دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي الجمعة، "الفاعلين السياسيين السودانيين إلى اتخاذ قراراتهم بشأن مصيرهم بحرية واستقلالية تامة عن أي طرف غير سوداني مهما كان".
جاء ذلك في بيان ختامي لزيارة أجراها
آبي أحمد إلى العاصمة السودانية، وعقد خلالها محادثات مع ممثلين عن المجلس العسكري
وقوى إعلان الحرية والتغيير، التي تقود الاحتجاجات بالسودان، في إطار جهود وساطة
بين الجانبين اللذين تباعدت مواقفهما إثر فض اعتصام الخرطوم قبل أيام، ما أودى
بحياة العشرات.
وقال آبي أحمد، في بيان له: "حري
بي أن أؤكد في الوقت الذي تواجه فيه الأمة السودانية تحديات جساما تمس الصميم
الوطني، على أن الأنانية والمصالح الضيقة والدوافع الفئوية والأطماع السياسية
الفردية لا يجوز أن يكون لها مكان في معالجة الأزمة".
واجبات الطرفين
ودعا إلى أن تكون "وحدة
واستقرار وسيادة السودان الوطنية هدفا مقدسا لا مساومة فيه على الإطلاق، وعليه يجب
أن تخضع لهذا الانشغال السامي كل الاعتبارات الأخرى مهما كانت".
وأضاف أن "واجب الجيش والمنظومة
الأمنية كلها هو أن تركز جهودها على الذود عن حرمة الوطن وسيادته وأمن المواطنين
وممتلكاتهم، والقيام بدور فعال وإيجابي في المرحلة الانتقالية، كما أن واجب
الأحزاب السياسية هو أن تركز على مصير البلاد في المستقبل".
اقرأ أيضا: تجمع المهنيين يعلق على اعتقالات "العسكري" للناشطين
ووجه آبي أحمد حديثه للشعب السوداني،
قائلا: "عليه أن يتحلى بالشجاعة المعهودة لديه والشرف والعزة، من أجل أن يظل
الجيش والشعب والقوى السياسية مركزين جهودهم، على مصير الأمة بعيدا عن الاتهامات
المبتذلة".
وتابع بأن "الفاعلين السياسيين
السودانيين مطالبون باتخاذ قراراتهم، بشأن مصيرهم الوطني في حرية واستقلالية تامة
عن أي طرف غير سوداني مهما كان"، مضيفا أن "الجيش والشعب والقوى
السياسية مطالبون بإلحاح بالتحلي بالشجاعة والمسؤولية للسير بخطى سريعة في اتفاق
مؤسس لمرحلة انتقالية ديمقراطية وتوافقية وشاملة في البلاد".
وتأتي زيارة آبي أحمد للسودان بعد
يوم من تعليق الاتحاد الأفريقي -مقره إثيوبيا- بمفعول فوري عضوية السودان في
المنظمة القارية حتى تسليم السلطة للمدنيين.
انفتاح وتمسك
وفي ساعة مبكرة الاثنين، اقتحمت قوات الأمن
السوداني ساحة الاعتصام وسط الخرطوم، وقامت بفضه بالقوة، بحسب قوى المعارضة التي
أعلنت آنذاك عن مقتل 35 شخصا على الأقل، قبل أن تعلن المعارضة الخميس عن ارتفاع عدد القتلى
إلى 113، مقابل حديث حكومي عن أن العدد بلغ 61 قتيلا لعملية الفض وما تلاها من أحداث
بمناطق أخرى من البلاد.
وفي غضون ذلك، جدد المجلس العسكري
الانتقالي تأكيده أنه منفتح على التفاوض مع قوى المعارضة، من أجل الوصول إلى حل في
أي وقت للأزمة الراهنة.
وقال الفريق أول عبد الفتاح البرهان،
رئيس المجلس العسكري إن "المجلس منفتح للجلوس والتفاوض للوصول إلى حل في أي
وقت"، موضحا أن "الهدف من زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي، القيام بمبادرة
للوساطة ولتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية، إضافة لاطمئنانه على الأوضاع
بالبلاد".
وفي المقابل، أعلن تجمع المهنيين
السودانيين، تمسكه بالعصيان المدني الشامل، معتبرا إياه "خطوة نحو تمام سقوط
المجلس العسكري الانقلابي وتحقيق النصر"، محذرا الشعب السوداني من مخطط
"بدء أجهزة المجلس العسكري في محاولة تكوين لجان أحياء من أذيال وفلول
المنتمين لذات المنظومة المجرمة، بحجة حفظ الأمن في الأحياء بعد إطلاق شائعة وجود
عصابات متفلتة".
إخوان مصر تدعو "العسكري السوداني" لسرعة تسليم السلطة
تجمع المهنيين بالسودان يتوعد "العسكري" بكسر شوكته وإسقاطه