نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أعده مراسلها ديون نيسنباوم، تقول فيه إن الإمارات العربية المتحدة بدأت تحركات للخروج من التحالف الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا التحرك الإماراتي يأتي وسط التوتر المتزايد في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وإيران.
ويقول نيسنباوم إن الإمارات بدأت في الأسابيع القليلة الماضية بسحب دباباتها والمروحيات القتالية، بحسب ما قاله مسؤولون غربيون، بالإضافة إلى أنها سحبت مئات الجنود الذين نشرتهم في منطقة البحر الأحمر، بما في ذلك الجنود قرب ميناء الحديدة، الذي يعد الشريان الرئيسي للبلاد، وتمر عبره المساعدات الإنسانية.
وتلفت الصحيفة إلى أن المسؤولين يرون أن هذه التحركات الإماراتية قد تعلم خروجا من الحرب التي تشارك فيها منذ أربعة أعوام ضد المتمردين الحوثيين، مشيرة إلى أن الإمارات كانت من أهم حلفاء السعودية في العملية العسكرية التي بدأت في آذار/ مارس 2015، والتي خلفت وراءها آلاف القتلى، وخلقت، بحسب الأمم المتحدة، أكبر كارثة إنسانية في العالم.
وينوه التقرير إلى تصاعد التوتر في المنطقة بسبب التهديدات القادمة من إيران وحلفائها، وإرسال الولايات المتحدة قوات إضافية للمنطقة، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي يؤكد فيه الطرفان أنهما لا يسعيان للحرب، إلا أن واشنطن اتهمت طهران بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط قرب ساحل الإمارات وخليج عمان.
ويقول الكاتب إن الإمارات تأثرت بالمعارضة المتزايدة في واشنطن للحرب في اليمن، ومخاوف من تعرضها لضربات من إيران في حال اندلاع مواجهة مع أمريكا.
اقرأ أيضا : مصدر يمني لـ"عربي21": هذه حقيقة انسحاب الإمارات من مأرب
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين، قولهم إن الإمارات ستحصر دورها في محاربة تنظيم القاعدة وبقية المنظمات المتطرفة في اليمن، مشيرة إلى أن المسؤولين الإماراتيين رفضوا التعليق على عمليات خفض القوات التي وصفها المسؤولون الغربيون، ولم يعلقوا بعد على ما أوردته وكالة "رويترز" للأنباء، التي وصفت خططا إماراتية لخفض قواتها في اليمن.
ويجد التقرير أن هذه التحركات الإماراتية قد ينظر إليها على أنها انتصار للحوثيين وداعميهم الإيرانيين، لافتا إلى أنه من غير المعلوم الكيفية التي سيرد فيها التحالف الذي تقوده السعودية على التحركات الإماراتية، خاصة أن أبو ظبي كانت أهم حليف للسعودية، وانضمت للعمليات الجوية وجمع المعلومات، وقامت بعملية عسكرية محدودة، وقدمت الدعم الحيوي للقوات اليمنية التي تقاتل الحوثيين.
ويورد نيسنباوم نقلا عن الخبير في الشؤون اليمنية في مجموعة الأزمات الدولية في بروكسل، بيتر سالزبري، قوله إن هذه التحركات العسكرية هي إشارات من الإماراتيين بأنهم يريدون التركيز على الدبلوماسية، وإخراج أنفسهم من حرب لا تحظى بدعم، وأضاف: "إنها بالتأكيد تضيف طبقة جديدة من التعقيد.. وتعري بوضوح الانقسامات داخل بعض الجماعات المضادة للحوثيين".
وتشير الصحيفة إلى أن الإمارات تحاول تخفيف دورها العسكري في اليمن ومنذ أكثر من عام، وزادت رغبتها في ذلك بعدما أضعفت الحرب موقفها في واشنطن، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يرى فيه الرئيس دونالد ترامب في السعودية والإمارات حليفين مهمين في المواجهة مع إيران، إلا أن الكثير من المشرعين في الكونغرس يرون أنهما مسؤولتان عن حرب خاطئة في اليمن.
وينقل التقرير عن منظمة "أرمد كونفليكت لوكيشن أند إيفنت داتا بروجيكت"، قولها إن أكثر من 90 ألف يمني قتلوا في الحرب، فيما قتلت الغارات الجوية التي قادتها السعودية أكثر من 8 آلاف مدني، مشيرا إلى أن التحالف عبر عن أسفه لبعض الغارات التي أخطأت هدفها وقتلت مدنيين، إلا أن الإماراتيين باتوا يقلقون على وضعهم وسمعتهم في واشنطن بسبب الحرب.
ويلفت التقرير إلى أن المشرعين في الكونغرس قد صوتوا في نيسان/ أبريل على قرار بوقف الدعم العسكري الأمريكي للحرب، بما في ذلك جمع المعلومات الأمنية، واستخدم الرئيس ترامب الفيتو، إلا أن المشرعين لم يستطيعوا إلغاء قراره.
ويذكر الكاتب أن الكونغرس يحاول الآن منع إدارة ترامب التعجيل في بيع سلاح إلى السعودية والإمارات العربية المتحدة، لافتا إلى أن الأمم المتحدة ساعدت على ترتيب وقف إطلاق نار هش، لكن الأطراف لم تتفق بعد على الخطوة المقبلة للتسوية، وسط عدم رضا من الرئيس عبد ربه منصور هادي، الذي أطاح به الحوثيون من صنعاء عام 2015.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن منصور اتهم المبعوث الأممي بالوقوف إلى جانب الحوثيين، لافتة إلى أن مسؤولي الأمم المتحدة قاموا في العام الماضي بالعمل على منع هجوم مدعوم من الإمارات على ميناء الحديدة.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
نيويورك تايمز: قرار التصعيد بيد المتشددين في أمريكا وإيران
ذا درايف: ما دلالات استهداف الحوثيين للسعودية بصواريخ كروز؟
جيروزاليم بوست: ما سبب سباق التسلح بين السعودية وإيران؟