وذكر بما سبق أن تحدث عنه من “قدرة المقاومة على استهداف حاويات الأمونيا”، وتابع: “هنا لا أتحدث عن حرب برية ودخول إلى حيفا وشمال فلسطين المحتلة”، وأكد أن “هذا الكيان مردوع من الذهاب إلى حرب وهو يمتنع من القيام بغارة على لبنان، هو خائف من المقاومة في لبنان وأنا ليس لديّ الكلمة المناسبة للتعبير عن المشهد والدمار الهائل هو الحد الأدنى للتعبير”.
وقال نصر الله إن “هناك الكثير من السيناريوهات الموضوعة الجاهزة للتنفيذ في أي حرب قد تقع”، وتابع: “أنا أستبعد قيام العدو ابتداء بالحرب نتيجة ردع المقاومة، لأن العدو يدرك أن النصر السريع لن يتحقق وهو يعرف ما يمكن أن يحل بهم في أي حرب التي ستضع إسرائيل على خط الزوال”.
وأضاف: “حزب الله لم يكن في يوم من الأيام مرتبطا بشخص، دماء الشهداء تعطي دفعات كبيرة لهذه المسيرة كدماء السيد عباس الموسوي والحاج عماد مغنية والسيد ذوالفقار، فالمقاومة هي مؤسسة حيث هناك قيادات ومسؤولين وأنا واحد منهم، لكن لكل شخص تأثيره الخاص لذلك إن رهان العدو على اغتيالي لا يمكن أن يصنع نصرا من خلاله، بل إن الدماء عندنا تعطي الاندفاعة لكل المجاهدين وواجبنا أن لا نقدم صيدا سهلا لعدونا”.
وأشار: “بحسب المنطق والزمن وليس بعلم الغيب لدينا فرصة كي أصلي في القدس، سابقا لم يكن لدينا عرب وإنما كان هناك أنظمة عربية متخاذلة بالإضافة إلى الدعم الأميركي هذه العناصر تعطي القوة لاسرائيل وليس قوتها الذاتية، لذلك سبق أن طلبنا من العرب أن لا يتآمروا على فلسطين والمقاومة ويتركونا فقط كي نواجه العدو”، وأكد أن “كيان العدو غير قابل للبقاء”.
اقرأ أيضا : نصرالله يعلق على قضية الجولان ويوجّه رسالة للعرب (شاهد)
ولفت إلى “أهمية دور الاعلام في كل شيء ولا سيما في الحروب وفي صنع النتائج وليس فقط في نقل الأحداث”، وتابع أن “الإعلام المقاوم تأثيره عال بسبب الإخلاص من قبل العاملين فيه وبسبب المصداقية، ولذلك تم استهداف قناة المنار وإذاعة النور والمهم أن هذا الإعلام يجب أن يستمر”.
وحول “صفقة القرن”، رأى نصر الله أن “هذه الصفقة ستفشل لأن عوامل نجاحها غير متوافرة وأهم هذه العناصر هو موضوع القدس على أهمية الملفات الأخرى، قد تجد (في أسوأ الاحتمالات) بعض الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين من يجد حلا غير مناسب للاجئين أو السيادة أو حتى أحياء القدس الشرقية، لكن مسألة القدس والمسجد الأقصى لا أحد يمكنه أن يقبل بذلك، وهذه نقطة ضعف أساسية في هذه الصفقة”.
ولفت إلى أن “الاستكبار الأميركي هو الذي أنهى صفقة القرن وأطلق رصاصة الرحمة عليها وكل المحالات التي تجري اليوم هي لإنعاشها”.
ولفت نصر الله إلى أن “بعض الدول العربية كالأردن قلقة من صفقة القرن بالإضافة إلى الارتباك الاسرائيلي وكل هذه وقائع موجودة ولذلك هذه الصفقة لا أفق لها”، وتابع: “هناك كلام منقول عن كوشنير الذي قال إن مؤتمر البحرين فشل”، وأشار إلى أن “موقف السلطة الفلسطينية ضد صفقة القرن ليس مفاجئا رغم تعرضه للضغوط الهائلة كما كل الفصائل الفلسطينية، وسوف يتعرضون أيضا إلى أن ييأس الأميركي بفشل هذه الصفقة”.
وأضاف أن “موضوع التوطين لا تتعلق بإرادة ترامب ولا كوشنير ولا أميركا وإنما يرتبط بإرادة الدولة المضيفة وبإرادة الفلسطينيين أنفسهم”، وأوضح أنه “في لبنان الفلسطينيون يرفضون التوطين وأيضا الإرادة اللبنانية الجامعة ضد التوطين، كل ذلك يعني أن التوطين لن يمر مع العلم أنه لا يجب أن تستمر أوضاع اللاجئين الفلسطينيين المأساوية على نفس الطريقة”.
وتابع: “هذا الأمر ينسحب إلى الدول الأخرى”، ورأى أن “الأميركي سيحاول الضغط على لبنان من باب الديون التي ترهق كاهل الدولة ولكن هذا الأمر مقدور عليه لأن هناك إجماعا لبنانيا على رفض التوطين من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال إلى الوسط خاصة إذا لم يتم اللعب بهذه الإرادة اللبنانية من باب التوهين والتخويف”، وأكد أنه “كما واجهنا بإرادة جامعة في لبنان عدوان تموز يمكننا أن نواجه التوطين”.