واصلت الفتاة الفلسطينية آلاء بشير، المعتقلة لدى جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، إضرابها عن الطعام لليوم الثامن على التوالي، للمطالبة بالإفراج عنها.
وكانت الأجهزة الأمنية، اعتقلت الفتاة آلاء البالغة من العمر "23 عاما" في المرة الأولى في 9 آيار/ مايو الماضي، من داخل مسجد عثمان بن عفان بقرية جينصافوط في قلقيلية، في أثناء تحضيرها لدروس تحفيظ القرآن خلال شهر رمضان، وذلك بعد مداهمته من قبل 25 عنصر أمن بزي مدني ورسمي دون إبراز إذن قضائي.
وأفرج جهاز الأمن الوقائي عن الفتاة الفلسطينية، في 11 حزيران/ يونيو الماضي، بعد قرار من المحكمة بإخلاء سبيلها بكفالة، إلا أنه أعاد اعتقالها بعد يومين من الإفراج عنها.
والثلاثاء الماضي، أدخلت آلاء إلى المستشفى بقلقيلية بسبب تدهور وضعها الصحي، نتيجة إضرابها المتواصل عن الطعام.
اقرأ أيضا: أجهزة السلطة تعيد اعتقال آلاء بشير بالضفة المحتلة
وقال عضو فريق الدفاع عن بشير، المحامي مهند كراجة، في تصريحات لـ"عربي21"، إن آلاء مازالت مستمرة بإضرابها لليوم الثامن على التوالي، وسط حالة إعياء شديد.
وكشف كراجة، بأن المحامي ظاهر صعايدة، ممثلا من فريق محامون من أجل العدالة، تمكن من زيارة آلاء اليوم الخميس، مشيرا إلى أنها تعاني من تشنجات، وعدم وضوح بالبصر، وإعياء عام.
وأشار إلى أنهم تقدموا بطلبات إخلاء سبيلها بكفالة، قبل يومين،دون أي رد من الجهات المعنية حتى اللحظة.
وأوضح، أن الأجهزة الأمنية تتحجج بإعادة اعتقالها، ويبرر أن أسباب إعادة اعتقالها تكمن بتطورات جديدة استدعت لاعتقالها.
ورأى كراجة، أن إعادة اعتقال آلاء بشير في المرة الثانية، تجاوز حقيقي للقانون، مشيرا إلى أنه لم يتم التحقيق معها سوى مدة لا تزيد عن الخمس دقائق، وهي التزمت الصمت أمام جهاز الأمن الوقائي والنيابة العامة.
ولفت إلى أن التهم ووقائع القضية هي ذاتها التي كانت من قبل، معتبرا أن إعادة اعتقالها، يعد محاولة على الالتفاف على قرار المحكمة بالإفراج عنها.
وكان فريق الدفاع عن الفتاة المعتقلة آلاء البشير، أكد أن القضية الأولى التي تم التحقيق فيها هي "إثارة النعرات العنصرية"، والقضية الثانية بعد إعادة اعتقالها هي الحض على النزاع بين مختلف عناصر الأمة باستخدام الشبكة الإلكترونية، حسب قانون الجرائم الإلكترونية.
اقرأ أيضا: أمن السلطة يفرج عن المعتقلة السياسية آلاء بشير بأمر المحكمة
من جهته قال مدير مركز حماية لحقوق الإنسان، حازم الشعراوي، إن اعتقال آلاء، يأتي ضمن التجاوزات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية المحتلة، مشيرا إلى أنها بدت ظاهرة ممنهجة تطال النساء وطلبة الجامعات، وفئات أخرى من الشعب الفلسطيني.
وأضاف، في حديثه لـ"عربي21"، أن التهم الموجهة لها بالمرة الثانية هي ذاتها التي كانت بالمرة الأولى، وفي العرف القانوني إن صحة المعلومة حول تلك التهم، فلا يجوز محاكمة واعتقال الشخص مرتين على ذات التهم.
وطالب مدير المركز الحقوقي، الأجهزة الأمنية، بالكف عن التجاوزات التي توجه إلى النشطاء وأصحاب الرأي، في قضايا "التعبير عن الرأي".
وشدد الشعراوي، على ضرورة النظر إلى حصانة الفتيات والأمهات في فلسطين المحتلة، اللواتي عانوا من بطش الاحتلال، ويكرر الأمر ذاته من قبل الأجهزة الأمنية.
وفي تقييمه لسلوك الأجهزة الأمنية بالضفة، رأى الشعراوي، بأنه يتساوق مع ممارسات الاحتلال، وتبادل الأدوار معه، ويعد أمرا مهينا بحق تلك الأجهزة التي تلاحق المخالفين للرأي، وأبناء الفصائل الأخرى.
وأشار إلى أن مركز حماية لحقوق الانسان، استقبل عشرات الشكاوى بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية بالضفة، والتي اعتبرها بـ"الجهد المنظم"، في مسح حرية التعبير، الذي وصل لدرجة "الجرم الواضح" غير المقبول.
ونوه إلى أن المحامين والمؤسسات الحقوقية بالضفة الغربية، تتعرض للتضييق والملاحقة والمتابعة، بسبب ممارسات الأجهزة الأمنية هناك، مضيفا إلى أنهم يحاولون التواصل مع مؤسسات حقوقية بخارج فلسطين، لممارسة الضغط على الأجهزة الأمنية للإفراج عن الفتاة آلاء بشير.
في سياق متصل، دعا نشطاء فلسطينيون، اليوم الخميس، للتغريد على هاشتاق #الحرية_لآلاء_بشير، وناشدوا الفصائل والمؤسسات الحقوقية، للتدخل للإفراج عنها.
تضامن واسع مع قيادي بحماس استباقا لتقرير قناة عبرية (شاهد)
بـ"العطش" تحارب إسرائيل الفلسطينيين وتسرق مياههم
هكذا يحارب المستوطنون الأراضي الزراعية بالضفة المحتلة