اقتصاد عربي

هذه الخسائر الاقتصادية لخروج مصر من نهائيات الأمم الأفريقية

قدرت دراسة للجنة الاقتصادية بحزب الحركة الوطنية الخسائر بأكثر من مليار جنيه (60 مليون دولار)- موقع الكاف

كشفت دراسات اقتصادية أن الخسائر المباشرة لخروج المنتخب المصري من دور الـ16 لنهائيات الأمم الأفريقية تقدر بـ376 مليون جنيه (23 مليون دولار)، وهي الحصيلة المتوقعة لبيع تذاكر مباريات الفريق حتى النهائي، والتي كانت تقدر بـ150 مليون جنيه (9.5 ملايين دولار)، بالإضافة لـ4.5 ملايين دولار مكافأة الفوز بالبطولة.


وحسب الدراسة التي أعدها مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، فإن الخسارة لم تكن فقط في الأداء الهزيل والخروج المهين من البطولة، وإنما كانت هناك خسائر أخرى اقتصادية، بعضها كان مضمونا لمصر، إن استطاعت استكمال البطولة.


وتوضح الدراسة التي أعدها رئيس المركز الدكتور عبد المنعم السعيد، أن هناك خسائر أخرى غير مباشرة، تتمثل في خسائر أصحاب المحلات والمطاعم التي استأجرت مساحات داخل استاد القاهرة، لبيع منتجاتها للجماهير التي كان متوقعا حضورها باقي مباريات الفريق المصري إن استمر بالبطولة، خاصة وأن حصيلة إيجار هذه المحلات، كانت مخصصة لتطوير باقي ملاعب استاد القاهرة.


وتشير الدراسة للخسائر المرتبطة بشركات ووكالات الدعاية والإعلان، والقنوات والبرامج الرياضية من قيمة الإعلانات التي فقدتها نتيجة خروج المنتخب، والتي لن تقل عن 150 مليون جنيه أخري (9.5 ملايين دولار)، وكذلك تجار الأدوات والملابس الرياضية والأعلام، والتي شهدت رواجا كبيرا في المباريات التي شاركت بها مصر، بالإضافة للمقاهي التي كانت تقوم بعرض المباريات على شاشات عرض في الشوارع والتجمعات.

 

اقرأ أيضا: هل تخضع الكرة المصرية لوصاية المؤسسة العسكرية.. خبراء يجيبون


وقدرت دراسة أخرى، للجنة الاقتصادية بحزب الحركة الوطنية، الخسائر بأكثر من مليار جنيه (60 مليون دولار)، مؤكدة أن جزءا منها مباشر وهي عوائد حضور الجماهير للمباريات ومكافآت الفوز، وجزءا آخر غير مباشر وهي الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالبطولة.


من جانبه، أكد مدير التسويق التلفزيوني بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم عبد المنعم باه، أن عائدات البطولة "لا تتوقف على بقاء مصر في المسابقة"، مضيفا بالمؤتمر الصحفي الذي عقده بمناسبة انتهاء مباريات دور 16، "كل العقود أبرمت قبل البطولة، ولا يمكن التراجع عنها، كما أن هناك أكثر من 80 دولة اشترت حقوق البث، وهذه الدول تريد مشاهدة كل الفرق الموجودة بالبطولة".


ورغم أن باه أكد على أن البطولة الحالية حققت نجاحا تسويقيا كبيرا بالمقارنة ببطولة 2017، إلا أنه اعترف بمشكلة الغياب الجماهيري عن المباريات التي لا تكون مصر طرفا فيها، مشيرا إلى أن  "إقصاء مصر تسبب في مشكلة بالمدرجات، وأنهم يبحثون عن حلول مع المسؤولين المصريين لتوفير جماهير للمباريات المتبقية من البطولة".


ليس الجماهير فقط


من جانبه، يؤكد خبير التسويق الرياضي الدكتور سعد البسيوني لـ"عربي21" أن البطولات الرياضية الكبرى المجمعة، تعتبرها الدول المنظمة فرصة للنشاط الاقتصادي والسياحي، وليس فقط المتعة الكروية، فهي في الأساس مناسبات اقتصادية ولكنها بثوب رياضي.


ويوضح البسيوني أن الاتحاد الأفريقي باعتباره المنظم الأساسي لم يخسر شيئا، لأنه جنى ثماره قبل انطلاق البطولة كما صرح مدير التسويق في الاتحاد، ولكن العوائد الأخرى البعيدة عن تعاقدات البث وخلافه، هي من حق الدول المنظمة، ولذلك فإن خسائر خروج مصر الاقتصادية من البطولة لا يجب اقتصارها على الغياب الجماهيري.

 

اقرأ أيضا: آل الشيخ "يشمت" برئيس الاتحاد المصري بعد الخسارة


ويضيف البسيوني قائلا: "لا أحد يستطيع أن يشكك في التنظيم الرائع، ولا في الملاعب والخدمات اللوجستية الأخرى، ولا أماكن الاستضافة والفنادق والبنية الأساسية، التي ارتبطت بتنظيم البطولة في وقت قياسي، إلا أن المسؤولين لم يقدموا حتى الآن مبررا لغياب الجماهير غير المصرية عن فعاليات البطولة، وهو الشق المهم الذي لم يتحدث عنه أحد".


وحسب البسيوني فإن المسؤولين المصريين فشلوا في جذب السائحين للبطولة، سواء المقيمين بمصر بعيدا عن البطولة، أو المشجعين الوافدين من بلادهم، موضحا أن البطولة هي الأكبر في تاريخ القارة الأفريقية، حيث تضم 24 فريقا، ومن هذه الفرق 4 دول عربية باستثناء مصر، وهم تونس والمغرب والجزائر وموريتانيا، وكان يجب التركيز على هذه الدول لجذب سائحيها لمصر، لمؤازرة فرقهم من ناحية، ولتنشيط السياحة من ناحية أخرى.


خسائر سياحية


ويتفق أستاذ الاقتصاد المصري أيمن النجار، مع الرأي السابق، مؤكدا أن المسؤولين بالبطولة، تعاملوا معها وكأنهم نظموها للجمهور المصري فقط، وليس للجمهور الأفريقي أو الجمهور المحب لكرة القدم، وهو ما كان ظاهرا في غياب الجماهير للمباريات التي لا يشارك فيها الفريق المصري.


ويضيف النجار لـ"عربي21"، قائلا: "آخر تجربة رياضية حققت نجاحا في جذب السائحين من كل العالم، كانت بروسيا، حيث قدمت شركات السياحة الروسية عروضا جذابة للمشجعين من كل دول العالم، وهو ما كان له تأثير إيجابي في وجود المشجعين بكل المباريات، وحتى بعد خروج روسيا من الأدوار قبل النهائية".


ويوضح النجار أن "روسيا تعاملت مع كأس العالم على أرضها بأنه لكل المشجعين، ولكن مصر تعاملت مع أمم أفريقيا  على أنها لفئات معينة من المصريين، واهتمت بموضوع البث ومناطحة قطر، على حساب أمور أخرى كان يمكن أن تحقق لها عوائد اقتصادية وسياحية وسياسية كذلك".