تترقب أسواق النفط العالمية، اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، في يوليو/تموز المقبل، مع تزايد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية، على منطقة الخليج العربي.
وتوقع محللون ومتابعون، أن تبقي أوبك على اتفاقها بتمديد خفض إنتاج النفط، في ظل أسعار مقبولة للبرميل، إلا أن موقف روسيا لم يتحدد بعد بشأن التزامها بالاتفاق.
وتعيش أسواق النفط العالمية، حالة من عدم اليقين على المدى القصير، بشأن قوة الطلب ونمو الإمداد المتواصل من المنافسين.
وتواصل "أوبك+" المؤلفة من أعضاء المنظمة ومنتجين مستقلين، تنفيذ اتفاق خفض إنتاج الخام بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، بدأ مطلع 2019 وينتهي في يونيو/ حزيران الحالي.
ويضم ( أوبك+) الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، ومنتجين مستقلين بقيادة روسيا.
والأسبوع الماضي، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إنه لا يمكن أن يستبعد تصور هبوط أسعار النفط إلى 30 دولارا للبرميل، حال عدم تمديد اتفاق "أوبك+"، مضيفا أن هناك مخاطر كبيرة بحدوث فائض إمدادات في السوق.
اقرأ أيضا: هل تتجدد "حرب الناقلات" بمضيق هرمز.. ما مصير نفط الخليج؟
اجتماع ساخن
قال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، إن اجتماع أوبك المقبل، ينعقد في وقت ساخن وتوترات متزايدة بالعلاقات بين أعضاء المنظمة، متوقعا أن يكون الاجتماع مشحونا من أطراف عدة.
وذكر كرم ، أن التوترات السياسية بين السعودية وإيران، قد تجعل من هذا الاجتماع مصيريا لرؤية المستقبل.
إلا أن المؤشرات تدل على رغبة الأطراف، بتثبيت الأسعار الحالية ما يدعم التوجه إلى الإبقاء على تمديد اتفاق خفض الإنتاج.
وتابع كرم: "أوبك بحاجة لتثبيت أسعار النفط المتداولة حاليا، وعليه ربما سنرى تثبيتا لحصص الإنتاج السابقة واستمرارها مع التنسيق مجددا مع الدول خارج المنظمة وخاصة روسيا".
وتوقع أن تكون أسعار النفط المقبلة متفاوتة بين 60 إلى 70 دولارا للبرميل، وهو ما يريده الجميع، إلا إذا حدثت تدخلات سياسية قد تغير وتؤثر على حركة الأسعار.
وتشهد أسعار النفط العالمية تذبذبا حادا، منذ مايو/ أيار الماضي، بلغت خلاله فجوة أعلى وأدنى سعر 12 دولارا للبرميل، بين 60 و72 دولارا بالنسبة لخام برنت.
مراقبة مستمرة
وفي تصريحات متوالية، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، إن سوق النفط تحتاج إلى مراقبة مستمرة في جانب العرض، لمواصلة توجيه السوق نحو الاستقرار.
وتوقع الفالح في تصريحات خلال يونيو/ حزيران الجاري، أن تجتمع أوبك وغيرها من المنتجين بما فيهم روسيا، في الأسبوع الأول من يوليو/ تموز لبحث تمديد العمل باتفاق خفض إنتاج النفط.
وزاد الفالح: "روسيا، الدولة الوحيدة في اتفاق تحالف "أوبك +" لم تقرر موقفها بعد من تمديد الاتفاق حتى نهاية 2019".
اقرأ أيضا: الإمارات تتهم "دولة" بالهجمات.. والسعودية تطلب "تأمين" النفط
عدم اليقين
وقالت وكالة الطاقة الدولية، إن اجتماع (أوبك +)، في فيينا خلال وقت لاحق من الشهر المقبل، يواجه حالة من عدم اليقين على المدى القصير بشأن قوة الطلب ونمو الإمداد المتواصل من المنافسين.
وخفض تقرير للوكالة صدر، الجمعة، توقعاتها بزيادة الطلب العالمي على النفط للشهر الثاني على التوالي، إلى 1.2 مليون برميل يوميا في 2019، من 1.3 مليون برميل يوميا، بسبب تزايد التوترات التجارية وتصاعد المخاوف من حدوث ركود عالمي.
وقالت إن التقلب عاد إلى أسواق النفط مع عمليات بيع هائلة أواخر مايو/أيار الماضي، حيث انخفضت أسعار برنت من 70 دولارا للبرميل إلى 60 دولارا للبرميل.
انخفاض الطلب
وفي تقريرها الأخير، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، توقعات نمو الطلب العالمي على نفطها إلى 30.5 مليون برميل يوميا في 2019، أقل بـ 1.1 مليون برميل يوميا عن مستوى 2018.
وقالت "أوبك"، إن الطلب العالمي على نفطها في 2018، يقدر بنحو 31.6 مليون برميل يوميا، أي أقل بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا عن مستوى 2017.
وتوقعت ارتفاع الطلب العالمي على النفط من داخل المنظمة وخارجها، بمقدار 1.14 مليون برميل يوميا في 2019، أقل بمقدار 7 آلاف برميل يوميا، من توقعات سابقة.
أسعار مقبولة
وقال الخبير النفطي، محمد زيدان، إن أسعار برميل النفط مقبولة للجميع عند مستويات الحالية، في ظل ظروف السوق وتزايد الضغوط على النفط.
وذكر زيدان، أن الأسعار تتلقى ضغوطا سلبية مع احتمال تصاعد المخاطر الجيوسياسية في منطقة الخليج العربي، وتزايد الأعمال التخريبية ضد ناقلات البترول.
وأفاد بأن نبرة دول "أوبك" إيجابية وتمهد لتمديد اتفاق خفض الإنتاج، حتى نهاية العام الجاري، متوقعا أن يتداول برميل النفط بين مستويات 40 و55 دولارا لخام تكساس، ونحو 50-70 دولارا لخام برنت مع عدم تغيير العوامل المؤثرة حالياً.
تعرف على أهم ممرات النفط البحرية حول العالم (إنفوغراف)
"عملاقتا نقل النفط" تعلقان الحجوزات الجديدة إلى الخليج
النفط يرتفع.. وترامب يهدد بزيادة الرسوم على واردات الصين