كانت لحظة عظيمة عندما قرر
والدي الحاج بركات علي الجعبري، والذي قضى زهرة عمره في التجارة والأعمال متنقلا
بين الدول الإسكندنافية، أن يوفر كل ما أحتاج، بمساهمة وشراكة من رجال أعمال من
الخليج العربي، لتحقيق حلمي وفكرتي في تأسيس ملتقى يجمع المبدعين العرب ضد التطبيع
مع دولة الاحتلال الصهيوني.
استبشرت بهذا العطاء، وقررنا
بمعية بعض النشطاء المبدعين إطلاق باكورة حركتنا بملتقى للأعمال التسجيلية ضد
التطبيع، وحجزنا القاعات في استوكهولم، وأعددنا خطة العمل بتوجيه من رموز الإعلام
والفن الفسطيني والخليجي المقاوم، فماذا حصل؟
أُصبنا بخيبة الأمل بعد أن حصلت
سابقة غريبة في مملكة السويد، بالاعتذار عن منح الإجازة بإطلاق الملتقى، بعد الإفشال
السعودي لملتقانا، واتهامنا لدى مملكة السويد بأننا ضد السلام وأعداء التعايش بين
الشعوب!
على المستوى الشخصي، وبعد كل
محاولاتنا في استعادة ملتقانا المنشور بسيفهم مجددا، ذهبت تلك الأحلام أدراج
الرياح، وتبعثرت الخطط التي سهرت عليها، وجاءت النكسة مرةً أخرى باقتناع حكومة
عظيمة محايدة كالسويد بأكاذيب الحكومة السعودية غير الديمقراطية، واتهامنا أننا
ضد السلام بين الشعوب.
ستتحطم كثير من الآمال والأحلام
لشبابنا الملتزم بقضايا أمته، ما دام السوس ينخر في جسد أمتنا من حكام باعوا
أنفسهم لخدمة صالح الأعداء، وما دامت الأيادي الخفية تعبث بالتعاون مع الصهاينة،
وما دام هناك إعلام يبارك هذا العبث الواضح الذي يحتاج لاجتثاث هذا السوس من جذوره
ليعود لأمتنا مجدها وألقها وفرحها.
* لاجئة فلسطينية ناشطة ضد التطبيع