لا تزال تداعيات ما شهدته منطقة جبل لبنان من تبادل لإطلاق النار بين
مسلحين وموكب وزير الهجرة، تثير قلقًا وغضبًا واسعين بين النشطاء على مواقع
التواصل الاجتماعي.
وقُتل، الأحد، مرافقان لوزير لبناني درزي في تبادل لإطلاق النار مع أنصار
الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، في حادث يعكس التوتر السياسي المتزايد مع خصومه بمن
فيهم السياسي المسيحي جبران باسيل.
ووصف صالح الغريب، وزير الدولة لشؤون النازحين، المقرب من وزير الخارجية
باسيل الحادث الذي وقع في منطقة عاليه بجبل لبنان بأنه "كان كمينا مسلحا
ومحاولة اغتيال واضحة".
الانتقادات وجهت إلى وزير الخارجية جبران باسيل عقب زيارته لمنطقة الجبل،
والتي وصفها بعض السياسيين والنشطاء بأنها استفزازية ومثيرة للفتنة.
وكان عضو مجلس النواب عن الحزب التقدمي الاشتراكي الوزير السابق والنائب
مروان حماده قد قال في تصريح صحفي أن: "وزير الخارجية جبران باسيل يتنقل من
منطقة إلى أخرى، بدلا من أن يقوم بدوره كوزير للخارجية، وينقل معه الفتنة في كافة
المناطق التي يزورها، إلى أن فلتت الأمور بالجبل في آخر المطاف".
وأضاف حماده لصحيفة الجمهورية اللبنانية: "أحمل باسيل المسؤولية
كاملة لسقوط كل نقطة دم هدرت في أرض الجبل، وإذا استمر باسيل على هذا النهج
والمنوال من الاستفزاز وتحدي الناس في كل منطقة يزورها، من الطبيعي أن تكون آخرتها
أحداث مماثلة، خصوصا وأنه لم يترك أحدًا لم يستفزه من مواطنين وأنصار ومذاهب ورجال
دين وسياسيين".
ومؤخرًا تزايدت الانتقادات لتصريحات الوزير جبران باسيل، التي اعتبرها
البعض مستهدفة للوقيعة وإشعال الفتنة الطائفية بين الدروز والمسيحيين من سكان
الجبل، فضلًا عن تصريحاته السابقة حول اللاجئين والنازحين السوريين، وقبلها
تصريحاته عن وضع الجالية اللبنانية في السعودية ومنطقة الخليج.
وأكد أستاذ علم الاجتماعي السياسي السابق بالجامعة اللبنانية سعود
المولى، أن" باسيل يسعى إلى تكتيل عصبية طائفية مارونية تجعله الرجل الأقوى
في طائفته، وذلك تمهيدا للتفاوض على حظوظه في خلافة عمه ميشال عون لرئاسة
الجمهورية".
وقال في مقابلة له مع موقع "ميدان" التابع لقناة
"الجزيرة" القطرية أن "تصريحات باسيل هي ضد كل المسلمين في لبنان،
وتحديدا السُّنة، وذلك ضمن المسعى القديم المتجدد لبناء تحالف باسم "حلف
الأقليات" من المسيحيين والشيعة والعلويين وغيرهم".
وأكد المولى أن "سياسة باسيل كارثية وانتحارية للكيان المسيحي في
لبنان، لأنه يبني سياسته على وضع مؤقت مضطرب عماده قوة إيران وروسيا وانهيار الحلف
العربي المقابل في أحضان أعداء العرب والمسلمين".
أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل النشطاء باسيل مسؤولية القتلى
الذي سقطوا في تبادل إطلاق النار بجبل لبنان، مطالبين باستقالته من منصبه، ومؤكدين
أنه يزرع الفتنة الطائفية في أنحاء لبنان.
ودشن النشطاء عدة وسوم تنتقد باسيل منها، "باسيل لازم يستقيل"، و"الفتنة ملعونة"،
و"برقبة باسيل"، و"جبران باسيل".
الاشتراكي لـ"عربي21": نحذر من فكرة محاصرة أو إضعاف جنبلاط
هذه الدول الأكثر استضافة للاجئين.. الرابعة عربية (إنفوغراف)
تهدئة عون والحريري هل تنجح في كبح "باسيل"؟